أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا ما بقي لإنقاذ مصر!














المزيد.....

هذا ما بقي لإنقاذ مصر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
الخامس عشر من آب (أغسطس) 2013، كان يوماً فاصِلاً في تاريخ مصر؛ فكل شيء في حياة المصريين اختلف، في هذا اليوم؛ ولن يمضي وقت طويل حتى يَجِد المصريون أنفسهم (وغير المصريين من المعنيين بما يحدث في مصر) مضطَّرين إلى النَّظر والرؤية بعيون مختلفة؛ إنَّ مصر، بدءاً من هذا اليوم، لن يحكمها (بمعنى الحكم الفعلي الحقيقي) لا العسكر بزعامة السيسي، ولا مرسي (وحزبه، وجماعته، وتياره). لقد تساوى "الطرفان" عجزاً في حُكْم مصر، فتحوَّل عجزهما هذا إلى "استطاعة" في طرفٍ ثالث، هو "العدو اللدود" لمصر، وشعبها، وثورتها؛ وهذا "الطرف الثالث"، الذي سيحكم مصر، ويتحكَّم فيها، من الآن وصاعداً، إنَّما هو "الفوضى المُدمِّرة"، و"القلاقل (والاضطِّرابات)"، و"العنف والعنف المضاد"، و"الانقسام الشعبي الواسع والعميق" بين "شعب" السيسي و"شعب" مرسي، والذي سيُخالطه انقسام طائفي بغيض كريه بين أقباط مصر ومسلميها.
و"الإنقاذ" الآن يجب أنْ يأتي سريعاً، وسريعاً جدَّاً؛ ولن يأتي إلاَّ من الطريق نفسها؛ فالجيش (أو المؤسسة العسكرية) ينبغي له أنْ يُسْرِع في عَزْل السيسي، مع مجموعته الحاكمة من العسكريين والمدنيين، مُبْقياً على الرئيس المصري المعزول (مرسي) معزولاً، وأنْ يؤسِّس لمرحلة انتقالية جديدة، فيها من العناصر السياسية (وغير السياسية) ما يسمح بإعادة اجتذاب المصريين جميعاً إلى خيار الاحتكام إلى "صندوق الاقتراع"؛ فإمَّا أنْ يذهب السيسي، وإمَّا أنْ تذهب مصر؛ فلا خيار، بعد ذاك اليوم الفاصِل، إلاَّ هذا الخيار.
كل المبادرات والوساطات المصرية، والعربية، وغير العربية، لن تجدي الآن؛ فلا يوم يَجُبُّ يوم الخامس عشر من آب (أغسطس) 2013 إلاَّ اليوم الذي يتدخَّل فيه الجيش، مرَّةً ثانيةً وأخيرةً، فيَعْزِل السيسي، ومجموعته، مؤسِّساً لمرحلة انتقالية جديدة.
الصراع الآن في مصر يُرْغِم المجموعة الحاكمة، التي بكل ما تختزنه من طاقة فاشية وحشية دموية فضَّت اعتصاميِّ "رابعة العدوية" و"النهضة"، على أنْ تُزيل بيديها كل فَرْق (استحدثته واصطنعته) بين ظاهرها وباطنها، وعلى أنْ تَظْهَر للمصريين، وللعالم أجمع، على حقيقتها "الانقلابية العسكرية"؛ فبعد "المجزرة" التي ارتكبتها، وما ترتَّب عليها من تبعات وعواقب وخيمة، أعلنت حالة الطوارئ؛ ولن يأتي "شَهْر الطوارئ" إلاَّ بما يشدِّد الحاجة لدى المجموعة الحاكمة إلى مزيدٍ من حالة الطوارئ؛ أمَّا "خريطة الطريق"، التي أكَّد السيسي، غير مرَّة، التزامه السَّيْر فيها حتى نهايتها، فلن تُتَرْجَم، عملياً وواقعياً، إلاَّ بتوسُّع وتعمُّق الحكم العسكري الفاشي الدموي في مواجهة عاقبته الحتمية، وهي الفوضى وأعمال العنف والقلاقل والاضطِّرابات، أو بانتخابات (برلمانية ورئاسية) زائفة، يَحْرُس الجيش والأمن المركزي..، صناديقها وطوابير الناخبين فيها ونتائجها؛ أمَّا نتيجتها الأهم (إذا ما أُجْرِيَت) فهي مقاطعة كتلة انتخابية ضخمة لها، والتأسيس لحكمٍ عسكريٍّ في باطنه، و"مدنيٍّ مُنْتَخَب" في ظاهره.
بعزلهم الرئيس المدني الشرعي المُنْتَخَب محمد مرسي، وحلِّهم مجلس الشوري، وتعطيلهم العمل بدستورٍ وافقت عليه غالبية الناخبين المصريين، قضى العسكر، بزعامة السيسي، على ثقة كتلة شعبية وانتخابية ضخمة بجدوى الانتخابات وصندوق الاقتراع؛ وبارتكابهم هذه المجزرة الوحشية سيَقْضون، إنْ عاجلاً أو آجلاً، على ثقة هؤلاء بجدوى "السلمية" في صراعهم السياسي؛ ولن يمضي وقت طويل حتى يشرع هؤلاء الضحايا يُعامِلون المجموعة العسكرية (والمدنية) الحاكمة، بزعامة السيسي، وحلفائها في "جبهة الإنقاذ"، وغيرها، على أنَّها مجموعة اغتصبت السلطة للقضاء على "الهوية الإسلامية" لمصر؛ ولكم أنْ تتخيَّلوا العواقب المترتبة على اجتماع هذه "الشرور الثلاثة" في حُكْم هذه المجموعة.
وإيَّاكم أنْ تظنوا أنَّ السيسي قد تفاجأ بعواقب وتبعات أعماله؛ فهو، أوَّلاً، ما كان له أنْ يحكم، ويعزل مرسي، إلاَّ بهذا "الغطاء الشعبي" المسمَّى "ثورة الثلاثين من يونيو"، وما كان له، من ثمَّ، أنْ يستمر في الحكم، ويوطِّد حكمه، إلاَّ بتلك "المجزرة"؛ فهذا الحاكم العسكري، مع القوى الطبقية والسياسية التي يُمثِّلها، عَرَف، منذ البداية، أنْ لا خيار لديه، إذا ما أراد أنْ يحكم، ويستمر في الحكم، إلاَّ أنْ يَضْرِب جذوره عميقاً في تربة الانقسام السياسي والشعبي المصري، وأنْ يَظْهَر أمام حلفائه من قوى سياسية وشعبية على أنَّه الحامي لهم من خطر "الأسلمة" الذي انطوى عليه حُكْم مرسي، وحزبه وجماعته وتيَّاره، والذي ضُخِّم كثيراً بما سمح له بالتحوُّل بين عشية وضحاها إلى الرجل الأقوى في مصر، والذي بقاؤهم من بقائه، وهلاكهم بهلاكه!
مصر اليوم يتنازعها مَيْلان متضادان: مَيْل إلى مزيدٍ من حُكْم العسكر، وتحكُّمهم في مجرى الصراع السياسي، ومَيْل إلى مزيدٍ من "الأسلمة" للمعارضة، وللصراع، بشعاراته وغاياته وقواه وقياداته وشخوصه؛ ولا ضحية لهذا الصراع بين خَصْميِّ "الدولة المدنية" إلاَّ مصر، بشعبها وثورتها ودولتها ومكانتها ودورها.
"الإنقاذ"، وعلى صعوبته الآن، والتي ستشتد وتَعْظُم مع مرور الوقت، يمكن، ويجب، أنْ يأتي من طريق ما يشبه الانتفاضة في داخل الجيش ضد السيسي ومجموعته العسكرية والمدنية، فيُعْزِل، وتُعْزَل معه، ويُؤسَّس لمرحلة انتقالية جديدة، يتواضَع فيها أطراف الصراع جميعاً على حسم صراعهم بواسطة "صندوق الاقتراع".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!
- لماذا الماركسي لا يمكن أنْ يكون -ملحداً-؟
- -الإسلام السياسي-.. -حقيقة- تَعرَّت من -الأوهام-!
- طريقكَ إلى الثراء في الأردن.. جريسات مثالاً!
- عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!
- السيسي أشعل فتيلها!
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!
- نقابة الصحافيين الأردنيين -بيت أبي سفيان-.. مَنْ يَدْخُله فه ...
- -العرب اليوم-.. أزمة صحيفة أم أزمة صحافة؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا ما بقي لإنقاذ مصر!