أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الموسيقى الغربية – الموسيقى الفرنسية الحديثة















المزيد.....

قصة الموسيقى الغربية – الموسيقى الفرنسية الحديثة


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 09:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



ظلت الأوبرا، إلى نهاية القرن التاسع عشر، هي الصيغة الموسيقية الأكثر انتشارا في باريس. لكن، منذ ذلك الحين، تجمعت ثروة موسيقية من المؤلفات الدينية، ومؤلفات الأوركسترا وموسيقى الحجرة.

موسيقى الحجرة، هي الموسيقى التي توضع للعزف في حجرة متوسطة الحجم. في الأصل، كانت موسيقى أصوات وآلات. لكنها أصبحت مقصورة على تشكيلات من البيانو والآلات الوترية، أو الوترية فقط. أيضا، مؤلفوا ألحان الأغاني، أخذوا في إثراء عالم الموسيقى بما يضيفونه يوما بعد يوم من ميلودي.

الآن، أصبحت هذه الألحان، مطلوبة مثل الأوبرا. كانت باريس تتطلع إلى ألحان جديدة. لذلك رأينا بيرليوز، يقود الحركة الرومانسية في الموسيقى. بينما ديبوسي، نجده في مقدمة الفنانين التأثيريين.

التأثيريون في الفن التشكيلي، يعتقدون أن التفاصيل تقتل اللوحة أو العمل الفني. الشيطان يكمن في التفاصيل. المؤلف الموسيقى التأثيري، لا ينهي العمل، بل يحوم بالألحان، في نغمات دائمة التغيير، أو في جمل غريبة التركيب. تبدو مثل هذه الألحان للبعض، غير مؤلوفة وغير مفهومة. وتبدو للبعض الآخر، مليئة بالأسرار والتشوق والسحر.

أوبرا "ديبوسي" الناجحة "بيلي وميليساند"، وسيمفونياته وأغنياته الساحرة، بالإضافة إلى أعمال الموسيقيين الذين تبعوا خطاه، جعل البعض يقول أن الموسيقى التأثيرية، هي موسيقى المستقبل.

أوبرا "بيلي وميليساند" ل"ديبوسي".
https://www.youtube.com/watch?v=nnVXMqnsSBY

مقطوعة البحر، ل"ديبوسي".
https://www.youtube.com/watch?v=hlR9rDJMEiQ

مقطوعة الليل، " ل"ديبوسي"، رجاء مراقبة الماسترو الأرميني "أوهان دوريان". هكذا يجب أن ننصت إلى الموسيقى، أي بكل أجسامنا وجوارحنا. ولاحظ وهو يطير بجناحيه مع الأنغام وأصوات الكورال.
https://www.youtube.com/watch?v=SMvQ-hTTTsw

إننا نلمس الصوفية في الموسيقى الفرنسية. إذا رغبنا في تتبع أفضل الأساتذة الصوفيين في الموسيقى، يجب أن نبعد قليلا عن دور الأوبرا بألحانها العذبة البراقة، وصالات الأوركسترا الفخمة، ونذهب إلى قاعة كنيسة معتمة، لكي ننصت إلى مؤلفات المتدين الزاهد، "سيزار أغسطس فرانك".

فرانك، بلجيكي المولد. تجنس بالجنسية الفرنسية، وعاش في باريس حياة هادئة سعيدة، كمدرس لآلة الأورغن، وكمؤلف موسيقي. تلاميذه كانوا يجلوه ويقدسونه. لما وجدوا فيه من صبر وإلهام. لذلك أطلقوا عليه الأب "سيرافيكوس".

في الواقع، كان يبدو عليه أنه راهب متعبد. لأنه ظل لسنوات عديدة يعزف على الأورغن في كنيسة "سانت كلوثيلد"، وكانت موسيقاه الصوفية تعبر عن حياته، وتشكل أعماق نفسه. لم يكن يعبأ بتصفيق المستمعين. كل ما كان يبغيه من عزفه، هو مرضاة الرب الكريم.

الموسيقار الفرنسي "سان سانس"، تبع أسلوبه الصوفي. حاول التأليف للأوبرا، ونجح في واحدة هي "هولدا". وهي قصة عذراء من بنات غزات الشمال "الفايكنج" في القرن الحادي عشر.

