من المستفيد من تهجير السنة في الجنوب !!

الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 14:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

من المستفيد من تهجير السنة من الجنوب !!
غابت كثيرا علينا الجهات المستفيدة من الفوضى الدموية في العراق دون ان نمحص وندقق الاطراف المستفيدة وغاياتها . وبقينا نلتزم الصمت خوفا من الانزلاق دون ان نضع النقاط على الحروف فخانتنا الكلمات مع اننا في صميم الانزلاق وعلى ابواب الهاوية ان لم نكن قد دخلناها فعلا !!

لا يخفى الامر على احد ان الصراع السني الشيعي ازداد شدة وعنفا في هذه الايام وقد استغلت جهات اقليميه هذه الورقة بل لعبت على اوتارها لأضعاف المجتمع العراقي وتقسيمه" وتلك التفسيرات لم تمنع فكرة كون الشيعة هم الاكثر اضطهادا وبؤسا طيلة عقود من الزمن خصوصا عندما يكون الحاكم والسلطان ليس على هوى ال محمد ، مما يجعله يصب جم غضبه وظلمه على اتباع المذهب الشيعي ويبدو ان ضريبة حب ال البيت كان يدفعها العلويين بتعاقب الطغاة على مقاليد الحكم "

ثم استلم العلويين الحكم في العراق وازداد اضطهادهم ايضا ، فتعرضوا للقتل والابادة اضعاف ما تعرضوا له في ايام الطغاة مما نفسر ان الايادي التي قتلت علي واولاده هي ذاتها التي قتلت الصدرين والحكيم والاف الشيعة اليوم ، وكل هذا الاضطهاد والشيعة لازالوا مواظبون على وحدة العراق واهله رغم كل هذه الدماء التي سفكت من ابناء جلدتهم "

الموقف صعب ولكن علينا ان نعض على الجراح لنكشف دناءة وحقارة لك الايادي الملطخة بدماء الشهداء والمصرة على قتل الناس الابرياء عشوائيا فقط لانهم شيعة !!

من هذه المقدمة نرى ان هنالك مسلسل دموي خطط له في الخارج رغم ان ادواته في الداخل وما يحصل للسنة من تهجير من الجنوب الا بداية لهذا المنعطف الخطير الذي احبكت كل خيوطه في اثارة النعرات الطائفية واللعب على اوتارها من اجل ان يدخل الجميع في شباك المؤامرة ، لهذا علينا ان ندقق جيدا في هذه الايادي الخطيرة قبل اطلاق التهم جزافا لان هذه الايادي ليست خطرا فقط على اهل السنة بل ان الشيعة ضاقوا مرارتها وقسوتها كثيرا "

لا استبعد ان هنالك اطراف سنيه له علاقة بالتهجير الاخير لتبرر جرائم القاعدة والمجرمين ضد الشيعة وما تصريحات متحدون الاخيرة الا دلائل واضحة على تورط تلك الاطراف ، فأن امتناعها عن توقيع وثيقة السلم الاهلي والاجتماعي في العراق قبل توقف عمليات تهجير السنة ينم عن موقف مريب لا يتخطاه الشك دون تبرير لهذه التصريحات " فلماذا لا يشترطون الشيعة ذات الموقف في وقف تهجير الشيعة وقتلهم في مناطق حزام بغداد رغم انها اشد ضراوة واكثر انتهاكا !!
عندما نبرر لاحد جرمه ونشجب فعل اخر ندخل في عين النفاق ، لان القتلة هم نفسهم الذين هجروا الشيعة بالأمس من حزام بغداد هم نفسهم يهجرون السنة من الجنوب !! مع انني لا انكر ان ما حدث من تهجير لعشيرة السعدون امر لا يمكن تجاهله لان تداعياته الخطيرة تضع الشيعة والسنة وقياداتهم ومسؤولياتهم امام مواجهات وتحديات خطيرة .

بعد ان وضعنا بعض النقاط المهمة في توضيح هذه الحالة رغم اننا كما قلنا غابت علينا الجهات المستفيدة لأننا ايضا ممن وقع في شرك المؤامرة الا اننا نطمح ان يسمعنا الاخوة من الطرفين واخذ المبادرة القيمة في وثيقة الشرف من اجل السلم الاهلي كي تغرس القيم الاخلاقية والاجتماعية النبيلة في نفوس افراد المجتمع وتوعيتهم حتى يسهم ايجابيا في تقوية ارادتهم وزيادة حماسهم ومشاعرهم الوطنية والانسانية في ردع ومقاومة الاعمال الاجرامية التي تقترفها العصابات الارهابية المسلحة بحق المواطنين الابرياء من هذا الطرف او ذاك.

كما يعد اشعار الناس بقوة القضاء وفاعلية الاجهزة الامنية العراقية والاشادة بها بضرورة مشاركتهم في الحد من الجرائم ودورهم المهم في كشف تحركات الجناة والطغاة والقضاء عليهم في غاية الاهمية لان الاجهزة الامنية ستغلق جميع الابواب امام الارهابين وتقطع دابر الجريمة وانتشارها :

واخيرا نوجه كلامنا لأهلينا في الناصرية بضرورة التلاحم مع قوات الامن ومؤازرتها لكشف خيوط المؤامرة التي بدأت تنضج في محافظتنا الامنة فمنذ ان دخل الارهاب مدينتنا برزت هذه الجرائم من قتل وتفجير وتهجير .. وايضا على مدير الشرطة التعاطي بمهنيه عالية مع الظروف الاخيرة وعدم اطلاق التصريحات الواهنة كيلا تستغلها قنوات التحريض كقناة بغداد والبغدادية لتفهم ان السنة في الناصرية يذبحون وقوات الامن يتفرجون !!
سلاما على الناصرية وعلى اهلها وصلاتنا من اجل ان يعم السلام والامن عموم عراقنا الحبيب وان تعود الفرحة لبيوتنا مجددا ...

#الاء_حامد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات