أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - العنف على أجساد متباينة














المزيد.....

العنف على أجساد متباينة


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 09:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شاهد الجميع بحزن وحسرة المشهد المؤلم الذي سجلته كاميرات التلفاز لسحل مواطن مصري متجرد من ملابسه. وقامت الدنيا ولم تقعد لهذا المشهد المؤلم، فلم تتناقله الوسائل الإعلامية المصرية والعالمية فقط وإنما تناولته أيضًا مؤسسات الدولة ورجالاتها، وأرباب القلم والسياسية من مختلف الاتجاهات. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا ؟ وما الفارق بين ما حدث معه وما حدث لست البنات (الفتاة التي سحلت وكُشفَ جسدها في أحداث مجلس الوزراء - ديسمبر ٢٠١١) العام الماضي؟ إنه نفس العنف، من نفس الدولة (وإن اختلفت القمم بها). بذات الطريقة (وإن اختلفت الأجهزة) لماذا ثار أهل المواطن وهددوه بالتبرؤ منه إن لم يثأر لحقه، ولم نعرف عن ست البنات شيئا؟ ولماذا كان إنكاره للعنف الذي شاهدناه على التلفاز مدعاة لثورة من أهله، بينما أشار سكوت ست البنات إلى ضغوط المجتمع الذكوري الذي يلصق العار بالضحية إن كانت أنثى (بينما ينتفض لكرامته إن كان رجلا)؟
ولما لم تكن تعرية ست البنات تعرية للدولة أو المجتمع؟ بينما كانت تعرية المواطن تعرية للدولة والمجتمع؟ ما الفرق إن لم يكن النوع الاجتماعي؟ لماذا لم يسأل أحد: ماذا أتى به إلى هناك؟ أو ما نوع أو لون ملابسه الداخلية؟ أو ألم يكن الجو باردًا ليرتدي هذا النوع من الملابس؟ أو ما كان نوع الأزرار بملابسه؟ أو هل كان يرتدي ملابس البحر أم ملابس داخلية؟ أو مغزى لون ملابسه الداخلية؟ أو الكثير والكثير من التفاصيل التي سمعنا بها عند حديث الإعلام عن ست البنات.
إنه المجتمع الذكوري الذي يشيئ المرأة ولا يعترف بها إنسانا كامل الأهلية. فلم يسأل المواطن لماذا كان هناك لأنه شخص كامل الأهلية من حقه أن يتواجد في أي مكان. ولم يتساءل أحد عن نوع ملابسه لأنه مكتمل الحرية - وليس مجرد آلة صماء تحرك بإرادة خارجية - فهو يفعل ما ينبغي له، ولا يُسأل عنه أحد. فلم يتساءل البعض مثلا أين أهله، مثلما حدث مع ست البنات فقيل : أين أبوها، أو زوجها أو أخوها. ولأن الدولة مسؤولة عن كرامة المواطن فليس من حقها أن تعامل بما يقلل منه كمواطن كامل الأهلية، فبالتالي ليس من حقها أن تفعل به ما تريد وتوقع عليه عنفا مفاجئا أو شديدًا أو تعامله على أنه قابل للاستبدال، ولذا فقد انتفضت أجهزة الدولة وأرباب القلم والسياسية للتعليق على العنف الموجه ضد المواطن، ولكن لأن ست البنات مجرد أنثى فلم يكن الانتفاض لها بذات المستوى. فهي في نهاية المطاف ليست كاملة المواطنة أو حتى الإنسانية.
لم أكتب الأسطر السابقة لأقلل أو أتسامح مع العنف الموجه من الدولة ومؤسساتها ضد أي مواطن أو مواطنة، وإنما كتبت لأتساءل عن ازدواجية المعايير في المجتمع البطريركي الذي نعيش فيه، وعن التشيؤ الذي يلصقه المجتمع الذكوري بالنساء فيصبحن على الهامش بعيدًا عن المركز المخصص للرجال فقط، وعن إمكانية بناء مجتمعات أفضل تتساوى فيها النساء مع الرجال لنتمكن من العيش معًا حياة كريمة لائقة. فما لم نبحث في العلل القائمة في بنية التفكير لدينا لن نستطيع أن نرتقي بأوطاننا إلى المستوى الذي نألو إليه. فالعلل ليست كامنة في ضعف الإمكانات المادية وإنما في بنى الفكر الذي درجنا عليه فصرنا لا نلتفت لمكامن العيب به.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على
- النسوية اليابانية كشيدا توشيكو
- الأدوار المرسومة اجتماعيًا
- أوباما والناخبات
- المرأة في السينما المصرية: حريم سلطان بورنجا العظمى
- الجسد في الثقافة البطريركية
- عن التحرش. على المزمار. في أمريكا!!!
- تعليم المقهورين من فريري إلى بوال
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة


المزيد.....




- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - العنف على أجساد متباينة