طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 01:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد القرار الشجاع والعادل للبرلمان البريطاني ، أختل ميزان القوى بأتجاه الحرب ضد سوريا الذي حشده الصهاينة ، وقد أعاد البريطانيون الرئيس أوباما الى صوابه وذكروه أنه هو من كان يتملق شعبه بالكف عن المغامرات الحربية التي أغرق آل بوش بها العالم ، فعاد الى إتزانه وصحا من السحر الصهيوني الذي أخذ به على حين غرة ، وقذف الكرة بملعب الكونكرس الأمريكي تماما ً كما فعل من قبله كاميرون ، وكانت ألمانيا من قبلهم قد أعلنت انها لن تشترك في أي ضربة على سوريا ، وبدت شعوب أوربا بأكملها بما فيها الشعب التركي ترفض منطق الحرب الذي لايجلب سوى الكوارث والآلام .
هولاند والمنزلق الخطير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرنسا بلد الثورة الكبرى التي أثرت بما جاءت به من مبادئ وحماس في أوربا وعرفت بالثورة الفرنسية ، نجدها اليوم تخطئ القياد وتتخذ قرارات هزيلة تبرزها وكأنها :
- فاقدة للديمقراطية بتبجح هولاند بضرب سوريا دون ان يعودالى شعبه ممثلا ً ببرلمانه كما فعل كاميرون في بريطانيا ثم الرئيس الأمريكي .
- بعد ان وجد نفسه وحيدا ً في ساحة لم يكن هو اللاعب الرئيس فيها أحس هولاند بفداحة الخطأ الذي ارتكبه ، لقد ادار وجه يمين وشمال فلم يجد أحدا ً مشهرا ً سيفه سواه وبدأ يخشى اول ما يخشى ردت فعل شعبه الذي سيستغرب مثل هذا الموقف ويسائله بشأنه ولهذا أضطر متأخرا ً لأطلاق تصريح خجول ومخزي لهولاند ولسمعة فرنسا ومكانتها الدولية ،قال هولاند :
( إذا لم يصوت الكونكرس الأمريكي مع ضرب سوريا فأنه لن يتخذ قرارا ً منفردا ) .
لقد أظهره تصريحه هذا بمضهر المتراجع عن كل الجعجعة التي أثارها سابقا ً ، كما بدى وكأنه لاقرار له ولفرنسا ، وأنه كان منقادا ًبأتجاه القرار الأمريكي ،وكان الأولى به أن يسبق كاميرون الى العودة الى البرلمان فيجنب نفسه وبلاده الوقوع بمثل هذا المأزق .
الديكتاتورية الدولية
ــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا نسمي ما يجري في العالم منذ أنفراد أمريكا بالساحة الدولية الى الأن ، وتملق اوربا لها وسيرها بمسارها دون رأي حر شجاع ، ماذا نسمي فرض امريكا وحلفاءها الحروب واسقاط الزعامات واثارة الشعوب على حكوماتها الرسمية ، حتى من دون تفويض دولي كما حصل في العراق من قبل ، هل يجوز لكل من يملك القوة ان يستعبد الآخرين ؟
انها ديكتاتورية على مستوى الدول وشريعة غاب عصرية مغلفة بدعاوى حقوق الأنسان والدفاع عن الحريات وما شابه ، ونتيجة ذلك خراب دول بكاملها ، وانتشار الأرهاب والفساد فيها ،وعدم استقرار المنطقة ،وربما ستثار حروب كبيرة غير مسيطر عليها .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