أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر مسلم البكاء - المقاومة اللبنانية.. منازلات خالدة















المزيد.....

المقاومة اللبنانية.. منازلات خالدة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 11:49
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


موت وقتل وارهاب وتصارع داخلي وتفكيك دول وخراب بناها التحتية وتهجير اهلها وفساد وعمالة ودكتاتورية وتعسف ،هذا هو حال العرب اليوم ،ولكن الغريب انهم يلتقون في مؤتمرات ويتبجح البعض منهم، انه الواقع الذي يقاتل ويبذل الأموال من أجل استمراره ، مادام يرضي مصالح اسياده ،اولئك الذين يغدقون بلمسات الحنان عليه فيمدون نظامه بالبقاء !
الدول الكبرى وجدت احسن ملاعبها على ارضنا ، حيث انها بقليل من التدخلات والأوامر والتوجيهات ، ترسم ما يحلو لها من خرائط ، وما يختلف هنا في ارضنا ويعتبر شئ مميز ومن العجائب ، ان لدينا دائماً من داخل صفوفنا من يدفع اتعاب قتل ابناءنا وخراب دولنا !
يقول الشهيد الأول محمد باقر الصدر ( ان الأمة في حال تعرضها للهزيمة ،وفي حال فقدانها لأرادتها وعدم شعورها بوجودها كأمة تنشأ لديها بالتدريج أخلاقية معينة هي أخلاقية الهزيمة ،وهذه الأخلاقية تصبح قوة كبيرة جدا" بيد اعداءها ، صانعي هذه الهزيمة ، لأبقاء هذه الهزيمة وتعميقها وتوسيعها ويصبح العمل الشجاع تهورا" ، والتفكير في أمور المسلمين أستعجالا" ،والأهتمام بما يقع على الأسلام والمسلمين من مصائب وكوارث نوعا" من الخفة واللاتعقل .اخلاقية الهزيمة تصطنعها الأمة لكي تبررالهزيمة عندما تنهزم وتشعر بانها قد انتهت مقاومتها ، فتنسج بالتدريج مفاهيم غير مفاهيمها الأولى ،وقيما" واهدافا" ومثلا" غير القيم والمثل والأهداف التي كانت تتبناها في الأول ، لكي تبرر أخلاقيا" ومنطقيا" وفكريا" الموقف الذي تقفه ) .
واليوم وطيلة عصرنا الحالي الذي أحتلت فيه فلسطين عاشت الأمة أخلاقية الهزيمة بكل معانيها ،على الرغم من ثقلها الديموغرافي والعسكري والأقتصادي ،وقد عمّت هذه الأخلاقية حكامها المسيرين والذين هم بيادق تديرها الصهيونية العالمية من وراء الستار ،وفي حقيقة الأمر أن اكبر منجز حققه الصهاينة بعد احتلالهم فلسطين هو ليس أمتلاكهم أسلحة حديثة أو ربط مصالحهم الأستراتيجية بمصالح اكبر دولة في العالم اليوم ،على الرغم من أهميتهما ، ولكن في أمريين مهمين :
الأول - تعميق اخلاقية الهزيمة في نفوس العرب والمسلمون على أمتداد العالم الأسلامي واشاعة ان جيش العدو أسطورة لاتقهر وان على العرب والمسلمون ان يقبلوا بقسمتهم وينتظروا بين زمن وأخر أبتداء قضم اراضي عربية واسلامية جديدة تضاف الى الكيان الصهيوني وان يرضوا بالمكائد والدسائس التي تحاك ضدهم لأبقاءهم في الواقع المتخلف المزري الذي يعيشونه ،حيث أن قادت العدو يصرحون علنا" أنهم لايحتلون شئ من الأراضي العربية بل انهم قاموا بواجبهم بتحرير اراضيهم المنصوص عليها في خرافات التاريخ التي ابتدعوها هم ، وليس هذا فحسب بل ان العرب والمسلمون لايزالون يحتلون اراضيهم دلالة على الفكر التوسعي الاَ نهائي الذي لن يقف عند حد !
والأمر الثاني المهم جدا" :- الذي يتوجب علينا ان ننتبه اليه كعرب ومسلمون هو تحويلهم الصراع من صراع أسلامي صهيوني لتحرير فلسطين والمقدسات الأسلامية الى صراع مذهبي وطائفي داخل العالم الأسلامي لا شان للصهاينة به ،حيث بدأنا نستأسد على بعضنا وهم علينا يتفرجون ،وليس هذا فقط بل ان الصهاينة أصبحوا اصدقاء لأولئك الذين بدءوا يلتقون معهم فكريا ًفي تلاقح شيطاني ، رغم انهم محسوبون على العالم الأسلامي ،يمدونهم بالعون المعلوماتي واللوجستي ويبيعونهم السلع والأسلحة الصهيونية ويتبادلون المصالح والسفارات والمعلومات المشتركة المهمة لكليهما !
