أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - العُصبة الوردية














المزيد.....

العُصبة الوردية


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 00:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في عام ٢٠٠٦ كَوَنت "سمبات بال دافي" من مقاطعة "باندا" بإقليم "أوتار بارديتش" في شمال الهند العُصبة الوردية أو عُصبة الساري الوردي. و"سمبات بال دافي" أم لخمسة أطفال، وكانت تعمل وهي طفلة برعاية الغنم، وأولعت بالتعليم فعلمت نفسها مبادئ القراءة والكتابة ثم ألحقها عمها بالتعليم الابتدائي، وعملت لفترة بالرعاية الصحية. وقد عاينت الواقع المرير الذي تعيشه النساء في مجتمع شديد الفقر يتميز بالثقافة الذكورية المسيطرة، وبالفصل التام بين الطوائف، وبارتفاع نسبة الأمية بين النساء (فثلثي النساء بقريتها أميات) وبالعنف الأسري، وبزواج القاصرات، والمبالغة في مهورهن.

ولقد تكونت العُصبة لتعاقب الرجال (زوجا، أو أبا، أو أخا) الذين يمارسون العنف الأسري ضد النساء، ولوضع حد للعنف الأسري، أو الهجر. فيتحدث أفراد العُصبة مع المسيء حتى يرى خطأه. فإن لم يرتدع فإنه يتعرض للتجريس عندما يرفض الانصياع أو الاستماع لصوت العقل والحكمة. وتستخدم العُصبة اللآتي (وهو الاسم المحلي للعصا الخرزانية التي تستخدمها الشرطة والناس عامة للهجوم أو الدفاع) إذا لجأ الرجل إلى العنف معهن. فالعصبة ليست عصابة بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما عُصبة لإرساء العدالة المجتمعية. وقد أطلق عليهن العُصبة الوردية أو عُصبة الساري الوردي لأن أفرادها يرتدين الساري (اللباس التقليدي للنساء في الهند) الوردي اللون، اختارات "سمبات بال دافي " اللون الوردي ليميز مجموعتها عن بقية الألوان الأخرى التي تستخدمها الأحزاب السياسية. تدفع المرأة المنضمة حديثًا مئة روبية (حوالي دولارين) مقابل الساري الوردي، وخمسين روبية كاشتراك للعضوية، وتتلقى تدريبًا للدفاع عن النفس باستخدام اللآتي ويشعرها التدريب بالتمكين ويرفع من روحها المعنوية.

تؤمن "سمبات بال دافي" بأن القوة تأتي من الكفاح، وهي لا تأمل في التحول بعُصبتها إلى حزب سياسي، بالرغم من أنها أصبحت مرهوبة الجانب من قِبَل السلطات المحلية ومسموعة الكلمة بينهم. كما أن الرجال يؤيدون ما تقوم به لأنها تساعد العديد من فئات المجتمع في الحصول على حقوقهم المهدورة. فهي تؤازر فئة المنبوذين، وتعاضد مطالب العمال، وتساند العجائز، وتساعد المجتمعات المحلية بأسرها. فالقانون الهندي يمنح العجائز معاشًا شهريًا قدره ثلاثمئة روبية، ولكن تلك العجائز لا يحصلن على المعاش لأنهن غير مقيدات بالجداول الحكومية. تذهب بهن سمبات إلى وحدة الصحة المحلية لإصدار شهادة تقدير لأعمارهن، ثم ترشدهن إلى فتح حسابات مصرفية حتى يتمكن من الحصول على المعاش الحكومي. كما يتيح القانون للفقراء الحصول على الحبوب بأسعار مخفضة، ولكن التجار يستولون على الحبوب المدعمة لبيعها في السوق، فتقوم سمبات مع عُصبتها بالاستيلاء على عربتين محملتين بالحبوب ثم بتسليمهما إلى السلطات المحلية، وتتدفق منذ ذلك الوقت الحبوب المدعومة إلى القرية. تقوم الحكومة بمشروع وطني لبناء خزان لإمداد الأراضي المهددة بالجفاف بالماء اللازم للزراعة، ولكن المشروع يبقى حبيس الأدراج لمدة خمس سنوات وكأنه حبر على ورق، تواجه سمبات السلطات المحلية بواقع الحال، فيبدأ المشروع الذي يعمل فيه مئات العمال الذين يستفيدون بدورهم من أجورهم اليومية. وهكذا تعمل سمبات دون كلل أو ملل لمساندة النساء والرجال والمجتمعات، فهي تستطيع أن تواجه السلطات المحلية بما لا يستطيعه الفلاحون الفقراء والأميون، ولذا تلقى منهم الاحترام والمساندة.

ولعملها الدؤوب الذي لا تبغي من ورائه سوى مساعدة الفقراء - فهي مازالت تسكن في منزل متواضع عبارة عن حوائط مغطاة بالجريد والبلاستيك - تلقى "سمبات بال دافي" اهتمامًا متزايدًا من قبل وسائل الإعلام، فتغطي الصحافة الهندية والعالمية أخبار ومقتطفات من أعمالها، وتكون موضوع برامج وأفلام وثائقية، وأفلام روائية آخرها فيلم سيرفع عنه الستار في احتفالات اليوم العالمي للمرأة يوم ٨ مارس ٢٠١٣.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - العُصبة الوردية