أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة خليل - الدولة المدنية














المزيد.....

الدولة المدنية


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 10:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حبس العالم أنفاسه على مدار ثمانية عشر يومًا وهو يشاهد جموع الشعب المصري في الميادين تنادي بإسقاط النظام. ولم ينتبه الكثيرون إلى الدور المحوري للجيش في صناعة الأحداث. فأركان الدولة كما تعلمنا في مادة “مقدمة إلى علم السياسة” هي حكومة، وأرض، وشعب، وجيش، وعلم. وقد رفع الشعب المصري العلم عاليًا واحتل الميادين مناديًا بإسقاط النظام، وانحاز إليه الجيش، فوجب على الحكومة أن ترحل. ولأن رأس النظام رفض بعناده المعهود الرحيل، فقد أجبره الجيش على تنفيذ إرادة الشعب. فمبارك (الأب والابن) أصبحا أوراقا غير رابحة على الساحة الدولية، فقد تخطاهما الزمن، حيث بدأت الشعوب العربية ترسم ربيعها وتحاول رؤية النور بعد ظلام دام عقودا، فكان على العالم أن يستجيب.
وقد كثر اللغط حول دور الجيش في الثورة، حيث ردد بعض جنرالات المجلس العسكري الحاكم في مصر القول بأن الجيش قد حمى الثورة. ولكنهم لم يفسروا مقولتهم تلك، والتي أخذها البعض على أن مبارك قد أصدر أوامره للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين، وهو الأمر الذي نفاه من شهد من قادته في محاكمة القرن كما أطلق عليها. وهكذا ظل دور الجيش "في حماية" الثورة غامضًا مبهمًا، إلى أن طالعتنا جريدة التلجراف البريطانية في عددها الصادر على الإنترنت بتاريخ ٥ يونيو ٢٠١٢ بمقولة تدعي أن الجيش قد عزل مبارك بناء على طلب من الإدارة الأمريكية. وحيث أن العالمين ببواطن الأمور لم يصرحوا بمثل ذلك الأمر ولم ينفوه فتبقى هذه الاحتمالية محل نقاش إلى أن تثبت بالأدلة والشهادات التي ستتوالى في غضون سنوات قلائل.
ولكن الأمر الأهم لدينا هو الحوار حول شكل الدولة. فعقب بيان التنحي اشتعل النقاش والجدال بين الثوار على مطالب الثورة، لتفسير مطلب الدولة المدنية التي رفعه الثوار. فلقد ادعت التيارات الدينية أن الدولة المدنية هي عكس الدولة العسكرية، وأن الصبغة الدينية للدولة لا تلغي جوهرها المدني. ولم تستطع القوى الثورية أن تستقطب العامة حول مفهوم الدولة المدنية، حيث انخرطوا في تنازلات حول المفهوم، وقدموا خطابا اعتذاريا مائعا يمسك العصا من المنتصف ولا يحسم الأمر. خوفًا منهم على فقدان قواعدهم الشعبية، وكسبًا لأصوات المؤيدين في معارك ثانوية.
وهكذا نصل اليوم إلى موضع يجب علينا فيه حسم القضية:"ماهية الدولة المدنية". فالجماهير الغاضبة التي تخرج كل يوم اعتراضًا على الأحكام الصادرة في محاكمة القرن، هي أيضًا جماهير غاضبة على الخيارين المتاحين في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية. فلقد أثبت الزخم السياسي منذ أوائل هذا الأسبوع والحراك الدائر في ميادين مصر أن الشعب معني بسؤال عن ماهية الدولة، ومنحاز في أغلبه إلى خيار الدولة المدنية. فرفض الخيارين المتاحين هو رفض لفكرة الدولة الدينية، والدولة العسكرية معًا. وإلا لِمَ كل هذه المظاهرات، ودعوات المقاطعة، ودعوات الإبطال التي تتردد على مسامعنا في كل مكان؟ فرفض الأشكال غير المدنية للدولة بما يعني الدولة العسكرية (ذات الصبغة المدنية) والدولة الدينية (ذات الصبغة المدنية أيضًا) هو لب الإشكالية اليوم. ويخطئ من لا يقرأ الدعوة إلى مجلس رئاسي على أنها هم واهتمام بشكل الدولة الجديدة. ولعل القوى الثورية تقرأ انحياز الجماهير لها بشكل متعقل، وتتعلم قراءة المزاج العام، وتنأى بنفسها عن التنازلات التي تعزلها عن قواعدها الجماهيرية، وتخسرها الأصوات.
أعلم أن هناك العديد من العوامل التي تقاطعت لتنتج المأزق الذي نعيشه اليوم. فالانخراط في عملية انتخابية مسرحية في جوهرها كما نبهنا الدكتور البرادعي ولم يلتفت إليه الكثيرون، والتكالب على السلطة من قبل بعض الأطراف، وفشل القوى الثورية في التوحد حول رمز واحد، والحراك السياسي للفلول بعيدًا عن أعين الناظرين، وسوء إدارة المرحلة الانتخابية تكاتفت كلها لترسم لنا الإشكالية التي نعيشها اليوم. ولكنني أرى أننا قد تناسينا مطلبا أساسيا وهو التأكيد على مدنية الدولة وتحديد ماهيتها بشكل حاسم، مما أدى بنا إلى الموقف الذي نحن عليه اليوم.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر
- تأنيث الفقر
- الإسكات
- المرأة المصرية وصياغة الدستور
- النساء والانتخابات
- حواء والتاريخ النسائي
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة خليل - الدولة المدنية