أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الموسيقى الغربية – بيليني-دونيزيتي















المزيد.....

قصة الموسيقى الغربية – بيليني-دونيزيتي


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 13:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




"إذا كانت الموسيقى غذاء الحب، فواصل العزف." وليام شيكسبير

كانت أوبرا روسيني، نموذجا يحتذى به في كل إيطاليا. كثير من الملحنيين ينتمون إلى مدرسته. أعمالهم كانت تسمى "الأوبرا الغنائية".

لأنه في ذلك الوقت، ظهرت مجموعة رائعة من المغنيين والمغنيات، يمزجون أصواتهم الجميلة بالألحان العذبة لملحني الأوبرا العظام، تجعلك تنسى قصة الأوبرا (ليبراتو)، وما بها من ضعف أو سذاجة.

ملحنى الأوبرا العظام هؤلاء، كانوا يظهرون، الواحد تلو الآخر. حياة كل منهم، قصة بديعة في حد ذاتها. تصور نضالهم ونجاحهم وأهواءهم ومنافسيهم وما كانوا ينالوه من حفاوة وتقدير ونياشين من الملوك والأمراء. اثنان من هؤلاء الملحنين، كانا تلميذين لروسيني، يغنيان في أوبراته. هما "بيليني" و"دونيزيتي".

"بيليني"، ألحانه خلابة، تمتاذ بالبساطة، تسحر الألباب. ألحانه العاطفية تعكس مشاكل الحب والزواج، والحالة الحزينة التي كانت تمر بها بلاده في ذلك الوقت.

بورتريه لبيليني.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/5/5a/Vincenzo_bellini.jpg

ولد بيليني في مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية عام 1801م. طفل معجزة، لعائلة موسيقية كبيرة. كان يردد الألحان قبل أن يتكلم.

بدأ تعلم الموسيقى في سن الثانية، والعزف على آلة البيانو في سن الثالثة. أجاد العزف في سن الخامسة. في السادسة، ألف خمس قطع موسيقية.

في عام 1819م، التحق بالكونسيرفاتوار بمدينة نابولي، بمنحة من حكومة كاتانيا. في عام 1822م، كان يدرس موسيقى هايدن وموزارت. أول أوبراته "أديلسون إي سالفيني"، عرضت على مسرح معهد الكونسيرفاتوار أثناء دراسته.

يتميزة بيليني بقدرة فائقة على تلحين الأغاني. جعلت ثلاثة من أوبراته تغزوا قلوب محبي الموسيقى الراقية في كل أنحاء العالم. الثلاث أوبرات هي: "لاسو نامبولا"، "نورما"، "إي بوريتاني".

ماريا كالاس في أداء رائع، تغني من أوبرا "لاسو نامبولا" لبيليني.
http://www.youtube.com/watch?v=mkMBANqrwfg

ماريا كالاس تغني "كاستا ديفا" من أوبرا "نورما" لبيليني.
http://www.youtube.com/watch?v=LJNTUq_mAoo


"ماريا كالاس" و"جيوسيبي دي ستيفانو" من أوبرا "إي بوريتاني" لبيليني.
http://www.youtube.com/watch?v=egu76HnTfSw

أوبرا "لاسو نامبولا" لاقت إعجابا شديدا بسبب ألحانها الميلودي. أوبرا "نورما" هي رائعة بيليني. هي في الواقع عمل موسيقار عبقري. عندما كان يلحن أغانيها، كانت المغنية "باستا" في ذهنه. عندما قامت بأداء ألحانها، لم تعد تدعى "باستا"، بل "نورما" الكاهنة العرافة.

بيليني كان يقوم بعمل البروفات بنفسه. لا يعتبر أي جزء من الأوبرا قد اكتمل، قبل أن ينول رضاه، ويأتـي كما تخيله تماما. المغني التينور "روبيني"، صديق روسيني، كانت له ملامح جامدة مثل الحجر، لا تتناسب مع صوته الجميل.