جزء من أوبرا "هولدا" لفرانك.
https://www.youtube.com/watch?v=A37jhDhxIaw

قام بتأليف سمفونيات أخرى وثلاث ألحان دينية. منها "لي بيتيتيود"، وهي أحسن أعماله. ولم تعزف للجمهور بالكامل إلا بعد وفاته. استغرق تأليفها 10 سنوات. كلماتها مستعارة من "وعظة الجبل" للمسيح.

"لي بيتيتيود"، ل"فرانك".
http://www.youtube.com/watch?v=sitmu7i1mQ8

قمة الرثاء، تصلنا عندما تنخفض صيحة اليأس وتتحول إلى ألم. قوة الدراما تظهر، عندما تتمرد النفس فيسمع صوت المخلص، فيصمت الشر وتختفي المعاناة.

كان تأثير فرانك كبيرا على تلاميذه، وعلى مؤلفين آخرين. يسمى اليوم: "باخ الفرنسي". الاعتراف به بدأ يتزايد يوما بعد يوم، كواحد من أفضل مؤلفي الموسيقى الدينية.

"بول دوكاس"، يعرف كمؤلف سيمفونيات. "جوستاف شاربينتير"، كتب متتابعات للأوركسترا. نال شهرته بعد مؤلفه "لويس" بألحانه الملهمة.

الحركة الثانية، جزء أول، من سيمفونية "بول دوكاس".
http://www.youtube.com/watch?v=7NXO4zUaDAE
الحركة الثانية، جزء ثان، من سيمفونية "بول دوكاس".
http://www.youtube.com/watch?v=Ekxe_zL10Bc

البوق الفرنسي والأوركسترا، "بول دوكاس".
http://www.youtube.com/watch?v=JpEAi-kbuT8

"شارل كاميل سان سانس"، هو خير من يمثل المدرسة الفرنسية الحديثة. حياته وموسيقاه تتباين كلية مع حياة وموسيقى "فرانس". ولد في باريس عام 1835م.

كان يعمل والده في الحكومة، توفي بعد مولده بثلاثة شهور. قبل أن يصل لسن الثالثة، كان يعرف القراءة والكتابة. في سن السابعة، كان يعرف يحفظ مفردات اللغة اللاتينية وقواعدها.

قبل أن يصل لسن الثالثة، بدأ في دراسة البيانو على يدي أخت جدته. في سن الخامسة، كتب قطعة موسيقى فالس. عند العاشرة، كان أول ظهوره أمام الجمهور، لكي يعزف مقطوعات ل"هاندل"، "باخ"، "بيتهوفن"، "موزارت". يستطيع أن يعزف أيا من سوناتا بيتهوفن ال32 من الذاكرة.

الصبي المعجزة، ظل يزداد مهارة. في سن السادسة عشر، ألف أول سيمفونية له. في سن السابعة عشر، أصبح مشهورا كعازف بيانو وأورغن. بمرور الوقت، أصبحت شهرته عالمية. هو أيضا، عالم وفيلسوف وعالم رياضة وأديب، ورحالة ومؤلف موسيقى موهوب.

كعالم وفيلسوف وأديب، له تزوق موسيقي راق. له دراسات فلسفية وفلكية. شدة اهتمامه بالفلك، جعلته يقيم مرصدا على الجزر الكاناري. سافر لبلاد كثيرة في أوروبا وأمريكا.

ساهم في عالم الموسيقى بمؤلفات متنوعة. استوعب بسهولة أسلوب باخ، بيرليوز، شتراوس، موزارت، هايدن. كتب مقطوعات كثيرة للبيانو والأورغن. ألف سيمفونيات جميلة، وسيمفونيات شعرية وأغاني حب. بارع في معالجة الإيقاع والهارموني. مؤلفاته تتسم بالصقل الجيد والحرفية.

كان يعزف على الأورغن كمحترف في عدة كنائس. كان عزفه يذهل الباريسيين، مما لفت نظر الموسيقار "ليست" إليه عام 1866م، فقال عنه أنه أعظم عازف أورغن في العالم. ألف قطعة موسيقية مشهورة "رقصة المقابر"، وسيمفونية للأورغن "رقم 3".

رقصة المقابر ل"سان سانس".
http://www.youtube.com/watch?v=71fZhMXlGT4

سيمفونية رقم 3 للأورغن، "سان سانس".
https://www.youtube.com/watch?v=b_KjuGaVqpw

من الأوبرات التي ألفها، أوبرا "شمشون ودليلة". كتب ألحانها بتشجيع من "فرانز ليست". يمكن اعتبارها أوبرا دينية. لأن قصتها تأتي من الإنجيل. ألحانها براقة ومتنوعة. مشهد الحب بين شمشون ودليلة، يصاحبه لحن جميل.

