أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!














المزيد.....

التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 23:40
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


طالعنا موقع إخباري بأن أغنية مصرية (http://www.almasryalyoum.com/node/212205) تخطت حاجز مليون مشاهد بعد خمسة أيام من طرحها على موقع اليوتيوب. وأترك التعليق على مستوى الصوت والكلمات والموسيقى والألحان للمتخصصين الذين بحت أصواتهم أسفًا على التردي الذي وصلت إليه مستوى الأغنية المصرية. كما أنني لن أعلق على مدى ملائمة الموضوع في المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن. فإن ما استوقفتني هي المعاني، فلننقل بعض الكلمات ولنتمعن في معانيه:

ده أنا بقيت بلبس على كيفه
ما بقولش لأ على حاجة يبعوزها
وبقت أشوف كل اللي بيشوفه
والتعليمات بالحرف أنفذها
ما هو خلاص سيطر على حياتي
لا وكمان بينقى صحباتي
طب أعمل إيه؟ مش عاجبه معظمهم

تكني عن حالة الحب بالسهر وسماع القديم والجديد من الأغاني، ثم تطالعنا بحالة الاستسلام الكامل لما يأمر به، وتنفيذها الدقيق لما يصدره من تعليمات، وتؤكد تمام سيطرته على حياتها بحيث يتدخل في انتقاء صديقاتها. ثم تصف ما انتهى إليه حالها معه فتقول:

أنا معاه تلميذه في سنة أولى
بس الغريب أنا مبسوطة كده
وباكون معاه على طول هادية وخجولة
مع إني في حياتي مش كده

وهو وصف معبر لحالة من الانعدام أمام شخص متجبر، ومحو لشخصية منفصمة: فهي من ناحية ترى ما يراه، ومن ناحية أخرى تعترف بوجود ذاتها المستقلة في مواقف أخرى. وهنا تطرح عدة أسئلة نفسها:
أولا - هي هذه حالة حب؟ فالحب يبنى على التقدير والاحترام المتبادل، فلا تبنى العلاقات الإنسانية على التجبر من طرف وانعدام الذاتية والشخصية المستقلة من طرف آخر.
ثانيًا – ما لم تكن تلك حالة حب فما توصيف هذه الحالة؟ تحدثت أدبيات العنف ضد النساء (وبالذات في المجال الأسري) عن جل الملامح التي تحدثت عنها الأغنية ومنها:
السيطرة (سيطر على حياتي) وعن العزل (بينقى صحباتي - مش عاجبه معظمهم) وعن الطاعة والخضوع (باكون معاه هادية وخجولة) وعن انعدام الإرادة (بلبس على كيفه) وعن انعدام الاستقلال (أشوف كل اللي بيشوفه).
وتصف تلك الأدبيات هذه السمات بأنها البداية لحياة يسيطر فيها المُعنِّف على حياة المرأة لتستحيل بعد الزواج جحيمًا يطالها نفسيًا، ولفظيًا، وماديًا، وبدنيًا، وتدخل في دائرة جهنمية قد تستطيع الخروج منها ولكن بصعوبة بعد معاناة طويلة وتترك آثار وخيمة لسنوات طوال. ولذا فإن الحالة المرسومة في الأغنية هي ببساطة شديدة هي "وصفة" لعنف مستقبلي قريب ضد المرأة.
ثالثًا - ما هو النموذج الذي تقدمه تلك الفتاة لعشرات (بل مئات الآلاف بناء على الخبر المتقدم ذكره) بطرحها لحالة الاستسلام التامة تلك؟ يكثر الحديث عن مسؤولية الكلمة ولعل من أبلغ ما قيل في الكلمة أبيات شاعرنا الكبير عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية الحسين ثائرًا شهيدًا :

الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة

فهل لنا أن ندقق فيما ننشر ونذيع من كلمات تتناقلها الأفواه بدون تمحيص وتدقيق؟ وهل لنا أن نتسق وما نسعى إليه ونبتغيه من مستقبل مشرق لهذا الوطن لا يتأتي إلا بسواعد البنين والبنات معًا؟ وهل لنا أن نفكر في علاقات اجتماعية سوية - تبدأ من الأسرة النواة الأولى للمجتمع - تبنى على الاحترام المتبادل؟
لقد خاضت المؤسسات المختلفة في شرق الوطن العربي وغربه معارك ضارية للتعريف بالإساءة للمرأة والعنف ضدها حتى ينتبه المسؤولون إلى عواقبه الجسيمة على المجتمع ككل. وليس من المقبول بعد كل ذلك التغني به وتزينه لفتيات يافعات مقبلات على الحياة. فالأجدر أن نقدم نماذج للفتيات ذوات الشخصية القوية اللواتي يعرفن طريقهن، واللواتي يرغبن في علاقات أسرية تتسم بالاعتدال والسوية، عوضًا عن النماذج البائدة التي ترجع بنا عشرات السنوات إلى الوراء بعد كل نجاحات النساء في الميادين المختلفة.




#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي


المزيد.....




- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!