أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التعبير والتعبيرية في الفن المسرحي














المزيد.....

التعبير والتعبيرية في الفن المسرحي


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


في أي عرض مسرحي يقوم الممثلون بالتعبير عن افكار ومشاعر تسكن الشخصيات الدرامية وتكوّن تلك الأفكار التي تقود الى المشاعر الخط الرئيس للفعل الدرامي، ومن هذا الخط تتفرع خطوط أخرى ثانوية تصب في الخط الرئيسي وتغذيه وتقويه لينشأ الصراع الدرامي بين الشخصية الدرامية وخصمها ولكل منها اهدافه التي تظهر عبر الافكار والمشاعر، والصوت والجسم هما الأداتان اللتان بواسطتهما ينفذ الممثل تعبيره.
ويتعرض التعبير في الاداء التمثيلي الى متغيرين: أساسي، وثانوي، والاساسي يتعلق بصوت وجسم الشخصية التي يمثلها الممثل وهما يختلفان عن صوت وجسم الممثل نفسه، بنسبة او أخرى، اما المتغيّر الثانوي فهو ما يحدث اثناء مرور الشخصية الدرامية في مسيرتها نحو هدفها النهائي بمواقف مختلفة، وهكذا يكون التعبير بالكلمة المنطوقة، وبالصمت ويكون أيضاً بالحركة وبالايماءة ويكون كذلك بقسمات الوجه.
اضافة الى تعبير الممثل هناك تعبير آخر يتم بواسطة الزي الذي يرتديه او بواسطة الماكياج الذي يصبغ به وجهه، وهناك تعبير اضافي اخر يتم بالمنظر الذي يحيط بالممثل او يكون مجرد خلفية له، فالمنظر المسرحي ليس مجرد تمثيل للمكان او للبيئة بل هو مجموعة علامات دوال لها معان ودوال تساند تعبير الممثل ولا يكتمل التعبير في العرض المسرحي الا عندما تتدخل الاضاءة والمؤثرات البصرية، وإضافة الى كونها تكشف عن التعابير سالفة الذكر فان لها دورها في التعبير وتوفير المزاح المناسب والجو النفسي المناسب كعامل من عوامل التعبير.
أما (التعبيرية) فهي مصطلح جمالي واسع يمكن أن يستخدم في أي تصوير لعاطفة مشددة وخصوصاً في الفنون البصرية وفي المسرح يشير المصطلح الى حركة تأصلت في ألمانيا في أوائل القرن العشرين كرد فعل ضد الطبيعة اللامسرحية والمحدودة للمدرسة الطبيعية، وتتميز صفات المسرح التعبيري برفض النفسية الفردية الذاتية من أجل التوغل نحو جوهر انسانية اضافة الى رسم العواطف القوية، مع الاهتمام بالاوضاع الاجتماعية المعاصرة والبنى الحديثة والشخصيات الشمولية في الغالب شخصيات بلا تسميات واستحداثات بصرية بدلاً من مشاهد معتمدة على التبادل اللساني، ولغة مشحونة جداً شبيهة باللغة التلغرافية وسينوغرافيا رمزية واضاءة وازياء مسرحية في عروض لا تمثل الواقع تمثيلاً تشابهياً.
يعتقد التعبيريون ان الحقيقة الاساسية تكمن داخل الانسان وليس بالمظهر الخارجي له، ولذلك لابد من اعطاء الحافز الذاتي الأولوية وتغليبه على المظهر الموضوعي في التعبير، وتدعو التعبيرية الى تدمير المادية وزخارف المجتمع القديم والى ادراك الفرد للمسؤولية الاجتماعية، انعكست اراء التعبيرين في الدراما في الملامح التالية: 1.الفكرة الرئيسة هي التي تربط احداث المسرحية وليس مبدأ السبب والنتيجة. 2.ترفض الشخصية الرئيسة في المسرح التعبيري كل ما هو مادي وتضحي من اجل مثلها الاعلى- الفكرة الرئيسة، 3.تختزل المسرحية التعبيرية العناصر الدرامية الى أدنى ضروراتها فالحركة والحوار ليس الا وسيلتين للجدل والنقاش من اجل توصيل الرسالة، الفكرة الرئيسة 4.التجريد والتشويه موجود في كل عنصر من عناصر العرض وذلك انعكاساً عن لاوعي الانسان، عن حلمه، عن تحرر (الهو) من سلطة الرقيب (الأنا والأنا الأعلى) وهناك احداث تجريبية ومشوّهة كما نرى في الاحلام- جثث تخرج من قبورها، رجل يحمل رأسه في كيس، جدران تميل للسقوط، هياكل عظمية تمشي وشخوص تتحرك بآلية (روبوتات)، 5.هناك تضاد حاد في العناصر السمعية والبصرية والحركية-كلام سريع يليه كلام بطيء جداً، حوار يحمل قصيره يليه مونولوغ طويل، احداث واقعية تتحول الى صور خيالية وكأنها صور حلمية.
يعتقد البعض ان اول مسرحية تعبيرية هي (قاتل أمل النساء) لمؤلفها (غوغوشكا) ونشرت عام 1907 بينما يرى آخرون ان اول مسرحية تعبيرية هي (الشحاذ) لماثرسورج نشرت عام 8912 وتدور أحداثها عن الصراع بين الجيل الجديد والجيل القديم بينما تدور أحداث المسرحية الأولى عن الصراع بين الرجل والمرأة حول أحقية كل منها بالتسيّد والحكم. بيد ان (موريس مترلنك) و(جورج كايزر) و(ارنست) استشهد الأول بمسرحية (الطائر الأزرق) والثاني بمسرحية (رجال كالبر) والثالث بمسرحية (صراع الانسان) أما الرابع فاشتهر بمسرحية (القرد الكثيف الشعر).
وفي اعتقادي فان كلاً من الدادائية والمستقبلية والسوريالية ليست الا فروعاً للتعبيرية حيث تشترك جميعها بصفات أو قواسم مشتركة ومنها: رفض محاكاة الواقع ومعطيات المسرح الطبيعي، وانما الاعتماد على الصور الحلمية أو الكابوسية بما تحمله من تشويهات وتناقضات وبؤر متعددة، أكدت جميع هذه المدارس الفنية على الجانب الروحي، كما اشتركت جميعها في الغاء مبدأ الوحدة الفنية.




#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتبقى (الدراما) هي الأساس!
- ماذا على الإدارة الجديدة للسينما والمسرح أن تعمل
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم!
- الديمقراطية والمسرح الإغريقي القديم
- الرمز والترميز والرمزية في المسرح
- لنتذكر (بدري حسون فريد)
- المسرح الكردي و علاقته بالمسرح العراقي
- بدايات المسرح الحديث
- قاسم محمد التجديد في المسرحية الشعبية
- جعفر السعدي .. مسيرة حافلة بالتألق


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التعبير والتعبيرية في الفن المسرحي