أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ثورة دي، ولا انقلاب؟!














المزيد.....

ثورة دي، ولا انقلاب؟!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تخرج ملايين البشر إلى الشوارع تعبيراً، بالأقدام والحناجر جهاراً بدلاً من مجرد التأشير بالأنامل سراً على أوراق في صناديق اقتراع، عن رفض نظام حكم وتطالب بسقوطه، هذه، وإن لم تكن ديمقراطية حسب الأصول الشكلية، هي ’ثورة‘ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. الثورة ليست ديمقراطية؛ والديمقراطية لا يمكن أبداً أن تتعايش مع الثورة. من طبيعة الثورة أن تهدم البناء السياسي والدستوري والقانوني القائم قبلها وتشرع في وضع بناء آخر جديد محله، حتى لو استعانت بمعظم لبنات القديم. بينما الثورة هدم، العملية الديمقراطية بناء؛ ولا يمكن أبداً أن يتعايش الهدم والبناء معاً في المكان والزمان الواحد نفسه.

البناء السياسي والدستوري والقانوني الإخواني كان مغشوشاً، وقد سقط بأكمله تحت معاول 30 يونيو وما ورائها. الآن يجري الإعداد لبناء آخر جديد، حتى لو اكتفى بمجرد التعديل على الدستور الإخواني المغشوش. هل، بعد ذلك، لا تزال ليست 30 يونيو ثورة؟!

لكن، رغم حقيقة نزول الملايين إلى الشوارع في معظم القرى والمدن المصرية، لا تزال حقيقة أخرى ثابتة لا تُنكر: أن المقاول الذي تولى أمر هدم النظام الإخواني هو قوات الجيش المسلحة وليست القوى السياسية المدنية، صاحبة الدعوة الأصيلة لقيام الثورة. وكما تنص القواعد السياسية الراسخة، حين يستعين الجيش بقواته المسلحة في إسقاط نظام حكم مدني شرعي، منتخب أو غير منتخب، حينئذ لا يمكن أن يسمى ذلك بغير- ’انقلاب‘ عسكري. بالفعل في 3 يوليو، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قد انقلب على رئيسه المدني المنتخب والذي كان قد عينه بنفسه، د. محمد مرسي، وأزاحه مع بقية أفراد نظامه من الحكم، ليفسح المكان أمام إجراءات خارطة المستقبل والبناء الجديد الجاري تنفيذه حالياً في نفس مكان القديم المنكس. هو، إذاً، ’انقلاب‘ عسكري، وبالحرف كما يقول الكتاب.

هكذا الواقع، يوم 30 يونيو، هو أن المصريين، بثورتهم، كانوا قد سحبوا بالفعل أي شرعية سياسية أو دستورية أو قانونية أو أياً كانت سابقة قد أعطوها لمحمد مرسي أو أي من مؤسسات نظامه المنتخبة. بعد خسارته الرضا الشعبي، قد بات النظام الإخواني عارياً من أي شرعية، سواء جاءته بالانتخاب أو بغيره، وأصبح، للمفارقة، هو المغتصب للشرعية والمعتدي على الإرادة الشعبية، التي رفض الامتثال لها كما جسدت نفسها بشكل مادي وملموس عبر الميادين والشوارع.

ولأن السيسي، خلاف سلفه المشير محمد حسين طنطاوي، هو بطبعه مقاول شاطر ويعرف بحسه الشخصي الفطن وإمكانات مؤسسته العسكرية الجبارة أن البناء الإخواني قد تصدع بما لا يقبل الإصلاح بعد تحت تسونامي 30 يونيو وأصبح آيلاً للسقوط من تلقاء نفسه في أي لحظة، كان متوقعاً- وبديهياً ومحموداً- أن يخاف من أن يؤدي مثل هذا الانهيار الذاتي غير المدروس إلى إحداث فوضى وعدم استقرار بما قد يؤدي إلى ولادة ميلشيات مسلحة ونشوب احتراب أهلي، أو أن تسقط ثمار النفوذ والسلطة المنهارة في حجر أحزاب أو جماعات أخرى أقل تنظيماً أو أكثر تطرفاً من جماعة الإخوان المسلمين. على هذا الأساس، كان الانقلاب ضرورة- وفرصة- في آن.

ما حدث يوم 30 يونيو الماضي وما بعده هو، بكل المقاييس، ’ثورة‘ ناجحة، و’انقلاب‘ ناجح أيضاً. هل- بعد فشلهم في المحافظة على السلطة حتى وهي بين أيديهم- يوجد دليل على مدى إفلاس وسذاجة الإخوان وعدم جدارتهم بالحكم أدمغ من هذا الفشل المزدوج في تفادي ’ثورة‘ شعبية صريحة، ثم في إجهاض ’انقلاب‘ عسكري صريح أيضاً؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء
- كبير الإرهابيين، إمام المغفلين
- في حب الموت
- حين تعبد الديمقراطية
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟
- وهم أسلمة الكافر بطبعه
- في آداب الصراع المسلح بين الدولة والثوار
- الدولة الرب
- الإخوان لا يتعلمون الدرس
- على طريق الإصلاح الديني-3
- على طريق الإصلاح الديني-2
- على طريق الإصلاح الديني
- المقدمة إلى الإصلاح


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ثورة دي، ولا انقلاب؟!