أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - طاهر مسلم البكاء - ابطال لم ينصفهم الوطن














المزيد.....

ابطال لم ينصفهم الوطن


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 22:48
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


يقال ان الجميع يجب ان يحاسبوا انفسهم أولا ً ، ماذا قدموا للوطن ثم بعد ذلك يمكن ان يطلبوا حقوقا ً ، وهي جدلية العلاقة بين الحقوق والواجبات ، تخالجني هذه الأفكار وانا أنظر الى اثنين من ذوي الأحتياجات الخاصة من ابناء ذي قار يقفون على منصة التكريم ،تزيين اعناقهم العديد من الأوسمة الذهبية والفضية والبرونزية التي حازوها في منافسات داخلية على مستوى العراق واخرى خارجية على المستوى الدولي ، وعندما تكلموا كانت هناك حسرة كبيرة وعتاب يغلف حديثهم ، فرغم الأنجازات الكبيرة التي رفعوا فيها علم العراق خفاقا ً في محافل دولية ، ومنها هذه المناسبة التي ينظمها لتكريمهم تجمع الأكاديميون مشكورا ً وجمع غفير من ابناء المحافظة سعيد وفخور بأنجازاتهم ، فليس هناك أي أهتمام خاص أو تكريم لهؤلاء الأبطال الذين يكافحون طلبا ً للقمة العيش من جهة ،والتدريب والحفاظ على لياقتهم البدنية واستعدادهم لخوض المنافسات الرياضية من جهة اخرى ، فقد ذكر احدهم انه سيعود مباشرة من ساحة الرياضة التي تألق فيها الى ( البسطية ) وهو كشك بسيط في الشارع يعتاش منه !
بدون الميديليات التي تزين اعناقهم ، فهم ابطال يشار لهم بالبنان لأنهم بدلا ً من الأنزواء ولعن الحظ العاثر واجهوا الحياة بالطريقة الصحيحة ،وفوق كل هذا نافسوا وحققوا درجات من التمييز ، ان رفع علم العراق في محافل دولية له حلم يراود العراقيين وقد تحقق على ايدي هؤلاء الأبطال ،فهم إذن يختلفون عن اولئك الذين يطالبون بحقوق دون واجبات .
الله أكبر ياعراق ما الذي حل فيك لكي يظلم ابناءك هكذا ، فأنت يا عراق بلد الحضارات العظيمة التي ينحني لها التاريخ ، ففي أعماق التاريخ كنت أنت بلد شريعة حمورابي التي أختطت العدل في وقت كان يلف العالم الظلام وتنعدم الحكمة وقد أثبتت وقائع التاريخ ان شريعة حمورابي سبقت ولادة نبي الله موسى بأربعمئة عام ، ثم انت بلد الأسلام العظيم الذي يقول فيه محمد ( ص) : ( من مات وترك دينا ً أو ضياعا ً فأليّ وعليّ ) ( المصدر كنزالعمال) .
أي ان من مات فقيرا ً فأن الرسول الكريم هو من يتكفل بعياله من بعده ،وقد استوعب الناس أن هذا الرسول أذا قال صدق ،وانها لاتشابه دعاياتنا الأنتخابية في هذه العصور ،فأطمئنوا الى قيادته والى الدين الجديد الذي يدعوهم الى كل فضيلة ولا يمنع عنهم لذائذ الحياة ما دامت حلالا ً طاهرا ً ،فدخلوا في دين الله أفواجا ،وقد وصل بالمـجتمع المـكي بعد ذلك الى أنهم كانوا يكـسرون الذهب بالفؤوس .
، ان هؤلاء الأبطال لهم حقوقا ً على الوطن لأكثر من سبب :
- الأولى لأنهم من ذوي الأحتياجات الخاصة ،وهم كثر اليوم في العراق بفعل كثرة وضخامة الحروب التي فرضت على العراقيين ، واستمرار استهداف العراق الى اليوم من قوى الظلام وأعداء الحياة ، حيث لايمر يوم على العراق دون ان يسقط المئات بين قتيل وجريح .
- والثانية لأنهم قدموا للوطن عصارى جهودهم ، ففي وقت يوجد فيه الكثير من لاعاهة لهم ولكنهم لم يبلغوا ما بلغه هؤلاء الأبطال من اصرار وقوة في مواجهة الحياة وسجلوا تمييزا ً واضحا ً يفخر به الوطن .
- والثالثة أن العراق ليس فقيرا ً حيث أنه يمتلك خيرا ً أنعم به الله تعالى ،لو استغل بصورة صحيحة لعاش جميع ابناءه في أحسن حال ، ويبدو ان خير العراق اليوم يجلب عليه شرور وأطماع الآخرين دون ان يستفاد منه ابناءه .
ان هؤلاء الأبطال قدموا اكثر مما بأعناقهم من دين وواجب تجاه الوطن ، وعلى الدولة ان ترعاهم وتكرمهم وتضمن العيش الكريم لهم بما يضمن استمرار تفوقهم ويجب ان تجعلهم قدوة يحتذى بهم من امثالهم نحو الطموح ومقارعة الحياة ،لا ان نتركهم يعيشون اوضاعا ً مأساوية من التشرد والألم ثم نبحث عن برامج الرعاية الأجتماعية ،لأن الوقاية خير من العلاج .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأت الحرب على اوباما
- رقم السيارة .. إرهاب أيضا ً
- حرب تشرين ..نفس الأمة الأخير
- المثقفون .. وهموم الوطن
- عبد الناصر .. القيادة المتميزة
- نتنياهو .. استغفال مستمر للعالم
- تجميل السياسة الأمريكية والضغط الصهيوني
- جهاد النكاح .. واقع لايقبله العقل
- المعلم ..بين الأمس واليوم
- (بلا بوش ) حقيقة أم هرطقة
- الحروب والأرهاب وطفولة في الشوارع
- ارهاب العراق .. ارهاب دولي
- سوريا والتراجع الأمريكي
- وثيقة شرف أم وثيقة عدم ترشيح
- السيسي ..إيزنهاور مصر
- ذي قار رقم كبير في عالم النفط
- السبيل الى وحدة العراق
- نظرة مستقبلية في الأنتخابات العراقية
- المطلوب وقفة ضمير عالمية مع العراق
- ونجح بوتين من جديد


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - طاهر مسلم البكاء - ابطال لم ينصفهم الوطن