الايام الحرجة والمستقبل الفلسطيني

محمد خضر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 19:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما تمر به القضية الفلسطينية من مخاطر مصيرية هذه الايام هو مرحلة من اهم المخاطر التي تمر بها القضية الفلسطينية ومما يعمق من مخاطر ذلك هو الوضع الاستثنائي الذي يمر به الوطن العربي
علينا ان نؤكد اولا ان ظاهرة الربيع العربي هي الرد الطبيعي الذي تلجا اليه الجماهير عندما تمتحن بحكام من خارج ارادة الامة وقد فرضوا عليها بطرق تعسفية ظالمة وقاهرة
هذا الوضع العاصف الذي يحيط بالامة ينعكس اول ما ينعكس على القضية الفلسطينية وذلك ان النيران المشتعلة على ارض فلسطين تبعث بشرارها الى كل زوايا الوطن العربي شاء الحاكمون ام لم يشاءوا تحقيقا بان القضية الفلسطينية هي امتحان لكرامة امة في كل مقوماتها العقائدية والحضارية والانسانية ولهذا يكون التاثر والتاثير فاعلا ومعمقا ومصيريا في اغلب الاحيان شاء القطريون والانفصاليون ام لم يشاءوا
وعليه يحضر اليوم هذا الاهتمام الامريكي الملح والحاد لفرض المفاوضات على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لان هذه اللحظة الزمنية في غاية الاهمية والحساسية لصالح السياسة الامريكية والمستقبل الصهيوني
ان استجابة السلطة الفلسطينية لطاولة المفاوضات دون شرط او قيد هو عنوان صارخ لتخاذل هذه السلطة وضعفها كما هو تشخيص دقيق للوضع العربي العام بكل سخافاته وانهزاميته
والسؤال المهم هل يذهب الطيش بالسلطة الفلسطينية ان تنحني لهذه الرغبة الامريكية الصهيونية والتي مؤداها لا يزيد عن انشاء دويلة فلسطينية ممسوخة في جغرافيتها وسلطتها وتعذر عيشها ككيان مستقل تتوفر له ادنى حدود وشروط الحياة المستقلة والمعتمدة على ذاتها
قمة الفاجعة ان الدولة المزعومة والمنتظرة ان قامت ستقوم مع ابقاء المستوطنات على ما هي عليه ان لم تزداد اتساعا وانتشارا في الايام القليلة القادمة. وابقاء الجدار مع كل نصيبه من اراضي الضفة الغربية ويضاف الى ذلك ابقاء شريط الاغوار وبعمق يقرب من عشرين كيلو متر تحت سيطرة السلطة الصهيونية
هذا التصور الامريكي الصهيوني هو ما تقمت اليه السلطة الفلسطينية بالموافقة مدعومة بموافقة دول الجامعة العربية وهذا يعني ان الانفجار الفلسطيني هو ات لا محالة ولنا بالانتفاضات السابقة خير دليل على ذلك
ان اهم ما يقلقنا في وضعنا الفلسطيني هو اعتصام السلطة بطاولة المفاوضات والتي جعلتها الخيار الاول والاخير علما بان هناك خيارات عدة امام القيادة الفلسطينية اولها وابسطها هو المقاومة غير المسلحة بكل اشكالها وتجلياتها وهي متعددة الامكانيات والخيارات
غير مقبول مطلقا ان تتخلى السلطة الفلسطينية عن جميع اسلحتها الفاعلة والمؤثررة طائعا مختارا وان كان ابسط
المبادئ السياسية تقول لنا غير ذلك
ان تعثر الربيع العربي لن يطول ولولا تعثره في مصر وسوريا لكان الربيع الفلسطيني قد طرح اوراقه منذ فترة ليست بسيطة وهو ما زال ينتظر الفرصة المناسبة ونحن نقول انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. ونحن بالانتظار

#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل