تحيّة إلى نساء الكويت .. وألف مبروك - ربيع هذا العام .. أهدى المرأة الكويتيّة .. باقة من وروده .. ونصرا سياسيا جميلا

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 12:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

أجل .. لقد استطاع نضال المرأة في دولة الكويت الشقيقة , أن يقطف باقة من ربيع الحريّة .. والتقدّم .. والمساواة .. وحقوق الإنسان .., لتضعها في مزهرية الإنتخابات المقبلة .. لتفوح فلا ومسكا .. ومنثور .. , يملأ شرفات , وساحات , وبرلمان الوطن .. بكلّ ما هو جديد وجميل .. وخلاّق .
ليزهو الوطن أكثر فأكثر بفكر أبنائه , وعملهم ومشاركتهم .. ليخطو خطوة تقدّمية جادّة وصحيحة إلى الأمام في بناء المجتمع الحضاري السليم .
وحتى يبرهن أيضا بقوانين وقرارات ملموسة على أرض الواقع , إنه فعلا ينتمي إلى هذا العصر الجديد الذي دخلته البشرية .. بالعلم والعمل والوعي والحرية .. "" ذكرا وأنثى .. "" .. نساء ورجالا سيبنون أوطانهم بالمعرفة والعقل والحبّ .. والمساواة والسلام , بالطمأنينة واحترام قدرات هذا الإنسان وحقوقه - الذي هو بالتالي إبن هذه الأرض التي هي حقله وبستانه .. وجنّته الإبداعية الخصبة .. وليس لسواه .

الحديث عن المرأة الكويتية هو حديث ممتع وجذّاب ,
حديث عن ماضي الكويت الزاهي .. والنهوض الشعبي التقدّمي فيها , لأنهاكانت .. وما زالت ترسم وتشارك في رسم هذه اللوحة الشعبية الإنسانية التحررية علما وثقافة وتضحية .. وعطاء .
التهنئة لنساء الكويت لها طعم خاص .. ويجود فيها الكلام .. حيث جعلتني أسترجع صورة الكويت القديمة المميّزة , لأن لها عندي إحترام وتقدير خاص .
أن موقعها الجغرافي والتاريخي قد أعطى شعبها الكثير من الخصائص المميزة في المنطقة .. في حبّهم للحرية .. والمغامرة .. والمعرفة .. والإنفتاح .
فحبي لها قديم ..قدم موقعها على البحر , والخليج , والمياه , والصيد , والسفر .. واكتشاف الاّخر البعيد والقريب .. والتحرّر .

فاستقبالها , واحتضانها لمجموعة وشريحة كبيرة ومتنوعة من إخوتنا الفلسطينيين - بعد النكبة - وتفاعلهم وتلاقحهم مع أهلها الطيّبين.. بفكر النضال والثورة .. والأخوّة .
وفتح أبوابها .. وبيوتها , ومطابعها , وإعلامها لحرية الثقافة والفكر والإختلاف والنقد والحوار السياسي ووو ... لكل العرب .
فصحيفة السياسة , والوطن وغيرها .. التي كانت تزيّن صحف الخليج برسوم الفنان الكبير والمناضل الفلسطيني .. " ناجي العلي " - لم أتعرّف عليه عن قرب وأجمع رسومه القيّمة إلا من خلال صحف الكويت ..
ولا أنسى "" مجلة العربي "" الرائدة في الوطن العربي , حيث كنت وما زلت من قرّائها المداومين , والحافظين أعدادها الثمينة , والمراسلة لها .
كانت الكويت في الشرق تلعب دورا رائدا .. كأختها - بيروت - في الغرب - فهي النافذة الثانية على سواحل الخليج العربي إنفتاحا وتحررا وحركة ثقافية سياسية وفنيّة .

كانت لؤلؤة الخليج بالكتاب .. والثقافة .. والحرية .. هذه النهضة التي عاشتها الكويت قبل إحتلال النظام العراقي الفاشي لها ونتائجه الكارثية على شعبها وعلى شعوب المنطقة كافة - كانت تحسد عليها ونتباهى بها .
لم يكن فيها أي أثر للتعصّب الديني الرجعي - الذي غيّر وجهها البهي المشرق والتقدّمي , خاصة بعد اجتياح ( موجة الخميني ) للمنطقة وتصدير التعصّب والتطرّف الظلامي الذي انعكس مع الأسف بصورة كبيرة ومباشرة على وضع المرأة وحقوقها كافة وما زال تأثيرها حتى يومنا هذا .

وقد تأثرّت دولة الكويت سلبا بهاذين العاملين .. عامل الغزو , وعامل الفكر الخميني الرجعي السلفي وإفرازاته الفكرية والإجتماعية .. بتجميد وضرب وتشويه الحركة الوطنية الشعبية اليسارية المتحرّرة , والتي كانت تعمّ منطقتنا ( الشرق الأوسط والأدنى ) - في أبهى مرحلة نهوض شرقا وغربا .

ولكن الشعوب لا تموت .. ولا ترجع إلى الوراء , إنما تصاب بنكسات , تحتاج بعدها لفترة من الزمن لمعرفة الأسباب والنهوض من جديد . لمتابعة مسيرة التقدّم .
لمتابعة الركب الحضاري والتطور في كل الميادين السياسية والمدنية ومن ضمنها حقوق الإنسان كافة والمرأة التي هي جزء هام من المجتمع والتي برهنت حقا في تلك المرحلة المنصرمة أنها إبنةجديرة بالحياة والمقاومة والنضال في سبيل غد أجمل وأرحب خال من عقد الخوف والتعصّب والصنمية والإستغلال ..والإحتلال .
كلنا أمل أن تستمر مسيرتكن النضالية جنبا إلى جنب مع أخيكم الرجل لبناء دولة الكويت أكثر زهوا وسلاما وتطورا .. وتحرّرا من أية وصاية فكرية أو عسكرية .

لقد أثبتت المرأة الكويتية جدارتها ونشاطها بالعلم والعمل والإبداع و "التطوع .. " .. والتضحيات من أجل خدمة شعبها والدفاع عن وطنها في كل المراحل .
وغدا سيكون لك يا أختي .. شراكة ومشاركة في القرار الوطني والسياسي وعلى كافة المستويات .. في بناء مجتمع العدالة والمساواة والحرية البعيد عن كل تفرقة وعبودية وتخلّف .. ورجعيّة .
تهنئة أخوية حارة .. نقدّمها لكل نساء الكويت لمنجزاتهن السياسية .. في الحصول على حق ( الإنتخاب والترشيح ) .. الذي هو خطوة على طريق
الألف ميل ...
نهنئ أيضا ... المرأة والرجل معا في دولة الكويت الشقيقة لهذا النجاح والإنتصار السياسي لأنه نتاج جهود ونضال مشتركة لا شك , من كل الشرفاء والأحرار على حد سواء . .. نتمنى لكم كل تقدّم ونجاح .
إن البشرية كلها مع قضية المرأة وتحريرها ومساواتها مع الرجل , باستثناء حفنة صغيرة من الظلاميين والرجعيين المتاجرين بالدين .

إن تحرير المرأة هو تحرير للمجتمع الإنساني بكامله .

م . مريم نجمه --هولندا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل