أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عائشة خليل - مجلة -مز- في الفصل الدراسي














المزيد.....

مجلة -مز- في الفصل الدراسي


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 10:22
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تكرس المجلات النسائية الأنماط البطريركية للمعايير الجمالية المستحيلة التي تحدثنا عنها في مقال سابق، فتمتلئ بنصائح للنساء عن الموضة والرشاقة والتجميل والحمية الغذائية؛ وعلى العكس من ذلك تعمل المجلات النسوية على انتزاع معايير مغايرة تؤكد على الهوية الإنسانية للنساء وتكريس الاختلاف والتنوع. ومن أشهر المجلات الأمريكية في هذا المجال "مجلة مز" التي أسستها الرائدة النسوية من جيل الموجة الثانية جلوريا ستاينم. ولم يأت اختيار اسم المجلة اعتباطًا، فلفظة "مز" هي لفظة نسوية بامتياز، فلقد رفضت النسويات كلمة "مسز" والتي تشير إلى السيدة المتزوجة - أو التي سبق لها الزواج - كما رفضن لفظة "مس" والتي تشير إلى الفتاة غير المتزوجة - أو التي لم يسبق لها الزواج - وبما أن لهاتين الكلمتين دلالات تمييزية فلقد رفضتها نسويات الموجة الثانية وفضلن عليها لفظة "مز" والتي باتت تستخدمها النساء اللواتي يرفضن تصنيفهن على أساس الحالة الاجتماعية. أما مُؤسسة المجلة "جلوريا ستاينم" والتي جاوزت الثمانين من العمر فهي من أيقونات الموجة النسوية الثانية. ولقد كسرت الأنماط التقليدية عن النسويات (قبيحة، مشعرة، كارهة الرجال) والتي يهوى الإعلام ترديدها لتشويه النسويات. وكانت الحسناء صحفية بارعة وخطيبة مفوهة، مما استدعى عليها غضب اليمين بحيث أطلق عليها أحدهم تحقيرًا: ستاليم نسبة إلى ستالين الدكتاتور السوفياتي.
عملت المجلة بدأب على مدار أربعين عام لتكريس المساواة للنساء، وأثارت العديد من القضايا الهامة في هذا الشأن، وأنجزت العديد من التحقيقات الهامة، حتى صارت رمزًا على النضال النسوي الحقيقي والهام. ومنذ ما يقرب من عشر سنوات بيعت المجلة (غير الربحية في الأساس) إلى مؤسسة غير ربحية تعمل على ذات الأهداف وإن في المجال الدولي وهي "مؤسسة الأغلبية النسوية" ومنذ ذلك الحين بدأت "مز" في تعميق البعد الدولي لرسالتها. وفي حين أن هذا أمر رائع في حد ذاته يستحق الاحتفاء والتقدير، إلا أنني أرغب في الحديث عن تجربة "مجلة مز" في الفصل الدراسي. فمنذ خمسة أعوام بدأت المجلة في تجربة رائدة، وهي التواجد في الفصل الدراسي، واتسعت التجربة على مدار الأعوام بحيث باتت تشمل مئات الآلاف من الطالبات والطلبة في أكثر من سبعمائة جامعة في طول المعمورة وعرضها. تسجل المعلمة الجامعية على موقع "مز في الفصل الدراسي" وتنتقي ما يلائم المنهج الدراسي المطروح في الفصل. ثم تخبر طلاب الفصل بما قرر عليهم من مقالات. ويشترك الطلاب بالموقع لمدة ستة أشهر بمبلغ رمزي هو ١٥ دولارا، حيث يمكنهم خلال تلك المدة الاطلاع على كامل المقالات بالموقع وليس فقط بما قرر عليهم.
وتجربة "مز في الفصل الدراسي" مثيرة، لأنها تمنح الطلبة فرصة للاطلاع على مقالات متنوعة تتطرق إلى قضايا العدل والمساواة من منظور نسوي في مجتمع يطمح أن يكون أقل تفرقة وأكثر انفتاحًا. ومناقشة تلك القضايا تتيح للطلبة الاطلاع على وجهة نظر مغايرة لما تربوا عليه في المجتمع البطريركي. كما أن انفتاح "مز" بشكل أوسع مما كانت عليه من قبل على المجتمع الإنساني - بعد اندماجها في مؤسسة الأغلبية النسوية - يضفي على التجربة بُعدًا أوسع، ويمكنهم من التلامس مع العالم الأرحب، ويفتح مدارك الطلاب على إمكانيات لم يطئوها من قبل. الفكرة جديرة بالإعجاب في الأساس لتنوع المطروح من الأفكار في ثنايا أعداد المجلة واختلافها عن الكتاب المقرر حيث تنحصر الأفكار - وإن تنوعت - في صوت واحد؛ وهو ما لا نسمع عنه في جامعاتنا. في واقع الأمر إمكانات الأساتذة في الجامعات المصرية والعربية هائلة، ولكنني لا أفهم لماذا يحصرون أنفسهم في أطر ضيقة مثلا: يقرر الأستاذ الجامعي على طلبته كتابا كتبه هو - وهو التقليد المعمول به على نطاق واسع في الجامعات المصرية - فذلك يُعَود الطلبة على سماع صوت واحد هو صوت الأستاذ في المدرج ثم من خلال الكتاب، فينشأ على الإظهار بدلا من الفهم والترديد بدلا من المناقشة، وهي الآفات التي تعيد إنتاج الأمر الواقع عوضًا عن زحزحته لتغييره.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد
- عقوبة التحرش بين القانون الفرنسي والمصري
- العدالة الشكلية والعدالة الجوهرية
- تدنى المستوى التعليمي (فكرًا وممارسة) في مصر: نموذج من ورقة ...
- النخبة المصرية وحزمة البصل
- اغتصاب الثيب غير وارد!!
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر
- تأنيث الفقر
- الإسكات
- المرأة المصرية وصياغة الدستور


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عائشة خليل - مجلة -مز- في الفصل الدراسي