حصول فرقة التنورة على شهادة التقدير لمشاركتها فى المهرجان الدولى بالصين بكتابة خطاط الصين الأول

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 22:37
المحور: الادب والفن
    

قدم مهرجان الصين الدولي للفلكلور في دورته الجديدة هذا العام، وهى الدورة التاسعة منه والتي استمرت حتى 26 سبتمبر، والذي تقيمه الصين كل ثلاثة أعوام، مجموعة من الحفلات الفنية استضاف من خلالها نخبة من فرق الفنون الشعبية في العالم، وشاركت فيه نحو 14 دولة أبرزها مصر، وأسبانيا، بولندا واستراليا وأثيوبيا وباكستان والسنغال، وقد مثلت فرقة التنورة الثقافية مصر فى فعاليات تلك الدورة، وحصلت على شهادة تقدير لمشاركتها، والتى كتبها خطاط الصين الأول على الهواء وأمام الدول المشاركة فى هذا المهرجان، وتسلمت الفرقة درع المهرجان، كما أذاع التلفزيون الصينى فقرة فرقة التنورة فى حفل الافتتاح.

توازن الدور الداخلى والخارجى للفرقة

وبدورها لا تنسى الفرقة تأثيرها الكبير على جذب السائحين حتى داخل مصر، ففى نفس الشهر قبل خروجها لتشريف مصر فى الصين، قد شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة، ووزارة الآثار مع الأثريين بمنطقة أهرامات الجيزة، بالتنسيق مع حملة مرشد سياحى صوت مصر فى أولى فعالياتها، والسادة أعضاء نقابة المرشدين السياحيين بمنطقة أثار الهرم، وذلك بحضور السيد وزير السياحة، والسيد وزير القوى العاملة والسيد محافظ الجيزة وعدد من الفنانين، بهدف تنشيط حركة السياحة للمواقع التراثية العالمية بمصر، وإرسال رسالة لدول العالم أن مصر مازالت بخير وترحب بالجميع، وذلك بتقديم فقرات منها رقص فرق التنورة الشعبية، والفرق الشعبية والرقص البلدى على المزمار وإذاعة الأغانى الوطنية، وذلك أسفل أهرامات الجيزة بجوار أبو الهول، وقد شارك بالحملة عددا من الأجانب من مختلف الجنسيات للتأكيد على وجود السياحة بمصر.

عن فرقة التنورة للفنون التراثية

هى إحدى فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، مقرها منطقة القاهرة الفاطمية فى وكالة الغورى للتراث، تكونت فى فبراير 1988 بمقر قصر الغورى للتراث، وهو قصر متخصص بهدف إحياء الأشكال التراثية الفنية التى اندثرت أو هى على وشك الاندثار، وتقدم عروضها بصفة دورية طوال العام أيام السبت والاثنين والأربعاء بوكالة الغورى شارع الأزهر، كما شاركت فى كل المناسبات الوطنية داخل مصر، وشاركت وتشارك فى برنامج التبادل الثقافى الخارجى والمهرجانات الدولية وقد زارت الفرقة وقدمت عروضها فى العديد من الدول الأجنبية منها على سبيل المثال وليس الحصر كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، فنزويلا ، النمسا، التشيك، المجر، رومانيا، بلغاريا، تركيا، سويسرا، فرنسا، بلجيكا، هولاندا، اسبانيا، البرتغال، المملكة المتحدة، إيطاليا، اليونان، السويد.

