أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - عندما تعجز السياسية يتكلم القلم














المزيد.....

عندما تعجز السياسية يتكلم القلم


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
بالفطرة تعلم الإنسان الكلام وأخترع الحرف وأمسك بالقلم وتعلم الكتابة, وعبر عن نفسه بلغات مختلفة فرضتها الطبيعة, وبلا إرادة وجدت مكانة الحوف التي تعبر عن ذاته واعماقه وشكل الحرف ونبرة الكلام للتعبير عن نفسه وحقوقه وقضاياه, شرّع القوانين من البيت الى القرية والمدنية فالدولة بأعراف ودساتير, فيما حاربته إنظمة الدكتاتوريات والإستبداد التي لا تعطي الحق الاّ للحاكم ويحرم الأخرين من الرأي وتمنع حرية الإتصال, وجوهر التواصل بين المجتمعات لإيصال الأيدلوجية أعلام عن حقائق تعبر عن رأي يراد نقله للأخر لتحقيق الأهداف, وفي عصر الإتصالات والمواصلات له تأثير طاغي يصعب تجنبه, يصنع الرأي ويؤثر على العقول بيغير توجهات الأشخاص, ولم يعد فقط ناقلاً للحدث بل يشترك او يكون صانعه وسلاح ذو حدين, قادر على ان يقدم الشعوب للأمام بصفته التنويرية الإنسانية, أو يعيدهم للتراجع والإنغلاق والظلامية والتحجر, وحمل العدائية والتلاعب بمقدرات الشعوب ونواياها الوطنية والإنسانية. الإعلام في عصرنا أسرع الوسائل في توسيع الحدود الإدراكية, يقف بالمنتصف من التنوير والتصحيح وبين الضياع الفكري والخواء الوجداني . الشعوب اليوم تعاني من ضغوط هائلة من ألاف الشاشات الملونة والصحف والصفحات الالكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي والإعلانات المستهدفة لها, أدواته اخطر من الإسلحة بالتأثير والإنتشار وتبدأ او تنتهي بقرار سياسي, او يبدأ ويتنهي بها القرار السياسي, قوة اصبحت اكثر فتكاً من البندقية والمدفع التي تصيب الأعضاء ولا تحدث الموت احياناً, ولكن الإعلام موجه للعقل يدخل من السمع والبصر والتشوه العقلي أشد ضرراً من التشوه الجسماني, حرب ناعمة لا يُدرك مداخلها وسبل مقاومتها. للإعلام في العصور الحديثة مدارس وماكنة ضخمة تدير حروبها النفسية مؤوسسات كبيرة بعضها قذرة جداّ تحاول تغيير البوصلة الفكرية نحو الشذوذ والإنحراف والتعامل بالسلبية دون وعي , وكما قال(غوبلر) الإعلامي النازي (( أعطني اعلاماً بلا ضمير, أعطيك شعب بلا وعي )) , ولكن حقيته أقدس المهام في صناعة الوعي والتعريف بالحقوق وسلطة رابعة رقيبة على السياسات والمؤوسسات, ينقل الحقائق بعيد عن التضليل صادق مع نفسه وجمهوره لا يتلاعب بالأساليب, وسيلة سامية لهدف نبيل ومن يفقد فيه ضميره يفقد شرفه المهني والإنساني, وينحرف تجاه إتباع المكر والخداع ودهاء السياسة وترك جوانب توعية المجتمع.
مهنة الإعلام في العراق تسودها الضبابية والتشويه وشراء الأقلام والذمم, بسبب حلقة مفقودة في المجتمع لم تتكامل سلسة التعرف بالحقوق الأنسانية ومفاهيم الديموقراطية, طاردها الإرهاب ومخالب الطائفية والأموال وضيق العيش ومطالب العائلة, أثرت على المعلومة وأعطت منطلقات مختلفة, يوازي ذلك تحديات كبرى من الترغيب والترهيب, وهذا ما يدعي وجود حصانة ومقومات وتخطيط ستراتيجي لمعالجة الأزمات الشخصية التي يعاني منها الإعلامي كونه احد اعضاء المجتمع, من فقدان الشعور بالإنتماء نتيجة كم الأفكار الموروثة والوافدة والفساد الذي أصبح من الطبائع الاجتماعية ويشجع عليها كتقليد إحترام المال والثراء ومقاييس السمو بالمال والجاه والسطوة والقوة, سواء كانت مشروعة او بالغش والكذب, في وقت يفتقد السكن وتقل فرص العمل والبيئة المناسبة لتوحيد الخطاب والكلمة الصادقة, البعيدة عن التأثيرات والمعوقات, وتجعل الإعلامي كبقية أفراد المجتمعات متفرغ لأداء مهمته بحماية وحصانة كاملة ومشروعه الدفاع عن وطنه وشعبه, يصان مستواه المعيشي وتمكينه الوسائل التي تضمن حريته وأستقلالية تفكيره, ودوره كمقاتل مجهول من تشخيص وإنتقاده بناء يضع اليد على الجراح وتثقيف المجتمع للدفاع عن الوطن ووحدة الكلمة, ويشعر كل مواطن رغم معاناته بالإنتماء الى وطنه وإنه اروع واجمل الأوطان.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخارج يصادر حقوق الداخل
- عودة مدحت المحمود للولاية الثالثة
- المبادرة الروسية وجنيف2 وأهداف ما بعدها
- قوة العراق تفاجيء العالم
- كواليس القادة السياسين
- الرشد السياسي للحكيم و القنبلة الموقوتة
- تطورالتأثير الشعبي على القرارات الدولية
- مدارسنا سجون وعطلتها عيد
- كارثة الطائرات المسيرة
- التاريخ يسجل لك ويسجل عليك
- أدبيات حكام الإرهاب
- الشرف الوطني ... هل تثبته الوثائق والنصوص ؟
- بين الملا والولاية الثالثة البعث ينهض من جديد
- مرحلة صراع دولي لا تحتمل الخطأ
- دين الإرهاب والفساد يغتالنا
- العرب يحرقون تاريخهم
- من سياسة البوليسية الى سياسة اللصوصية
- الأرهاب والفساد حليفان متلازمان
- بغداد لا ترتمي في حضيرة السفاحين
- الهجرة أمل الشباب


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - عندما تعجز السياسية يتكلم القلم