كان بيليني يعمل بروفة لأوبرا "إي بوريتاني"، ومعه عظماء الغناء في ذلك الوقت، "جريسي"، "روبيني"، "تامبوريني"، "لابلاتش". لم يعجب أداء "روبيني" ملحن الأوبرا "بيليني". فصرخ فيه بغضب قائلا: "أنت لا تضع حياة أو حبا في الموسيقى. أُبدٍ بعض الشعور، ألا تعلم ما معنى الحب؟"

نزل التوبيخ على "روبيني" المغني نزول الصاعقة، فأعاد دوره بطريقة رائعة كلها حياة. عندما عرضت الأوبرا، هزت أركان باريس وجعلت الملحن "بيليني" ينال وسام "صليب فيلق الشرف" الفرنسي.

توفي بيليني عام 1833م، بالقرب من باريس، أثر التهاب حاد في الأمعاء. دفن في مقبرة "بير لاتشيز" بباريس، ثم نقل رفاته إلى كاثيدرائية كاتانيا عام 1876م. لم يتزوج، ويقال أنه كانت له بعض العلاقات الغرامية مع نساء متزوجات.

في جنازته، عزفت، إلى جانب لحن القداس الجنائزي، بعض ألحانه الميلودي من آخر أعماله، أوبرا "إي بوريتاني".

"جايتانو دونيزيتي"، مؤلف أوبرا إيطالي، ولد في "بيرجامو"، "لوباردي"، عام 1797م. أصغر ثلاثة أولاد. من عائلة فقيرة غير موسيقية. والده كان يعمل في مكتب رهنيات. تعلم دونيزيتي على أيدي "سيمون ماير"، الموسيقى الألماني الذي كان يقود الفرقة الموسيقية بكنيسة "بيرجامو" عام 1802م.

بورتريه لدونيزيتي.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/bf/Gaetano_Donizetti_%28portrait_by_Giuseppe_Rillosi%29.jpg

لم يكن دونيزيتي يجيد الترتيل في صباه، لكنه كان أول التلاميذ الذين يحصلون على منحة كاملة لدراسة الموسيقى في "بيرجامو". تعلم هناك فن الفوجا والطباقي، وهي صيغ موسيقية مختلفة. هنا أيضا، بداية طريقه في التأليف الأوبرالي.

"دونيزيتي"، كان في البداية يتتبع خطى "روسيني". لكنه بعد ذلك، بدأ يتخذ أسلوبا خاصا به، خصوصا في أوبراته التراجيدية والكوميدية. في بعض الأحيان، كان يضيف مقطعا هنا أو لحنا عذبا هناك، لكن دون مساس بوحة بناء الأوبرا. أشهر أعماله الجادة، "آن بولين"، "لوكريزيا بورجيا"، "لوسيا دي لاميرمور"، "لا فافوريتا".

قصة أوبرا "لوسيا دي لاميرمور" مأخوذة من رواية "عروس لاميرمور" للشاعر الاسكتلندي السير "والتر سكوت". مليئة بالمواقف العاطفية والألحان الميلودي.

ماريا كالاس تغني لحن من أوبرا "لوسيا دي لاميرمور" ل"دونيزيتي".
http://www.youtube.com/watch?v=7fwRXgKwH8Y


أوبرا "لوكريزيا بورجيا"، عندما عرضت في كاثيدرائية بطرسبورج أمام القيصر، كان أحد مقاطعها يُطلب إعادته 20 مرة.

ماريا كالاس تغني مقطع من "لوكريزيا بورجيا" ل"دونيزيتي".
http://www.youtube.com/watch?v=8zkoAKByKlg

مقطع من "لا فافوريتا"، غناء "جوليتا سيميناتو"، ل"دونيزيتي".
http://www.youtube.com/watch?v=NJvSEsUdILk

أوبرا "لا فافوريتا"، بشخصياتها الرائعة، تعتبر أفضل أعماله. لحن "دونيزيتي" فصولها الأربعة فيما عدا أغنية واحدة، في مدة ثلاث ساعات. أوبرا "دون باسكال"، لحنها في ثمان ساعات.

الموسيقى في "دون باسكال"، بهيجة متألقة، والقصة مسلية. تصور ال"دون باسكال"، الأعزب العنيد الساذج، عندما كان يبحث عن الزواج السعيد، ووقوعه في الشرك المنصوب له.

المقدمة الموسيقية ل"دون باسكال". قائد الأركسترا العظيم توسكانيني سنة 1943م.
http://www.youtube.com/watch?v=rslqfEtj9n0

كما لا يجب أن ننسى الأوبرا الكوميدية القصيرة "لإليزير دامور"، لأنها هي الأخرى مليئة بالألحان العذبة.