وأذا عدنا الى التاريخ الأسلامي نجد ان أخلاقية الهزيمة قد نشأت أبان تسلط الأمويين بالقوة واغتصابهم الخلافة واذلالهم لطوائف عديدة من المسلمين لا لذنب سوى لحبهم آل رسول الله ولم ينشأ رد فعل قوي على الساحة الأسلامية إلاّ بعد ثورة الحسين (ع ) في كربلاء ، حيث ادت الدماء الزكية التي سالت على ثرى كربلاء الى ايقاظ الأمة من سباتها وبروز سلسلة من الثورات أدت الى انهاك الدولة الأموية وسقوطها وبروز العباسيين .
اليوم لايوجد غير المقاومة اللبنانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واليوم لانجد في سمائنا على امتداد العالمين العربي والأسلامي ما يسجل حالة فخر تشرح قلوب المسلمين وتهدأ من آلام الهزائم المتلاحقة في الصراع العربي الصهيوني سوى مواقف المجاهدين في لبنان بقيادة السيد حسن نصر الله ومجاهدي غزة الذين يخوضون نضالا" قل نضيره رغم التباين في الأمكانيات المتاحة بينهم وبين العدو .
ان مجاهدي حزب الله ،وبغض النظر عن انهم شيعة ام سنة ،وقفوا وقفة عز وشرف وابدوا شجاعة منقطعة النظير ،رغم امكانياتهم المتواضعة نسبة الى ما يمتلكه العدو ، واخرجوا المحتل من الأراضي اللبنانية ،بعد ان عاث فسادا ً،وحموا لبنان وحدود العرب فيه ،واثبتوا للأمة الأسلامية أن ما تعيشه هو أخلاقية الهزيمة ،وان جيش الصهاينة الذي صوره قادة العرب المنهزمون انه لايقهر ، هم قادرون لوحدهم على تلقينه الهزيمة تلو الهزيمة في منازلات خالدة لن ينساها التاريخ ، حيث طرزت ملاحمه بدماء الشرفاء الأبطال من مجاهدي لبنان على ثرى ساحات المنازلة ،ستبقى ماثلة ابد الدهرتحكيها جبال لبنان ووديانها للأجيال القادمة ،ان ماقام به اللبنانيون بقيادة نصر الله ،عجزت عنه جموع العرب والمسلمون بقياداتهم المتواطئة والمهزومة ،وقد اشعرهم هذا بالنقص أكبر، وبدلا ً من نقد الذات والأتجاه الى أصلاح ذواتهم نجدهم يرتكبون الطريق الخطأ فيعملون على مواجهة المقاومة ،والعمل على تحجيمها والحد من قدراتها بكل السبل المتاحة ،مستغلين الأنحراف الفكري الذي يموله الدولار الوهابي ، ولا ندرك كيف لمسلم ، ايا ً كان مذهبه ، ان يرتضي السير في طريق يقتل فيه اخيه المسلم بيد ويصافح الصهاينة وينفذ مخططاتهم باليد الأخرى .
مامعنى الرافضة ؟
ــــــــــــــــــــــــــ
يستحضرني ما نقل عن أحد التكفيرين الذي سأله القاضي :
- ما السبب الذي دفعك الى قتل هؤلاء المواطنين الأبرياء ؟
- قال بحماس : قتلتهم تنفيذا لفتوى الداعية، كونهم رافضة .
- قال القاضي متسائلا" : ما ذا تعني برافضة وما هي جريمتهم التي استحقوا القتل بشأنها ؟
- قال من بعد استرجاع : لا أعرف فأنا لاأقرأ ولا أكتب ولكن قالوا لي انهم كفرة .
أذن من هؤلاء الذين يحشون عقول البعض منا لكي نقتل بعضنا بعضا" ونسئ الى عظمة مبادئ ديننا الحنيف؟ ،ومن الذي يمولهم ويعدهم للقتل واهمين من انهم بفعلهم هذا أنما يخوضون جهادا" يكافئهم الله عليه؟ ،هل هذا هو الجهاد الذي أوصانا الله به في كتابه الكريم والذي هدفه الدفاع عن الدين الحنيف ونشر مبادئه السمحاء ؟، قال الله تعالى :
{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} )(الأية 32من سورة المائدة) .
من الجهل ومن اكبر الكبائر ان نترك تعاليم ديننا السمحاء ،ونقرأ القرآن بدون تدبر ، ثم ننفذ لمفتين مسيرين من الصهاينة لتمزيق وحدتنا فنخسر الدنيا والآخرة .

