أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكيم الغابة














المزيد.....

حكيم الغابة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 21:37
المحور: كتابات ساخرة
    


في غابةٍ ما .. كانَ هنالك ثعلبٌ ماكرٌ ونشيط ، إستطاعَ مُقارعة الثعالب الأخرى ، بمختلف الوسائل ، المشروعةِ منها والتي تتوافق مع قوانين الغابة ، وغير المشروعةِ أيضاً والتي تتنافى مع كُل القِيَم .. بذلك النهج الإنتهازي المُراوِغ ، إستطاعَ الثعلب إثبات دهاءه ، وفَرَضَ وجوده كأمرٍ واقع ولا سيما في أحد جوانب الغابة .. بل أنه بسطَ سطوته ، على الحيوانات الأخرى ، الأقل شراسة ، وكان يفتعل المشاكل معها ويعتدي عليها بين الحين والحين .
توّفرتْ للثعلب ، فُرصة ذهبية .. إقتنصها سريعاً بِحسِه الثعلبي .. وإستحوذّ على الأماكن التي يتوافر فيها الصيد السهل والوفير ، وإحتكرها لنفسه .. فكانَ يأكل جيداً لِحد التخمة ، يومياً .. فإزداد حجمه بإضطراد وإنتفختْ أوداجه ، وإستطالتْ قوائمه وكبرَ رأسه .. فباتَ أشبَهَ بالفيل .. وبطبيعتهِ الفيلية الجديدة .. كانَ لايشبع .. فتراهُ يأكل ويشرب طيلة الوقت ، ويطلب المزيد ! .
عزمَ ثعلبٌ مُخضرَم وبالتنسيق والتفاهُم مع حيوانات أخرى ، على التمرُد وعلى مُقاومة سيطرة وإحتكار الثعلب العتيد .. ولأنَ الثعلب الذي تحَولَ الى فيل .. باتَ بطئ الحركةِ ، كسلاناً مُتعوداً على الراحة والأكل والنوم .. فأنهُ عجزَ عن الوقوف بوجه الثعلب المُتمرد المُشاكِس ، ولم يستطع زجره والحَد من حركتهِ بشكلٍ كافٍ ..
وكعادة الغالبية من سكنة الغابة ، من الدواجن المُختلفة الأنواع .. والتي ليسَ لها ولاءات ثابتة ولا إنتماءات راسخة .. فأن الكثير منها ، تبعتْ الثعلب المتمرد ، الذي وعدها بكميات أكبر من حبات القمح وبقايا الأكل ، بل وعدها أيضاً بتوسيع السياج المحيط بها وتوفير حرية حركة أكثر لها ..
المُشكلة التي تُواجه الغابة الآن هي : الصعوبة الكبيرة في كيفية التخلُص من الثعلب الفيل ، المُنتهي الصلاحية .. فحجمه الضخم ، لايسمح بحمله ببساطة ورَميِه .. وأطرافه العملاقة الاخطبوطية ، لها إمتدادات ، في الكثير من زوايا الغابة .. فمن المستحيل ، فك الإرتباط " سريعاً " .. وأي إجراء فوري وقوي لتخليص أركان وأشجار وحيوانات الغابة ، من الأذرع الأخطبوطية للثعلب الفيل ، سيؤدي الى نتائج وخيمة ! .
......................
قالَ حكيم الغابة : ... لاتسمح للثعالب ، أصلاً .. أن تتحول الى فِيَلة وأخطبوطات .. لأن حتى دَفْنها حين تموت ، سيكون صعباً ومُكلِفاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً
- أسَفي على بغداد
- الديمقراطي ، الأكثر شعبية . محاولة تفسير
- سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
- الإنتخابات .. وصوت البَطة !
- هُواة سياسة
- أصحاب عوائل وأطفال
- أحلام
- المُفارَقة .. والإختيار الحُر
- إنتخابات الأقليم ، والعودة الى الصَف الوطني
- الوكيحون .. والعُقلاء ، في إنتخابات الأقليم
- إفتراضات إنتخابية
- قُبيلَ إنتخابات أقليم كردستان
- المُدير
- الموت الرحيم
- المالكي يُدافع عن السُراق
- لِمَنْ أعطي صَوتي ؟
- ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
- حتى الأموات .. ينتخبون
- أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكيم الغابة