أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى -الضَّرْبة-.. ومعنى -المبادرة-














المزيد.....

معنى -الضَّرْبة-.. ومعنى -المبادرة-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الأزمة السورية" هي الآن كالذي يُشَدُّ بقوَّة للسَّيْر في اتِّجاهٍ (أو مسارٍ) من اتِّجاهيْن متعاكسين: "اتِّجاه الضَّربة" و"اتِّجاه المبادرة".
وإنَّ غالبية خصوم ومناوئي ومعارضي بشار الأسد (وحكمه) يَقِفون (صراحةً أو ضِمْناً) مع "الضَّربة"، وضدَّ "المبادرة"؛ فلماذا؟
لأنَّهم يريدون "تغييراً على الأرض" يزيل، أو قد يزيل، من طريقهم إلى إطاحة حكم بشار (بالقوَّة) كثيراً من العقبات؛ و"الضربة"، لا "المبادرة"، هي التي تعدهم، على ما يحسبون، بهذا "التغيير".
والدليل على ذلك نَعْثُر عليه في إجابتهم، لو أجابوا، عن السؤال الآتي: أَيُّهما الأفضل لكم، نَزْع "أنياب الأسد الكيميائية"، أيْ تجريده من "ترسانته الكيميائية (والبيولوجية)"، من طريق "المبادرة (أو المُقْتَرح)" التي أعلنها لافروف، وما يمكن أنْ تتطوَّر إليه، في مجلس الأمن على وجه الخصوص، أم ضَرْب الأسد عسكرياً بما "يُعْجِزَه"، و"يردعه"، عن استخدام "ترسانته الكيميائية (التي بقيت في الحفظ والصَّوْن)" ضدكم، مرَّة أخرى؟ إجابتهم، التي أَفْتَرضها وأتوقَّعها، هي: "الضَّربة".
إنَّ "الضَّرْبة"، ومن الوجهة العسكرية الصَّرف، لن تكون بما يسمح للولايات المتحدة (أو غيرها) بالسَّيطرة (الآمنة) على "المخزون الكيميائي (لبشار)"؛ كما لن تكون بما يجعلها سبباً لكارثة كيميائية (كبرى). وهذا إنَّما يعني أنَّ "المخزون الكيميائي" يجب أنْ يظل بمنأى عن "الضَّربة"، وبمنأى عن أيْدٍ غير الأيدي التي تُمْسِك به الآن (أيدي حُكُم بشار).
و"الضَّرْبة"، إذا ما "نجحت (عسكرياً)"، يمكن أنْ تتمخَّض عن تدمير (وإعطاب) كل ما يَسْمَح تدميره بإعجاز بشار الأسد (عسكرياً) عن استخدام "ترسانته الكيميائية" ضدَّ شعبه، مرَّة أخرى. وهذا إنَّما يعني تدمير أسلحة ومعدات عسكرية، مِنْ شأن تدميرها، أنْ يُغَيِّر "الواقع العسكري الميداني" بما يُمكِّن مقاتلي المعارَضَة من جَنْيٍّ سريع لمكاسب عسكرية (ميدانية) مهمَّة، فيُطيحون بالقوَّة حُكْم بشار الأسد، أو يتهيَّأ لهم من الظروف والأسباب ما يفضي إلى مفاوضات، تنتهي، سريعاً، بـ "حلٍّ سياسي"، ينتهي فيه، وبه، هذا الحُكْم.
إنَّ مصلحتهم تقضي بتأييد ضَرْبة من هذا النوع؛ ضَرْبة تُبْقي على "الترسانة الكيميائية"؛ لكنَّها تُضْعِف القوى العسكرية لبشار، بما "يُعْجِزه"، و"يردعه"، عن استخدام هذه الترسانة، مرَّة أخرى، وبما يُحْدِث هذا التغيير في "الواقع العسكري الميداني"؛ و"النتيجة" ستكون أفضل لو زُوِّدت المعارَضَة أسلحة ومعدات عسكرية أكثر وأفضل نوعيةً.
"الضَّرْبة"، مع ما يمكن أنْ تتمخَّض عنه من "نتائج (سوريَّة داخلية، أو إقليمية، أو دولية)"، قد يَذْهَب كثيرٌ منها بما تَوقَّعته أطراف الأزمة، أو الصراع، وبما توقَّعته إدارة الرئيس أوباما على وجه الخصوص، كانت هي المسار الذي للمعارَضَة مصلحة حيوية في أنْ تسير الأمور فيه؛ لكنَّ المعارَضَة أخطأت الخطأ الذي طالما حذَّر لينين الثوار من الوقوع فيه، ألا وهو خطأ أنْ يَنْظُر الثوار إلى ما يرغبوا فيه، أو عنه، وإلى آرائهم ووجهات نظرهم ومواقفهم وتوقُّعاتهم..، على أنَّه، أو أنَّها، "الواقع الموضوعي (نفسه)". والثوار لا يُدْرِكون هذا "الخطأ"، ووقوعهم فيه، إلاَّ عندما يرون "النتائج (العملية الواقعية)" تَذْهَب بـ "توقُّعاتهم (كلياً، أو جزئياً)".
أمَّا السَّيْر في مسار "المبادرة" فهو سَيْر طويل، وطويل جدَّاً؛ ولا يعني بدء السَّيْر فيه، عملياً، إلاَّ بقاء بشار مُحْتَفِظاً بـ "مخزونه الكيميائي (والبيولوجي)"، كلياً، أو جزئياً، وزمناً طويلاً، ومُحْتَفِظاً، أيضاً، بسائر قواه العسكرية، ومنها تلك التي تُمكِّنه من استخدام السلاح الكيميائي مستقبلاً. ويعني أيضاً اكتساب بشار مزيداً من القوَّة العسكرية والسياسية، وتَعاظُم شأن ونفوذ حلفائه الإقليميين والدوليين، وازدياد الضعف العسكري والسياسي للمعارَضَة؛ فـ "الضَّربة"، وبدعوى "إقناع" بشار بنزع "ترسانته الكيميائية"، وبالمضي قُدُما في نزعها، ستُحْذَف من "جدول الأعمال"، والمعارَضَة لن تحصل على ما تحتاج إليه من سلاح.
ويكفي أنْ يرى بشار كل هذه "الثمار الطَّيبة" حتى تتضاءل، لا بَلْ تنعدم، لديه الحاجة إلى استعمال غاز السَّارين مرَّة أخرى؛ فـ "الغوطة"أعطت، أخيراً، تلك الثمار التي كان يأملها.
بشار لم يحفظ لأوباما ماء وجهه إذْ تجاوز خطه الأحمر وارتكب جريمته الكيميائية المروعة في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، فسار، مُكْرَهاً، في مسار الضَّرْبة؛ وقد يعود أوباما إلى السَّيْر، مُكْرَهاً، في هذا المسار إذا لم يُعْطِه بوتين وبشار "إنجازاً" متَّصِلاً بـ "المبادرة" يحفظ له ماء وجهه.
إذا لبَّيا له هذه الحاجة، فلن يشق عليه، عندئذٍ، أنْ يَجِد "الطريقة المناسبة" لتخليه عن السَّيْر في "مسار الضَّربة"، وسَيْرِه حثيثاً في "مسار المبادرة"، مُضخِّماً هذا "الإنجاز"، ومُصوِّراً له على أنَّه ثمرة "التهديد بالضَّربة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مبادرة- تقول لبشار: سَلِّمْ تَسْلَمْ!
- أوباما.. ما بين -الذرائعية- و-السببية-!
- المدافعون عن -هولوكوست الغوطة-!
- -الغوطة-.. دَرْسٌ في السياسة الدولية!
- أخطر ما تمخَّض عنه -جَدَل الضَّرْبة-!
- قبل ساعات من الضربة!
- -الفقر- و-وعي الفقر-.. -الطاغية- و-شيخ الطاغية-!
- تفجير طرابلس!
- -الثورة المصرية-.. ظواهر ميدانية تطلب تفسيراً
- الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات
- التناقُض المُدمِّر لثورات -الربيع العربي-!
- في -الإشكالية الدستورية- المصرية
- في -الفاشية- و-البلطجة-!
- -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!
- هذا ما بقي لإنقاذ مصر!
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معنى -الضَّرْبة-.. ومعنى -المبادرة-