أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين تعبد الديمقراطية














المزيد.....

حين تعبد الديمقراطية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكرة الدينية البدائية عن ثنائية الخير والشر، الثواب والعقاب، الجنة والنار، الله والشيطان تبدو متسلطة على طريقة تفكير أغلب المنتمين إلى النخب الفكرية العربية لدرجة قد تحرمهم القدرة على الاجتهاد في محاولة اكتشاف حقائق الأمور على طبيعتها دون قوالب جاهزة مسبقاً. هذا الحال، إلى حد كبير، قد ساهم في بلورة تصورات ومفاهيم خاطئة عن حلول صفرية، "إما...أو..."، مبنية على تضاد عدمي بين الأبيض (الخير) والأسود (الشر) ولا تعتمد ثراء وتعددية وتباين الألوان ووجهات النظر المختلفة منهجية لها. وكما يتضح من تجارب الربيع العربي حتى الآن، طالما بقي الفكر العربي أسير هذه الثنائية الساذجة في التفكير ولم يقبل الاختلاف والتعدد، خاصة الديني والمذهبي والسياسي، لن يستطيع أبداً أن يمهد الطريق نحو ديمقراطية عاملة أمام الحكومات العربية.

هؤلاء المفكرون، الذين للأسف يشكلون أكثرية عبر العالم العربي، لا يزالون ينظرون إلى الواقع السياسي العربي حتى الآن بنفس الازدواجية تقريباً التي قد تصور بها أجدادهم العالم وتصرفوا إزائه عبر آلاف السنين في الماضي: "إما خير أو شر". في مثل هذا التصور التبسيطي لا وجود للطرف الآخر الثالث، الأكثر منطقية وواقعية، الهجين من الخير والشر، الذي لا هو خير كامل ولا هو شر كامل؛ المقياس هنا في النسبة وليس في المطلق، بحيث إذا ساد الشر كان شريراً وإذا غلب الخير كان خيراً، رغم اختلاط الشر ببعض الخير في الحالة الأولى واختلاط بعض الخير بالشر في الثانية، والقدرة باستمرار على التبدل من حالة لأخرى في أي وقت.

في حماسة الربيع العربي، بات جلياً أن هناك نفر كثير من المفكرين العرب كما لو كان قد عثر أخيراً على إلهه المفقود في ديمقراطية شعبية مستزرعة داخل صناديق اقتراع كما في تجربتي تونس حتى الآن ومصر حتى 30 يونيو. بحكم هذه الثنائية في التفكير، لا يقدر على أن يعترض طريق هكذا إله ويسقطه من علياء عرشه سوى قوة شريرة جبارة بحجم الشيطان الرجيم. وهكذا قد تصور هؤلاء الكتاب وزير الدفاع المعين عبد الفتاح السيسي بعد أن أطاح بالرئيس المنتخب د. محمد مرسي عقب مظاهرات ضخمة في 3 يوليو.

لكن في التحليل الواقعي، حتماً لا مرسي هو ذلك الإله المفقود ولا السيسي الشيطان المتخيل، ولا الديمقراطية جنة الله المنشودة على الأرض ولا الاستبداد محرقة البشر؛ إنما، في الواقع السياسي الفعلي، إذا توفرت الشروط قد يتحول الديمقراطي إلى ديكتاتور وجنة الديمقراطية إلى سعير مهلك. المقياس الصحيح يتحدد بدلاً في ضوء مجمل أبعاد الموقف المتعددة والمختلفة والمتناقضة حتى بالضرورة وليس في أي منها تحديداً ضد الآخر وإغفال كل ما عدا ذلك.

حين تعبد الديمقراطية، لا تصبح بعد قابلة للتطبيق.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟
- وهم أسلمة الكافر بطبعه
- في آداب الصراع المسلح بين الدولة والثوار
- الدولة الرب
- الإخوان لا يتعلمون الدرس
- على طريق الإصلاح الديني-3
- على طريق الإصلاح الديني-2
- على طريق الإصلاح الديني
- المقدمة إلى الإصلاح
- ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حين تعبد الديمقراطية