أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عائشة خليل - النخبة المصرية وحزمة البصل














المزيد.....

النخبة المصرية وحزمة البصل


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 13:30
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سمعت الوالد (رحمة الله عليه) يقول "النخبة المصرية عاملة زي حزمة البصل" يعني رابطة البصل الأخضر. وعندما سألته عن مغزى تشبيهه قال: "كلهم رؤوس، لا يريد أي منهم أن يكون تابعًا". وبما أنه رحمه الله قد توفي منذ عشرة أعوام، فإنه كان يتحدث عن نفس النخبة المصرية التي تملأ حياتنا اليوم، وقد عرف معظمها، وإن استجد القليل عليها فما زالت تعاني من نفس الآفة: حب الرئاسة وعدم الرغبة في الانقياد وراء أحد.
تثبت صحة مقولته هذه من عدد الأحزاب التي أنشئت بعد الثورة على مختلف التوجهات، الليبرالية، واليسارية، والوسطية، والناصرية، والإسلام السياسي، والتي وصلت في أحد التقديرات إلى 42 حزب! فما الداعي لمثل هذا العدد من الأحزاب إلا حب الرئاسة لدى البعض حتى يصبح أحدهم رئيسا أو وكيل حزب ما. لما لم تنجح القوى المختلفة في رأب الصراع فيما بينها بحيث تتحد في حزب أو اثنين لكل من التيارات؟ ولما لم تنضم إلى الأحزاب الموجودة على الساحة بالفعل؟ أعرف بأن أغلبها تحول إلى نمور من ورق في عهد المخلوع، مما قد لا يرضى المعارضة التي تدعي أنها "حقيقية" ولكنني أسأل عن مساحات الاتفاق وليس الاختلاف، واستدعي حكمة "في الاتحاد قوة" كما تعلمنا في مواضيع الإنشاء بالصفوف الابتدائية. فلدى الأحزاب "الكرتونية" مقارها في معظم المحافظات وشبكة علاقتها وكوادرها، تضخ القوى الأخرى دماء جديد، وتأتي برؤى جديدة قد تحدث انقلابا داخل الأحزاب فتعود إلى جادة الصواب وإلى المبادئ التأسيسية التي نسيتها وهي تصارع للبقاء أثناء السنين العجاف، فيكسب الجميع. فهذا التطبيق العملي لمفهوم: اكسب وتكسب - والذي تعلمناه من علم إدارة الأعمال - ولكن محاولات الكسب على حساب الآخرين لا تأتي إلا بنتيجة: اخسر وتخسر. وأعتقد أن هذه هي نتيجة الانتخابات لمجلسي الشعب والشورى، ثم الانتخابات الرئاسية لكل القوى المدنية في مصر.
ولا أرغب في الخوض في تفاصيل ذلك، فالكل يعرف التفاصيل، ويعلم عن تفتيت الأصوات الذي أدى بالقوة المدنية خارج السباق الرئاسي النهائي والذي انحصر في تخير الناخب المصري ما بين دولة دينية ودولة عسكرية. ثم انحصر في خيار بعينه "ليس حبا في زيد ولكن كراهية في عمرو".
أعلم أن شباب الوطن الثائر يؤمن بتعددية ما بعد الحداثة، ولكنني هنا أتحدث عن النخب، التي غلبت المصلحة الشخصية على المصلحة العليا للبلاد. وأعلم أن دأب الثورات هو انتشار الأحزاب ثم اندماجها، ولكن أعلينا أن نكرر كل الأخطاء ؟ وإن فعلنا، فهل لنا أن نستفيد منها سريعا فنتحد لننجح؟
أتمنى أن تكون القوى الثورية تعمل على الأرض الآن باتجاه الدمج والاتحاد. فالانتخابات المقبلة ليست ببعيدة كما قد يظن البعض. وقد يكون لدينا رئيس منتخب، فليس لدينا برلمان. وإن كان لدينا برلمان بثلثي الأعضاء فما زالت مقاعد الثلث الباقي شاغرة. ومازالت معركة الدستور مشتعلة، وإن هدأت وقتيًا الرياح التي تؤججها. كما أن استمرار الرئيس في الرئاسة لمدة أربع سنوات أمر مشكوك فيه حسب التحليلات السياسية للخبراء، لوقوعه بين شقي الرحى: الثوار والعسكر، فإن مال إلى إحداها طحنته الأخرى. وحتى لو استطاع أن يجدف في بحر السياسة متلاطم الأمواج، فنحن مازلنا بحاجة إلى معارضة قوية ومنظمة تضغط باتجاه التوازن في الحياة السياسية المصرية.
"الثورة مستمرة" هذا ليس شعار الثوار فقط، ولكنه الواقع العملي الذي يحدثنا التاريخ عنه. فالثورات موجات ومراحل قد تستغرق سنين قبل الاستقرار النهائي (ولقد استعرضت في مقال سابق كتاب تشريح ثورة للمؤرخ الأمريكي كرين برايتن) ولن يرحم التاريخ النخبة المصرية إذا استمرت في التصرف "كحزمة بصل" من منطلق أنا القائد، وأنا، وأنا، وأنا ...



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب الثيب غير وارد!!
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر
- تأنيث الفقر
- الإسكات
- المرأة المصرية وصياغة الدستور
- النساء والانتخابات
- حواء والتاريخ النسائي
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عائشة خليل - النخبة المصرية وحزمة البصل