أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-














المزيد.....

وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأنني هنا أمام فلم العراب حيث يجتمع زعماء المافيات لتوقيع الوثائق التي تنظم شرف "الكَرِف" فيما بينهم, والتي ستكون مهمتها الاساسية إقتسام الغتائم والهيمنة على الناس بشكل يراعي القسمة العادلة, ووضع أسس رشيدة لمنع النزاعات بين العصابات المتنافسة بعد توزيع مناطق النفوذ عليها بشكل يتماهى وقوتها على الأرض.
ترى هل يحتاج المسؤولون إلى التوقيع على وثيقة شرف لكي يكونوا شرفاء.
ألا يعني التوقيع على وثيقة بهذا العنوان أن هؤلاء السياسيين إنما يعترفون بعظمة لسانهم أنهم جميعا لم يراعوا أبدا مقاييس الشرف وخاصة في علاقاتهم مع العراقيين طيلة العشرة سنوات الماضية, والتي هي مجموع عمر نظامهم السياسي الذي نتمنى أن لا يطول أكثر منها .
ألا يعني أنهم إنتبهوا فجأة إلى أنهم محتاجون إلى شرف يوقعون عليه لأن هذا ما كان ينقصهم حقا.
إن مجرد الإقرار بالحاجة إلى وثيقة شرف, ثم تحديد التوقيع كوسيلة للوفاء له, يثبت تماما عكس ما أراد هؤلاء الصغار أن يظهروه, سواء لأنفسهم, فيما بينهم, أو دعاية لها, لأن أول ما أكدوا عليه أن الشرف كان مفقودا طيلة السنين السابقة من عمر نظامهم, ولذا فهم صاروا بحاجة إلى ورقة تعيد تعريفه وتضمن وجوده.
بالنسبة لنا أنها ليست وثيقة شرف, فالنظام السياسي لأية دولة في العالم, حتى لو كانت في أسفل قائمة الدول المتخلفة لا يبنى بهذه الصيغة, وإنما هو يشترط بداية ان ينتهي عصر زعماء المافيات الطائفية لصالح نظام يُمتحن شرفه على ضوء ما يقدمه لشعبه من خدمات وليس على اساس عدد التواقيع التي يتفضل بها ناس داسوا على الشرف منذ أن تقدر لهم ولعصاباتهم فرصة الهيمنة على السلطة.
ثم ألا يحتاج الشرف ويستحق ان يوقع على وثيقته كل من يحمل صفاته وكل من تؤكد صحيفة أعماله على أنه إجتاز بالفعل إمتحاناته الأساسية.
وبمقياس كهذا, أما كان وفاء للشرف أن تكون هناك لجنة نزيهة لفحص صحيفة أعمال كل من وقع على هذه الوثيقة لمعرفة ما إذا كان يمتلك ولو الحد الأدنى من المواصفات التي تمنحه حق الحديث عن الشرف أم لا.
ولنا بعد هذا أن نسأل .. هل يحق لسارق أموال الشعب والكاذب عليه والمتاجر بدمائه والمفرق لصفوفه والمتاجر بمذاهبه ودياناته أن يتحدث بإسم قيمة عليا إسمها الشرف ويوقع نيابة عنها.
إن الشرف لا يحتاج إلى وثيقة يوقع عليها من يدعي أنه يتحلى به ويلتزم بقيمه, وإنما هو يحتاج إلى وطن يشهد له وعليه.
والوطن الموحد المسالم المتآخي الناهض, هو لوحده, من يملك حق التوقيع على صحيفة الشرف الخاصة بسياسيه.
وخلاف ذلك ستبقى اية وثيقة تتحدث عن الشرف ناقصة للشرف نفسه, وموقع عليها بحبر يجف في لحظة التوقيع.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد العلواني ..ذبَّاحا.
- الكيميائي .. إعادة الحدث السوري إلى عالميته
- أوباما على خطى كلينتون .. الضربة العقابية
- خط أوباما الأحمر.. وما تحته
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن تقدم بشأن غزة مع مقتل العشرات في قصف جديد
- رصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة في ألمانيا
- هل فيديو قصف إسرائيل لسجن إيفين حقيقي؟ جدل حول الصور التي تظ ...
- فرنسا: ملف التقاعد يشعل الخلافات من جديد فهل باتت حكومة باير ...
- ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا ...
- كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
- بين الدعاية والحقائق جدلٌ بين المغردين حول فاعلية ضرب النووي ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
- -ملحمة نارية-.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات الت ...
- ضغوط داخلية بإسرائيل لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - وثيقة الشرف .. أم وثيقة -الكَرِف-