أداء رائع ل"لوشيانو بافاراتي" يغني لحن عذب من "لإليزير دامور" ل"دونيزيتي".
http://www.youtube.com/watch?v=Fh2Vh8jwyQA

"أدينا"، أجمل وأغنى عذراء في القرية، تبدو مترددة ومتقلبة. حبيبها الخجول "نيمورينا"، لا يعرف كيف ينول رضاها. مشاهدته لزير النساء الرقيب "بيلكور" وهو يغازل حبيبته، جعلته في منتهى اليأس.

ثم نسمع صوت البوق، يعلن عن قدوم العربة الذهبية إلى ميدان القرية. يجلس داخل العربة على كرسي مذهب، محاط بالأوراق والزجاجات، الدكتور الدجال "دولكاميرو"، بملابسه الفاخرة.

يخاطب الدكتور الدجال فضول الفلاحين الذين تجمعوا حوله، يخبرهم بأنه أحضر لهم العلاج الناجع الشافي المعافي لكل الأمراض. هذا الدواء لا يشفي كل الأمراض فقط، لكنه أيضا يعيد الشباب للكهول، يجفف الدموع، ويذيب التجاعيد ويمحو الشيب. كما أنه يحتوي على مادة "إكسير الحب"، التي تمنح الشباب القوة لكسب قلوب العذارى العاصيات المتمنعات.

المسكين "نيمورينا"، يقترب بفضول شديد لمعرفة المزيد عن هذا الإكسير العجيب. يطمئنه الدكتور النصاب، ويخبره أنه دواء مجرب، مفعوله أكيد، ويبيعه زجاجة، مقابل كل ما تبقى لديه من نقود. يشرب "نيمورينا" الزجاجة، وينال رضاء وقلب المحبوبة "أدينا".

من الصعب معرفة أي الأوبرات، التي تصنف على أنها من المدرسة الروسينية، أفضل من الباقي. لأن كل منها يحتوي على ألحان موسيقية عذبة، ترضى كل الأذواق.

في عام 1843م، ظهر عليه مرض الزهري وأصيب بمرض نفسي واكتئاب. ذهب للعلاج في باريس عام 1845م، وكان يقوم بزيارته الموسيقار "فيردي". لكنه عاد ثانية إلى بيجامو مسقط رأسه. كان يهيم على وجهه، أثناء هذيانه، يقول: "مات المسكين دونيزيتي". بعد عدة سنوات، توفي عام 1848م.
كتب "دونيزيتي" 63 أوبرا. وكان يعمل بصفة مستمرة، قبل أن يفقد عقله. إلى جانب أعماله الأوبرالية، ألف أيضا موسيقى دينية ورباعيات وترية وبعض أعمال للأوركسترا. أخوه الأكبر "جوزيبي دونيزيتي"، كان يعمل موسيقي في بلاط السلطان العثماني محمود الثاني(1808-1839م).
رباعية وترية رقم 17 لدونيزيتي.
http://www.youtube.com/watch?v=E0Waxn7cMyo

في المقال القادم سوف نستعرض موسيقى وحياة الموسيقار العظيم فيردي، مؤلف أوبرا عايدة، فإلى اللقاء إن شاء الله.
[email protected]



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الموسيقى الغربية – روسيني
- قصة الموسيقى الغربية – سيبونتيني
- قصة الموسيقى الغربية – كيروبيني
- لماذا المصالحة على الدستور؟
- قصة الموسيقى الغربية - الأوبرا
- الفن – الحديث
- الفن - الرمزي
- الفن - جوجان – سيزان
- الفن - ما بعد التأثيرية(فان جوخ)
- الفن التأثيري
- الفن الفرنسي – القرن 19
- الفن الفرنسي – القرن 18
- الفن الفرنسي – البداية
- الإخوان وحكم مصر
- الفن الإنجليزي – القرن 19
- الفن الإنجليزي – كونستابل - تيرنر
- الفن الإنجليزي – جينزبورو
- الفن الإنجليزي – رينولدز
- الفن الألماني – هانس هولباين
- الفن الألماني – دورير


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصة الموسيقى الغربية – بيليني-دونيزيتي