أوبرا "شمشون ودليلة" مع ترجمة إنجليزية ل"سان سانس".
http://www.youtube.com/watch?v=lgNiOKk3kfo

"سان سانس"، له قدرة رائعة على الارتجالات على آلتي البيانو والأورغن. قد يقضي الساعات وهو مستغرق في عالم الموسيقى لدرجة أنه ينسى جمهور المستمعين.

كان من المعجبين بشدة ب"بيتهوفن"، "موزارت"، "ليست". يمتاز بشخصية فريدة. يلقى تقديرا عظيما، ويعتبر من بين أفذاذ عصره.

في عام 1875م، عندما كان يقترب من الأربعين، تزوج من "ماري تروفت" التي كان عمرهافي ذلك الوقت، 19 سنة. أنجب منها ولدين. توفيا عام 1878م، في خلال ستة أسابيع.

الأول توفي بسبب المرض، أما الثاني، فقد سقط من النافذة من الدور الرابع بينما كان "سان سانس" يشاهده في هلع وهو يقترب عائدا إلى بيته. بالطبع لم يجد من يلومه سوى زوجته. بينما كانا في رحلة معها عام 1881م، هرب منها، ولم تعثر له على أثر. أخذت من المحكمة حكم انفصال عنه، ولم يحصل بينهما طلاق.

في عام 1886م، ألف "سان سانس" أشهر أعماله، "كرنفال الحيوانات"، و"السيمفونية الثالثة" للأورغون. وفاء لذكرى الموسيقار "ليست" الذي توفي في نفس السنة. بعد سنتين، توفيت والدته فغادر فرنسا إلى جزر الكناري.

كرنفال الحيوانات ل"سان سانس".
https://www.youtube.com/watch?v=vUsZ-M09SMw

بعد كونشيرتو البيانو الرابع بعشرين سنة، ألف "سان سانس" عام 1896م الكونشيرتو الخامس للبيانو تحت اسم "المصري". بينما كان يقضي أجازته الشتوية كالعادة في مدينة الأقصر، جلس في شرفة الفندق الأمامية، المطلة على النيل، يتناول قهوة الصباح.

سمع "سان سانس" لحنا خافتا يأتيه فلوكة بفرد جناح، كما يقول شاعرنا أحمد شوقي. تنساب على صفحة الماء الفضية، التي بدأ لونها في التحول إلى الذهبية مع خيوط الشمس الأولى. أنصت إلى اللحن جيدا، وعلم أنه لحن أغنية حب نوبية يغنيها المراكبي.

عاد "سان سانس" بسرعة إلى غرفته، وكتب اللحن. قبل أن يغادر الفندق، انتهى من تأليف الكونشيرتو الخامس للبيانو متضمنا اللحن المصري في الحركة الثانية.

كونشيرتو البيانو الخامس ل"سان سانس".
http://www.youtube.com/watch?v=1IEYtta_ZsI

قضى "سان سانس" سنواته الأخيرة في السفر والترحال حول العالم. في عام 1921م، عندما نزل في فندق "الواحة" بالجزائر، أصيب بالتهاب رئوي تسبب في وفاته.

لقصة الموسيقى الغربية بقية، فإلى اللقاء إن شاء الله.
[email protected]



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الموسيقى الغربية – بيرليوز
- هل تجربة حكم الإخوان كانت ضرورية؟
- قصة الموسيقى الغربية – الأوبرا الفرنسية الفخمة
- قصة الموسيقى الغربية – الأوبرا الفرنسية
- قصة الموسيقى الغربية – فيردي وأوبرا عايدة
- قصة الموسيقى الغربية – بيليني-دونيزيتي
- قصة الموسيقى الغربية – روسيني
- قصة الموسيقى الغربية – سيبونتيني
- قصة الموسيقى الغربية – كيروبيني
- لماذا المصالحة على الدستور؟
- قصة الموسيقى الغربية - الأوبرا
- الفن – الحديث
- الفن - الرمزي
- الفن - جوجان – سيزان
- الفن - ما بعد التأثيرية(فان جوخ)
- الفن التأثيري
- الفن الفرنسي – القرن 19
- الفن الفرنسي – القرن 18
- الفن الفرنسي – البداية
- الإخوان وحكم مصر


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الموسيقى الغربية – الموسيقى الفرنسية الحديثة