أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة














المزيد.....

درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 22:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعترضت المؤسسات النسوية في مصر بشدة على شطب اسم درية شفيق (1908-1975) من مناهج التعليم. وتواتر أن رغبة القائمين على الحكم في مصر اليوم في عدم إدراج اسمها مؤداها إلى أنها سافرة لا ترتدي الحجاب، وبالتالي لا يليق أن تُدرس للنشء. وتساءل البعض: إذا كانت صورتها "لا تليق" فماذا عن تاريخها؟ ففي الواقع تدين المصريات (ولا أبالغ إن قلت العربيات) إلى درية شفيق بالفضل في الحصول على حق التصويت والترشح في المجالس البرلمانية والنيابية. وربما كان هذا السبب الرئيسي للرغبة في طمس تلك القيمة التاريخية الكبيرة.
تعرفت على درية شفيق منذ سنوات طويلة عندما كنت طالبة بالجامعة، حيث كانت مؤرختها الدكتورة سانثيا نيلسون أستاذتنا - ومازلت أتذكرها حديثها بشغف عن درية شفيق ونضالها الرائع من أجل حقوق المرأة العربية. وكانت أستاذتنا تعمل في ذلك الوقت على وثائق درية شفيق والتي أهدتها ابنتيها إليها، وخرجت علينا بكتاب قيم - رجعت إليه لأوثق تاريخ درية شفيق - هو "درية شفيق : مصرية طالبت بالمساواة بين الجنسين، امرأة مختلفة".
ولدت درية شفيق في دلتا مصر حيث ترعرت في مدينتي طنطا والمنصورة في وقت كانت مصر فيه شاهدة على الحرب العالمية الأولى وما تلاها من ثورة شعبية مصرية عارمة على الاستعمار (ثورة 1919) واستخدمت درية شفيق ما أتيح لها من فرص تعليمية حيث درست بالبعثة الفرنسية في طنطا ثم التحقت ببعثة بفرنسا وحازت على دكتوراة الفلسفة من جامعة السربون عام 1940. وبدأت حياتها المهنية مفتشة للتعليم الفرنسي بالمدارس الثانوية ثم تحولت إلى الصحافة وقيادة الوعي النسوي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث دعت إلى الاندماج الكامل للنساء في الحياة السياسية. وعملت لفترة كرئيس تحرير للمجلة الثقافية: "المرأة الجديدة" التي كانت تصدر بالفرنسية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وأسست مجلة "بنت النيل" خاطبت فيها وعي نساء الطبقة الوسطى المصرية، ومجلة "الكتكوت" للأطفال. كما أسست اتحادًا نسائيًّا يعرف باسم “اتحاد بنت النيل” عارضت من خلالها النظام الحاكم (قبل وبعد ثورة 1952)
نشرت درية شفيق سبعة كتب بالعربية والفرنسية منهم مجلدان شعر، ورواية وأربع كتب نسوية. ولقد حاولت من خلال نشاطاتها المتعددة (السياسية، والكتابة بالكتب والمجلات) زيادة وعي النساء بمصر. ودعيت للحديث عن نضال المرأة العربية إلى منتديات بأوربا، والولايات المتحدة، والهند، وباكستان.
أما قصة الدستور فهي تستحق التوثيق والرواية، ففي مارس 1954 اعترضت درية شفيق على عدم تمثيل المرأة في لجنة الدستور وأصرت على منح المرأة المصرية الحق في التصويت والانتخاب، ولكنها لم تلق آذانا صاغية، فأضربت هي وثمانية من زميلاتها عن الطعام لمدة ثمانية أيام في نقابة الصحفيين (نقلن خلالها قسرًا إلى المستشفى إلا أنهن واصلن إضرابهن هناك) وأصبح الإضراب حديث الصحافة اليومية ما بين وعود الحكومة المراوغة وإصرار النساء على التمسك بمطالبهن المشروعة، وانقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض - فكانت هناك مظاهرات منددة بإضراب تلك النسوة عن الطعام، كما كان هناك تلغرافات تأييد لموقفهن تأتي من كل حدب وصوب - وبالرغم من الضغوط العديدة التي مورست عليهن ظلت النساء ثابتات على موقفهن حتى حصلن على وعد كتابي من القائمين على الأمر: حيث وصل محمود نور محافظ العاصمة إلى المستشفى ليبلغهن أن الرئيس محمد نجيب قد وعد بمنح المرأة الحقوق السياسية في الدستور القادم، وأصرت درية شفيق أن تحصل منه على خطاب بهذا المعنى. وبالفعل حصلت المرأة على حقوقها السياسية بفضل نضال درية شفيق. ولكنها اصطدمت مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر لتخليه عن المسار الديمقراطي، فما كان منه إلى أن وضعها تحت الإقامة الجبرية عام 1957. وظلت في عزلة عن الرأي العام والممارسة العامة إلى أن توفيت عام 1975.
هي إذن مناضلة نسوية نجحت في انتزاع الحقوق السياسية للمرأة المصرية، وهمشتها القوى السياسية أثناء حياتها، والآن يمحى تاريخها النضالي من المناهج التعليمية حتى لا تجد فتياتنا أمثلة مشرفة في العمل النسوي تقتدين بها، فيسهل أقتيادهن إلى ما يراد لهن من تهميش.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات


المزيد.....




- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة