أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - لا حياة لمن تنادي















المزيد.....

لا حياة لمن تنادي


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 02:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتناول العديد من الكتاب والمحللين الوضع الأمني العراقي ويبدي أغلبهم ملاحظات منطقية يمكن للأنسان العادي أن يلمس تلك النقاط الواجب اتخاذ رد بشأنها والتي من المهم تطبيقها ولكن لاحياة لمن تنادي حيث تتكرر يوميا ً نفس الآلية التي تتبعها أذرع الأرهاب التي أخذت تتوسع لتطال مدن كانت تعتبر بعيدة عن تأثيرها ، و من حق المواطن العراقي الذي أصبح يعيش وسط بحر من الأرهاب ، أن يتسائل عن مستوى رد أجهزة السلطة في البلاد وهل كان بمستوى التحدي ،وهل وضعت خطط ودراسات للقضاء على الإرهاب والحد من خطورته ،وهل شجعت الدولة على مكافحته واستعانت بالخبرات المحلية والدولية في هذا المجال ؟
و الإجابة ستكون بالنفي مع الأسف ،وقد كان الرد تقليديا ً عفى عليه الزمن ،وهو عسكرة الشارع ووضع الحواجز والمعرقلات والإكثار من السيطرات التقليدية ،والتي سرعان ما يتكيف معها عناصر الإرهاب ،وتضر اجراءاتها الروتينية بالمواطن وتزيد من آلامه وتعطل اعماله دون أن يكون لها جدوى واضحة ، ويبدو من خلال العمليات الأرهابية المتصاعدة وخاصة في بغداد أن عناصر الأرهاب هي التي تطور امكانياتها لتقوم بعملياتها الأرهابية في أكثر من مدينة عراقية في يوم واحد ،كدليل على التحدي الواضح لأجهزة الدولة ،دون أن تكون أجهزة الدولة هي التي تغيير تكتيكها في المواجهة .

