أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة خليل - النساء والانتخابات














المزيد.....

النساء والانتخابات


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصلت الإناث على حق التصويت في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٢٠ بينما حصلت عليه الإناث في مصر عام ١٩٥٦. ولابد أن هذا الفارق الزمني الذي يربو علي ربع قرن من الزمان هو السبب في نضج التجربة الانتخابية لدى النساء في الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بالنساء في مصر. فمن المعلوم أن الانتخابات الرئاسية في كلا البلدين محدد لهذا العام: نوفمبر ٢٠١٢ ويونيو ٢٠١٢ على التوالي. وبفارق زمني هو نصف عام.
بدأت الجمعيات والهيئات والحركات والمنظمات النسوية والنسائية منذ أوائل عام ٢٠١٢ في أمريكا توحد صفوفها وتتفق على مرشحها الذي ستدعمه. وبدأت حملات التوعية لجماهير النساء للتأكد من وصول الكلمة وانتشار الخبر عن مرشحهن القادم. وانتقلت الحملة الإعلامية من الوسائل التقليدية لتشمل الوسائل الإلكترونية فانضمت مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح ساحات لمعركة كسب الأصوات ونشر الخبر عن مرشح النسوية، وانطلقت الحملة تحت شعار "لن أعطي صوتي لمن لا يحترمني". وتنوع الأداء حول هذا المحور من ملصقات إلي شعارات، إلي مقالات تستخدم جميعها الفضاء الإلكتروني سريع الأداء قليل التكلفة لتؤدي الغرض المنشود
وكنت أود أن تعي الجمعيات والحركات والمؤسسات النسوية في مصر قوتها الضاغطة وثقلها المحتمل في السباق الرئاسي، وتستخدمه لانتزاع مكاسب للنساء المصريات. فما عدا الجهود الفردية المحمودة التي تقوم بها بعض الجمعيات في هذا المجال، لازالت القوى النسوية في مصر متفرقة، ولم تستوعب بعد قوتها الضاربة في ترجيح كفة أحد المرشحين مقابل الآخرين.
وحتى نكون منصفين، فإن عدم الوعي هذا هو جزء من التباس المشهد السياسي في مصر ما بعد الثورة. فما زال الحديث يدور عن الظروف الموضوعية التي أتت بأي من المرشحين إلى السباق: انتماؤه إلى جماعة معينة من عدمه، أو إلى نظام معين من عدمه، وهذا بالذات هو حال المرشحين الأوفر حظًا في السباق كما تشير معظم التحليلات. وبين دفاع الأنصار وهجوم الخصوم تتوه بنا الأسئلة الكبرى حول البرنامج، والمواضيع، والقضايا، والرؤى. ومن الوجيه أن حسم الانتماء يحسم بعض الأمور الرئيسية، ولكنه لا يحسمها بالكلية، فقد يختلف مرشحان من ذات التوجه في رؤاهما اختلافات نسبية، وقد تكون تلك الاختلافات كافية لترجيح كفة أحدهما على الآخر. والأهم في نظري أن طرح الأسئلة هو تدريب في الديمقراطية يساعد كل من الناخب والمرشح على تحديد أفكاره بشكل أدق. فمن يطرح الأسئلة يتعلم مرة بعد أخرى صياغتها بشكل أدق ليحصل من المرشحين على تصريحات محددة. كما يتدرب المرشح على التفكير بشكل دقيق فيما هو مطروح من قضايا، مما يعمق الرؤية لديه.
مما لا شك فيه أن التجربة الديمقراطية في مصر مازالت في مهدها. فبعد عقود من تكريس الجمود، عرف الشارع المصري الحراك، وانتشى بمعرفته هذه فتمرد، كالطفل الذي تعرف على ذاته المنفصلة عن أمه فتمرد قائلا "لا" عندما طلبت منه المجيء إليها. فلا يزال أمامنا سنوات لتنضج التجربة الديمقراطية ويزداد الوعي لدى الناخبين والمرشحين على حد سواء. ولكننا كنا نتمنى أن نرى المجتمع المدني وفرعه النسوي على وجه التحديد يخوض التجربة فيخطئ مرات ويصيب مرة، ويحسب له شرف المحاولة. وددت لو رأيت المؤسسات النسوية في مصر تصوغ الرؤى وتطرح الأسئلة على مرشحي الرئاسة مرة بعد أخرى وتنتزع منهم إجابات محددة عن هموم المرأة المصرية بكل طوائفها. وأن تجبرهم على التفكير بتمعن في مشاكل تهتم بها تلك المؤسسات، ثم تصوغ برنامجًا يزكي أحد المرشحين، تعمل على نشره، وتجبره بعد نجاحه على الالتزام بما وعد به. كنت أتمنى أن تتفاعل تلك الجمعيات والمؤسسات بإيجابية تسبق بها الحدث وتشكله، بدلا من انتظار وقوعه. فماذا نعرف نحن المهتمات بشؤون المرأة عن رؤى مرشحي الرئاسة تجاه القضايا التي تهمنا؟ وكيف لنا أن نختار مرشحًا ونفضله على غيره ما لم ترشد مؤسسات المجتمع المدني خُطانا؟



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواء والتاريخ النسائي
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة خليل - النساء والانتخابات