عطاء الفرقة ما بين تصوف واستعراض

تقدم الفرقة عرض لرقصة التنورة الصوفية (الدراويش) والتى تعتمد على الحركات الدائرية النابعة من الحس الاسلامى الصوفى الذى له أساس فلسفى ودلالى يرجع فى جوهره إلى المفهوم المولوى القائل بأن الحركة فى الكون تبدأ من نقطه وتنتهى عند ذات النقطة وأن الحركة لذلك تكون دائرية، وعندما يدور راقص التنورة (اللفيف) حول نفسه فكأنه الشمس يلتف حوله الراقصون ( الحناتية) وكأنهم الكواكب، ومن خلال الدورات المتعاقبة يرمزون إلى تعاقب الفصول الأربعة فهم يلفون عكس عقارب الساعة تماماً مثل الطواف حول الكعبة، وحين يقوم راقص التنورة (اللفيف) يرفع يده اليمنى من أعلى ويده اليسرى إلى أسفل، فهو يعقد الصلة ما بين الأرض والسماء، وهو بدورانه حول نفسه كأنما يتخفف من كل شئ بقصد الصعود إلى السماء، وعندما يفك الرباط الذى حول جذعه فهو يرمز لرباط الحياة، والعديد من الرموز التى يهدف معظمها لمحاولة إيجاد معادل موضوعى، يتمثل فى حركات تمثل الفهم الفلسفى للحياة.

أما رقصة التنورة الصوفية التى تقدمها فرقة التنورة التراثية لها بصمتها الخاصة المختلفة عن عروض الصوفية فى العالم اجمع، حيث اكتسبت من الروح الشعبية المصرية بهجة خاصة ظهرت فى تنوع الإيقاع من البطىء والمتوسط والسريع، فضلاً عن ثراء الألوان والقيم التشكيلية المصرية التى تنبض بها البيئة المحلية، بالإضافة إلى النصوص المؤداه والتى تعكس تصورات المصرى عن الحياة والكون، ذاك الأمر الذى جعلها لا تتحدد بحدود الطقس الدينى المباشر وإنما تدخل برشاقة فى قالب الفن الشعبى الجماهيرى والقائم أصلا على المهارة الحركية.

بالإضافة إلى تقديم رقصة التنورة الاستعراضية والتى تعتمد على إظهار مهارات الراقص ( اللفيف) فى استخدام وتشكيل التنانير ولياقته البدنية، مع استخدام الجمل الموسيقية والإيقاع السريع المتنوع.

وتقدم الفرقة عرضها بمصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية ( الربابة - السلامية -المزمار- الصاجات - المزمار- الطبلة)، كما يقوم بالغناء بمصاحبة الرقص منشد شعبى يعتمد على التلقائية والإنشاد الدينى.

وتتكون عناصر الرقص بالفرقة من راقص التنورة (اللفيف)، والراقصين (الحناتية) الذين يرقصون بآلة الإيقاع (المزهر)، ومن الجدير بالذكر أن جميع أفراد الفرقة من راقصين وموسيقيين هم فنانين تلقائيين، تعلموا فنون الرقص والعزف والغناء عن آبائهم وأجداهم.

وَجهَة مشرفة وداعمة لمصر

تتهافت الجماهير على حضور عروض الفرقة فى وكالة الغورى، وكذلك يُقبِل جمهور الأجانب عليها خارج مصر بشكل كبير، وذلك لتميزها وتفردها بالروح المصرية، وروحانيتها المختلفة عن الطابع الذى صُبغت به عروض المولوية فى اغلب بقاع العالم، وأيضا لمدى تناسق وانسجام موجات تعامل أركان العرض مع بعضها البعض من راقصين وعازفين، فهى تتميز بعرض يشهد عن أصالة مصر وخير سفير فنى عن تراث مصر.

وكما تضخ تلك الفرقة فى عروضها طاقة ايجابية قوية من موسيقى ورقص وإنشاد روحى، فهكذا هو طابعها الفنى والأداء الخاص الذى تتميز به وسط العديد من الفرق والعديد من الفنون، فهى تضخ بحركة ونشاط قوى فن ايجابى فى مصر وخارجها، لذا فهى تعد سفير مشرف ومؤثر لمصر فى كل دولة أجنبية تسافر إليها، حيث تشارك فى مهرجان وتعود لوطنها بعد وضع بصمة من كرامة ورقى لمصر فى نفس كل من شاهد إحدى عروضها.

#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل