أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - تفجير طرابلس!














المزيد.....

تفجير طرابلس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الهدف" ليس هو "الهدف نفسه"؛ فالمسؤولون عن التفجير الإرهابي الوحشي الرَّهيب في مسجدين (للسنَّة) في مدينة طرابلس شمال لبنان، والذي كان لجهة خسائره البشرية الكبيرة مجزرة ارْتُكِبَت في حقِّ مُصلِّين، في المقام الأوَّل، لم يكن هدفهم الحقيقي تدمير هذين المكانين، أو قتل هؤلاء الناس، ولا حتى قتل شخصيتين دينيتين (سنيَّتين) مهمتين كانتا في المسجدين عند وقوع التفجير (أو التفجيرين). هدفهم الحقيقي إنَّما كان كامناً في النتائج والعواقب التي توقَّعوا أنْ تترتَّب على التفجير وهَوْله؛ وطرابلس، على ما نَعْلَم هي بؤرة لصراعٍ دائم ومستمر (كثيراً ما تتخلله أعمال عنف متبادلة) بين منطقتين من المدينة، إحداهما سنِّية، تؤيِّد الثورة السورية، والأخرى علوية، تؤيِّد حكم بشار الأسد.
ولطرابلس الآن أهمية جيو ـ إستراتيجية في الصراع السوري؛ فهي محاذية لمناطق سورية، يشتد ويعنف فيها الصراع الذي يريد له جيش بشار ومقاتلو "حزب الله" الموجودين على هيئة مقاتلين في هذه المناطق، والذين لهم معاقل في مناطق لبنانية قريبة، أنْ يؤسِّس، جغرافياً وديمغرافياً، لدولة الساحل (السوري) العلوية، التي تتَّصِل، أيضاً، بمناطق علوية وشيعية في لبنان.
ولولا هذه الأهمية الجيو ـ إستراتيجية لطرابلس في الصراع السوري، ولو كانت الغاية الأساسية هي إشعال فتيل صراع طائفي في لبنان بين السنَّة والشيعة، لاتُّخِذَت مساجد (للسنَّة) في بيروت (أو في صيدا) مسرحاً لتفجيرات كهذه.
هل من صلة سببية بين ما وَقَع في طرابلس وبين أحداث أخرى؟
في الإجابة، يمكن أنْ نقول إنَّ ثمَّة صلة سببية بين تفجير طرابلس وبين المجزرة الكيميائية التي ارتكبها بشار الأسد في الغوطة الشرقية في دمشق؛ كما يمكن أنْ نقول إنَّ لتفجير طرابلس صلة سببية بالتفجير الإرهابي الوحشي الذي وَقَع في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي هي معقل لـ "حزب الله".
الذي ضَرَب في طرابلس إنَّما كان يريد إشعال فتيل حرب طائفية في لبنان بين السنَّة وبين العلويين (أيْ علويي طرابلس) والشيعة، والزَّج بلبنان، من ثمَّ، في أتون الصراع السوري، والذي لوَّنه بشار الأسد، في المقام الأوَّل، وابتداءً، باللون الطائفي الكريه.
لكن، مَنْ ذا الذي ضَرَب في طرابلس؟
لن أتَّهِم "حزب الله" بالمسؤولية (أو بالمسؤولية المباشِرة) عن تفجير طرابلس؛ لكنني، في الوقت نفسه، أرى في قول أمينه العام حسن نصر الله، بعد تفجير الضاحية الجنوبية، إنَّ "التكفيريين (وهُمْ جماعة من السنَّة) الذين ضربوا في الضاحية الجنوبية (الشيعية) سيضربون عمَّا قريب في أماكن لبنانية أخرى غير شيعية (قد تكون مناطق سنيَّة أو مسيحية..) لأنَّهم ليسوا أعداء للشيعة فحسب".
لن أتَّهِم؛ مع أنَّ هذا "التوقُّع" لحسن نصر الله يمكن فهمه وتفسيره على أنَّه "أكثر من تَوقُّع"؛ ومع أنَّ لصاحب هذا "التوقُّع" مصلحة في إثبات وتأكيد صدقية وقوَّة وواقعية "توقُّعه"؛ وها هو تفجير طرابلس يُثْبِت ويؤكِّد ذلك.
وإنَّه، في المقابل، لأمْرٌ وجيه أنْ "أتوقَّع" أنَّ الذي ضرب في طرابلس أراد تأسيس صلة ما (في أذهان أهل طرابلس على وجه الخصوص) بين ضربته وبين هذا "القول ـ التوقُّع" لحسن نصر الله؛ فالحيطة والحذر!
وإنَّه لخطأ فادح في التقدير أنْ يقول قائل إنَّ التفجير في طرابلس يمكن أنْ يردع "التكفيريين" عن تكرار ضرباتهم في الضاحية الجنوبية، أو في مناطق شيعية أخرى، على افتراض أنَّهم هُمْ المسؤولون عن التفجير الأخير في هذه الضاحية.
افْتَرِضوا معي الآن أنَّ إسرائيل (أو غيرها من القوى التي لها مصلحة في أقْلَمة البُعْد الطائفي للصراع السوري) هي التي ضربت في الضاحية الجنوبية؛ فلماذا لم يُوجِّه حسن نصر الله إصبع الاتِّهام إلى "الموساد" الإسرائيلي مثلاً؟
لم يَفْعَل ذلك، هذه المرَّة؛ لأنَّ له مصلحة أكبر وأهم الآن في تبرير قتال مقاتليه مع جيش بشار في داخل سورية، وفي المناطق السورية المحاذية للبنان على وجه الخصوص؛ ولقد قال، من قبل، وفي معرض تبريره تورُّطه العسكري في الصراع السوري، إنَّه أرسل مقاتليه إلى داخل سورية حتى يَقي الشيعة في لبنان شرور حرب تشنها عليهم "الجماعات التكفيرية (السنِّية)".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الثورة المصرية-.. ظواهر ميدانية تطلب تفسيراً
- الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات
- التناقُض المُدمِّر لثورات -الربيع العربي-!
- في -الإشكالية الدستورية- المصرية
- في -الفاشية- و-البلطجة-!
- -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!
- هذا ما بقي لإنقاذ مصر!
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!
- لماذا الماركسي لا يمكن أنْ يكون -ملحداً-؟
- -الإسلام السياسي-.. -حقيقة- تَعرَّت من -الأوهام-!
- طريقكَ إلى الثراء في الأردن.. جريسات مثالاً!
- عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - تفجير طرابلس!