أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل النوري - لا تكن أعور الفكر.














المزيد.....

لا تكن أعور الفكر.


جليل النوري

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسمه تعالى
لا تكن أعور الفكر.

كان شهيدنا الصدر الثاني قدس سره يردد عبارته الشهيرة: لكل شيء عِبرَة، محاولة منه لفتح آفاق فكر المجتمع على ما يجري في مختلف المجالات الحياتية دون استثناء، من منطلق ان الله جلت قدرته لم يخلق شيئا في هذا الكون الفسيح عبثيا وحاشاه.
فكان يلفت أنصاره وغيرهم في عباراته المسبوكة الصادقة الى أشياء غفلوا عنها سابقا، فذَكّرهم بها وخاطبهم متاسفا على حالهم بقوله: أسف عليكم اول من فَهّمّكُم السيد محمد الصدر.
ونتيجة لاستمرار الطرق صحا المجتمع بعض الشيء من تلك الغفلة المأساوية الموروثة منذ عقود، والتفت بعد طول ضياع.
فمثلا وضعنا على اثر تلك الصحوة اليد على قاتل الحسين الحقيقي، وعرفنا انه نفسه من قتل الزهراء وأبيها، ومنذ ذلك الحين قررنا عدم التنازل عن اتهام العدو الحقيقي بعد ان كان متخفيا كل تلك القرون خلف اسماء مكشوفة مكررة.
وتوضح لنا أيضاً دون أدنى شك ان المخلصين على مر العصور يذهبون دائماً ضحية الانتهازيين من الُمتأسلمين، لأنهم يشكلون دائماً حجر الأساس للوصول الى تحقيق الأهداف العادلة على الارض.
ومن بركات تلك الصحوة، اننا شخّصنا الأعداء الحقيقيين وان تقنّعوا، فالزمنا أنفسنا بعدها ان لا ننخدع بالمظاهر والعناوين والانتماءات، فرب اخ لم تلده أمك، ورب صديق كشف أمرك.
ومن الطاف تلك الصحوة، انها أفرزت الاسلام المحمدي الأصيل، عن الاسلام المخادع الدخيل. وتبين لنا ان المسلم فقط من سلم الناس من يده ولسانه، وبخلاف ذلك لا يمكن ان نسمي منكرها مسلم.
ومن مزايا تلك الصحوة، انها كانت عادلة في توزيعها للعطاءات، فلم تبخل على مذهب او دين او عرق، مع معلومية انتمائها، الا انها أبت الا ان تكون أبوية في منهجها.
فخاطبت الجميع بروح التسامح، وفتحت مصراعيها للداخلين تحت كنفها، دون النظر الى لون او انتماء او ارض.
ومن خصوصيات تلك الصحوة، انها رسمت واقعا للأمة، متمثلا بحب الناس والأديان والأوطان، ولا تنازل عن هذه الأمور مهما كلف ذلك من ثمن.
وكثير هي الأبواب التي تم فتحها من بعد طرق طويل والتي لا يمكن إحصاؤها بهذه العُجالة.
الا ان المعيب في الامر انه وبعد كل ذلك الفتح العظيم، وبعد كل تلك المعاناة من اجل بلوغ الهدف، نسمع أفواها تغرد خارج سرب المنظومة الفكرية الأصيلة، واقلاما تكتب أحرفها بحبر السياسة الدخيلة، دون تمييز او معرفة او ادراك مع شديد الأسف.
وليس هذا وحسب، بل انت في نظرهم لستَ مسلما ما لم تسب غير المسلمين، ولستَ شيعيا ما لم تلعن كل المذاهب، ولستَ عراقيا ما لم تشتم كل العرب، ولستَ صدريا ما لم تجامل المفسدين.
حبيبي، بدل عقلك، فالواضح لا يوَضَّح، والبديهيات تبقى بديهيات.
يعني بعبارة اخرى، سأكون ساذجا ان مدحتُ يوما ناصبيا وهو في عقيدتي أنجس من الكلب.
ولكن سأكون اكثر سذاجة ان مدحتُ في النفس الوقت شيعيا فاسدا، فقط لانه من نفس مذهبي.
وسأكون وقحا ان شخصتُ خطا هناك في الكفة الاخرى لصديقي، دون تشخيص الخطأ في الكفة الثانية لأخي، لان ذلك خلاف العدالة.
وسأكون مُتزلّفا ان أكثرتُ من مدح قومي والله لهم ناقد وعليهم ساخط.
وسأكون أضحوكة للصغار والكبار ان حملتُ بيدي غربيلاً، واهماً الناس انني حجبتُ به ضوء الشمس.
أظن ان كلامي واضح، لكل من يريد ان يفهمه، وغير واضح لمن يريد ان يصر على عدم فهمه.
باختصار، فخير الكلام ما قل ودل:
اخي العزيز، ما كانت الحكومات يوما ما ممثلة لأديانها وطوائفها وقومياتها، بل كانت على مر العصور ممثلة لعوائل وأحزاب، فانتقاد الأخطاء التي تصدر عنها او تشخيص مواضع الضعف والتقصير فيها لا يعني الانتقاص او النيل من الدين او المذهب الذي تنتمي له، وفي الوقت نفسه، هو ليس مدحا او سكوتا عن اخطاء معارضيها او أعدائها، واللبيب بالإشارة يفهمُ.
جليل النوري
يوم السبت الموافق للثالث عشر من شهر ذي الحجة للعام 1434






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفانا حزناً يا بلدي.
- إستحمار الناس.
- أمريكا وسياسة المصالح.
- في ذكرى شوال، مراقد تشكو الإهمال
- الكذب من المفطرات يا دولة الرئيس.
- مقاومة الاحتلال في فكر الازدواجيين
- خيرهه بغيرهه
- بين حكومتنا وحكومة ميقاتي..بُعد المشرقين والمغربين.
- دكتاتورية بعثية...برداء شيعي
- قائد الانتصارات..عماد مغنية
- الحرب الطائفية..نار تلوح في الافق.
- قد لا يصبر الحليم طويلاً..
- الربيع العربي..كان عراقياً..
- كلنا صباح الساعدي
- دكتاتورية بالعافية..ترضون ما ترضون.
- (الاصطياد بالماء العكر).
- فيكَ الخصامُ..وأنتَ الخصمُ والحَكمُ..
- (التحالف الوطني..شمّاعة أخطاء دولة القانون)
- - سياسة التخبّط في المواقف للحزب الحاكم ورئيسه -
- ألمُفلِسون وسياسة تخوين الآخرين


المزيد.....




- لحظة تحبس الأنفاس.. متنزهون يواجهون مشتبهًا به في إشعال حريق ...
- فيديو متداول لـ-جفاف أراضي محصول الأرز- في مصر.. ما حقيقته؟ ...
- الكفاءات المهاجرة في شرق ألمانيا- بين المغادرة والبقاء
- القضاء الفرنسي يطلب تحديد مكان وجود بشار الأسد
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بشبهة تهريب الوقود
- مسيرات مفخخة تستهدف حقول نفط في كردستان العراق لليوم الثالث ...
- إثيوبيا تعتقل 82 شخصا تشتبه في انتمائهم لـ -داعش-
- خطة بريطانية لنقل آلاف الأفغان بعيدا من -طالبان-
- مطار الموصل يخلع دمار -داعش- ويعاود العمل
- -وقف نار- جديد في السويداء وزعيم الدروز يرفضه


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل النوري - لا تكن أعور الفكر.