المقاومة اللبنانية بمواجهة الصهاينة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما الذي يدفعنا الى ان نقلل من شأنهم ونضييق عليهم وننعتهم بالنعوت التي لاتليق بأبطال من أمثالهم ، او ليس من الأفضل أن ننظر الى أنفسنا وما عمل الصهاينة بأرضنا وبلادنا تحت مسميات شتى ولايزالون يحيكون الدسائس لفك وحدة العراق وتصنيفه على أسس طائفية ومذهبية فنعمل على معالجة ما يمكن معالجته ورأب ما يمكن أن يكون قابل للتصدع ونلجم ما يحيكون من مخططات شيطانية يهدفون من وراءها الى تفكيكه ، وهكذا بقية دول العرب التي باتت وحدتها وسلامتها على كف عفريت ،كمصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن والسودان وغيرها ، اذن عليكم يا قادة العرب ان تعترفوا بشجاعة ،انكم مسيرون ،وان الأولويات تكتب وتملى لكم وانتم تنفذون دون قرار او رأي !
أن الأبطال الذين واجهوا الآلة الحربية للعدو جعلوا أمر التحرير ممكنا" وقريب بأذن الله بعد أن كانت الدعاية الغربية والصهيونية تصور الأمر في عالم المستحيل ، وعلى الصهاينة الرجوع الى التاريخ ليروا عدد المرات التي أحتلت فيها القدس ولكنها عادت الى اهلها .
وقد أثبتوا للعالم كله أن الدعاية الصهيونية من أنها قوة لاتقهر هي فبركة مظللة وأنهم بأمكانياتهم المحدودة و بما توفر لهم من دعم بسيط لايقارن بأي حال بما توفر للعدو ، أستطاعوا أن يسوءوا وجوه الصهاينة .

قال تعالى :
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ (7) الأسراء ) .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجح الشعب وفشل المسؤولون
- بوتين والموازنة الدولية
- نريد مثل المنطقة الخضراء
- فرحة العيد وهموم عوائلنا
- الأرهاب ونكران الذات لدى مسؤلينا
- الوطنية والقومية والدين
- يوم القدس ..انتباهة امة نائمة
- الدين والسياسة
- وحدات الأقتصاد مولود لم يرى النور
- مؤسسات السلاح وادامة الحروب
- الشخصانية والديمقراطية
- أرهاب الطريق
- العلمانية لاتعني الألحاد
- لا حياة لمن تنادي
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - طاهر مسلم البكاء - المقاومة اللبنانية.. منازلات خالدة