هل الرد بمستوى التحدي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المعلوم ان الحرب الأمريكية على العراق قد دمرت كل البنى التحتية للبلاد ،وبضمنها حل وتفكيك تشكيلات الجيش العراقي وحتى الصنوف التي احتفظ بتشكيلاتها الأمريكان كانت قد أهتزت صورتها السابقة بسبب الخراب الذي لحق بالبلاد ،ولهذا كان والحال هذه من الأولى بالدولة العراقية وهي تبني جيش جديد ان تستفاد من الخبرات السابقة للجيش العراقي من القيادات الكفوءة التي يمكن الأعتماد عليها ورفدها بأحدث التجهيزات التكنلوجية الحديثة التي تؤمن عملها وتجعلها تعمل بثقة كاملة وأطمئنان ،وتسليحها بالمعلومة الحديثة التي تأتي من الدورات التطويرية للقادة ومدربي الصنوف في أفضل دول العالم شهرة .
أن اولى الأجهزة والصنوف التي يحتاجها العراق اليوم لمقارعة الأرهاب هي أجهزة الدولة الأمنية والأستخبارية ،التي تتمكن من الدخول داخل أذرع الإرهاب الأخطبوطية واكتشاف عناصرها ورؤوسها ومموليها وبالتالي منع الكوارث من الوقوع نهائيا" ،وهذا ارقى أنواع الرد ، وهو نوع من الوقاية والوقاية خير من العلاج .
ــ وأن حصل لاسمح الله أي حادث أرهابي ، فعلى الأقل أن تكون أجهزة الدول قادرة على الكشف السريع للمعتدين ،وفضح وكشف الرؤوس الساندة لهم وشفاء غليل المواطن برد فوري وعقاب سريع ليكونوا عبرة لأمثالهم من الذين من المحتمل أن يغرر بهم ،فما أشد جرأة أولئك المنادين اليوم بضرورة العفو عن الذين اوغلوا بدماء العراقيين ،ولماذا يترك من يدان ويثبت جرمه وقتله للعراقيين ،لفترات طويلة دون تنفيذ أحكام القضاء فيه ،أن نيله الجزاء العادل سوف لايترك مجال للتشجيع على هذا السلوك الإرهابي الذي لاترتضيه الأعراف والأديان ولا القيم الإنسانية يقول الله تعالى :
({مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} )(الآية 32من سورة المائدة) .
،ولكن مما يؤسف له أن قيادات عليا في الدولة يكتشف ، بين الحين والآخر ،أنها تعمل مع الأرهابين وتشد ازرهم وتدافع لهم،كما ان هناك من القيادات العليا من يتباهى انه يملك معلومات عن الأرهابين دون ان يكشفها ! .
ــ يجب أن ندرك أن العراق لايزال مستهدف ،رغم خروج القوات الأجنبية من أراضيه وأكبر أدلتنا على ذلك،هو مقتل العشرات من أبناءه يوميا ً ونزيف الدم المستمر بدون أنقطاع .
ــ الفشل المتكرر في الحد من الخطر الأرهابي وفقدان المواطنين لحياتهم يوميا ً ،يستدعي أعادة النظر في القيادات المعنية وعلى عموم البلاد ، وتغيير خطط المواجهة التي أثبت عدم فعاليتها ورفد العناصر الأمنية بالتطورات الحديثة في أساليب المواجهة وبالمعلومة الصحيحة والدقيقة ،وبما يوازي التحدي .
ــ أن دولتنا لاتريد أن تعترف انها في عصر العلم والتكنلوجيا ،وان لجوءها الى التكنلوجيا المتطورة والمتوفرة اليوم سيدعم أجراءاتها الأمنية ويزيد من منعتها ،فالمواطن العادي يلمس تقادم أجراءاتها وأجهزتها التي زودت بها كوادرها الأمنية ،فالجهاز الوحيد الذي يستخدم في بعض المناطق المهمة كمداخل المدن لكشف المتفجرات والأسلحة ،ثبت فشله ،كما أشيع في الأعلام أن صفقات فساد مالي كبيرة وراء شراء هذا الجهاز وكان الأولى بالدولة وعلى أعلى المستويات تدارك الأمر واستبداله باجهزة اكثر قدرة على الكشف وهي متوفرة اليوم في العالم ،لما هو عليه تطور التكنلوجيا والعلوم من تقدم كبير،وبعد ان انتهى الجدل بشأنه الى يقين بفشله، على الدولة تدارك الأمر سريعا ًوتعويض السيطرات الرئيسية في مداخل المدن كمرحلة اولى بأجهزة حديثة ومتطورة ولا نعتقد ان هذا الأمر صعبا ً على الأطلاق اذا توفرت النية الحسنة ،اللهم الا ّ اذا كان الأمر يشابه مسألة توفير الكهرباء .
ــ أما مسألة الكاميرات والتي هي من المسائل الرقابية الكشفية الحديثة والمتطورة والتي يخشاها السارق والإرهابي وكل من ينوي فعل الشر ،فاننا قصرنا كثيرا ً في توفيرها على الرغم من بساطتها وسهولة نشرها في دوائر الدولة ومؤسساتها وواجهات المحلات والشوارع ، صحيح إن البعض قد تحدث عنها في الأعلام ولكن دون أي تطبيق وكأننا نعيش في أمان وليس هناك أي تهديد لأمن البلاد كما ان البعض يتحدث عنها كصفقات تجارية وليس بدافع الحس الوطني لبلد يموت ابناءه بالمئات يوميا ً ،ويتم الحديث عنها في الأيام التي تتلو الحوادث الأرهابية ثم نعود الى نسيان الموضوع وكأن شئ لم يحدث .
ــ أن الأعداء يحاولون بكل ماأتوا من جهد إن يشوهوا صورة الإسلام الحقيقية ويصلوا بشعب العراق الى فرق طائفية متناحرة متقاتلة ،ليوغلوا بتدمير البلاد ،والسيطرة على خيراته ،وهذا يتطلب من القيادات السياسية والدينية وعموم المواطنين من كل الأطياف فهم هذه الأهداف الشريرة وفضحها في الأعلام وغيره من الوسائل والأخذ والعطاء مع بعضها البعض بأنفتاح وبدون عصبيات وتشنج،وعدم إعطاء فرصة تصب في أي أتجاه يخدم الإرهاب .
ــ من الأمور الهامة الأخرى هي توفير فرص العمل ،و أيجاد الحياة الحرة الكريمة لكل عراقي ،لكي لانترك فرصة للأرهابين والمتصيدين في استغلال الظروف المعاشية وقسوة الحياة للأرتماء في احضانهم والأنحراف بالضد من مصلحة البلاد ،فلا تزال البلد في الصدارة بمستويات الفقر والبطالة وازمة السكن رغم ما تكتنزه من موارد .
ــ أن يكون مسؤلينا مثالا ً يحتذى في التضحية ونكران الذات وأن يكونوا ثوارا" وهم يجلسون على كراسي الحكم كما كانوا بالأمس ثوارا" يقارعون الظلم والدكتاتورية ، وعدم الأنخداع بالمظاهر الزائفة للسلطة ولنا خير الأمثلة في رسولنا الكريم وآل بيته الأطهار ،وهذا من دون شك سيؤدي الى مقارعة الفساد وزواله .
-ـ وضع معالجات سريعة لموضوع السيارات التي تستخدم غالبا ً في التفجيرات الأرهابية ، من حيث تسقيط الأنواع المتهالكة ،وتسجيل الأنواع التي لاتزال عاملة بلوحات أصولية ،بحيث تصبح معرفة ملكية السيارات التي أستخدمت في التفخيخ أمرا ً ميسرا ً، وأن لاتسجل ضد مجهول .
ــ على مواطنينا تحمل المسئولية الكاملة وتبليغ السلطات عن أي اعمال وتحركات مشبوهه ،خصوصا ً وان التكنلوجيا توفر اليوم سهولة الأتصال ،وفي هذا الجانب على السلطات بث أرقام هواتف الطوارئ لتلقي أي معلومات مهمة والتعاطي معها باهتمام .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة
- حدود 67 وحدود 2013
- مصر من ثورة العولمة الى الفوضى
- فرحة 1988 وفرحة 2013
- مصر الجديدة الى أين ؟
- محنة بلد يملك آخر برميل نفط
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد
- هل اصبحت لدينا سياسة ؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - لا حياة لمن تنادي