أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - الدين والسياسة















المزيد.....

الدين والسياسة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رافق الدين السياسة على طول حقب التاريخ ،وذلك لحاجة الساسة الشديدة لكسب العامة ونيل سهولة قيادهم ، وقد كان الملك يمثل الروح الآلهية ،واحيانا ً يكون الوسيط بين السماء والأرض، فكان ما يصدر منه من تشريع هو مشيئة الآله التي لاتقبل النقد او الجدل ، ثم برز المعبد بقوة للتأثير بالأحداث السياسية وبروز سلطة الكهنة ،ونيل الأوامر الملكية المطلوبة من جهة والأنقياد الجماهيري من جهة اخرى ،وكان الذي لايذعن لقراراتها وتشريعاتها يبشر بالموت أو الكوارث الدنيوية .
واستمر الوضع على ماهو عليه الى اوقات قريبة من وقتنا الحاضر حيث نجد القائد النازي هتلر يدعي انه موجه من الآله ، وبالأمس القريب وفي قمة ما وصلته البشرية من تقدم ورقي في كل علوم الحياة نجد ان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن يدعي ان الله قد امره بأحتلال العراق !
وكان من قبله طاغية العراق صدام يعلن على الملأ انه من سلالة النبي محمد ويبث مشجرا ً يربطه بآل بيت الرسول .
واليوم في الواقع العراقي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل نجد مئات الأشخاص المعروفين لمحيطيهم من الناس ، يعلنون فجأة انتمائهم الى الشجرة المحمدية وسواء صح هذا ام لم يصح فأن الأهداف واحدة ، وهو نيل ثقة العامة .
وواضح ان لربط الدين بالأهداف الدنيوية هونوع من التدين و محاولة لكسب دنيوي محدود بمقدار الهدف المطلوب بلوغه .
واليوم ونحن نرى انتشار ظاهرة طغيان الدين على السياسة في عالمنا العربي بعد ان فصلت بقوة في اوربا حيث اعطيت الكنيــسة دولة مستقلة هي دولة الفاتيكان ، نجد مع شــديد الأسـف ان الموضوع لايعدو عن كونه قولبة الدين في أطر ثابتة وأقحام مجتمعاتنا العربية وارغامها لدخول عنق زجاجة هذه الأطر ، وهذا مصداق لقول ان الحضارة العربية تعاني من ضعف في السياسة ، كما انه من جانب آخر تعبير فاضح عن انتشار الأمية والجهل بين العرب ، فالدين لايؤثر في السياسة فقط بل يؤثر بكل الجوانب الحياتية من فنون وثقافة وفلسفة ولكن بالأتجاه الأيجابي وليس السلبي .
لقد جاء دين الأسلام الحنيف الى مجتمع جاهلي في فكره وعاداته واهوائه ، فكان ثورة ونقله من عالم متخلف يلفه الجمود الى عالم متقدم ومتنور ينظر الى الحياة بأفق واسع ، يتجاوز جزيرة العرب ليشمل اكبر مساحة من الأرض التي نعيش عليها ،لقد كان آنذاك فكر متقدم وفق كل المقاييس ،وبالتالي فمن الخطأ ان نعود اليوم في عالم جديد هو اشبه بقرية من حيث قربه واحتكاك بعضه ببعض ، الى تقييد ديننا الذي جاء سماحة لكل البشرية بسلاسل واغلال تربطه وتقيده بأفكار خاصة تنشأ في عقول بشر تتملكه عقد النقص والأهواء ،قال الله تعالى :
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف ] .
في عالمنا المتجدد الواسع يجب ان يكون لدينا تفكير وتفسير يسمح بالتجديد ورفض الأنحباس والأنعزال عن التقدم الواسع للكون ، ومن حيث ان ديننا هو خاتم الأديان السماوية يحتم علينا الأنفتاح على العوالم الموجودة على الأرض ويستوعب افكارها ومتناقضاتها ، فكيف بنا اذا اغلقناه فلا يمكن استيعاب متغيرات دولنا ذاتها !، و من اكبر الضرورات ان نعي ونفهم افق ديننا الواسع وجرم اولئك الذين يقيدونه وفق اهوائهم ومعتقداتهم الشخصية .
وهذا ما نعيشه اليوم في دول كبرى مهمة مثل مصر وليبيا وسوريا وتونس وغيرها ، قد نكون بأمس الحاجة الى العودة الى ديننا ولكن الى حيث المنابع الصافية التي تجعلنا والعالم نرتشف ماءه العذب ،وان ندرك ان هدف الأسلام كان الوصول الى سعادة البشرية ونستشف ذلك واضحا ً من دعوة قائد الأسلام (ص) في المدينة المنورة :
من مات وترك مالا ً فلورثته ،أي انه الغى كل ضريبة على الأرث .
ومن مات وترك دينا ً أو ضياعا ً فألي ّ وعلي ّ ، أي ان يموت فقيرا ً فان الرسول هو من يتكفل بعياله من بعده .
ان الله تعالى جعل الأسلام مدينة فاضلة للمجتمع الأنساني ،للأنسان حق الموعظة والأرشاد والتبصر ولكن ممن لايهتدي يكون عقابه الدار الأخرة ،ولم يأمرنا ديننا ان نقتل بعضنا بقدر ما امرنا ان نوحد الكلمة ضد اعدائنا ،يقول الله تعالى :
{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} [يونس : 40 - 44].
والناس حسب المنظور القرآني كانوا في فطرتهم الأولى امة واحدة لا أختلاف بينهم ولكن تعقد الحياة وتوسعها أظهر تشابك الحاجات والمنافع ، وحتم ظهور الأختلاف في الصراع من اجل العيش ولكن هذا لايعني عدم امكانية اتفاقهم على مبادئ ومثل وقيم سامية تيسر الحياة :
{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)} [يونس ] .
والأسلام لم يقل اننا يجب ان نلغي الدنيا التي نعيش فيها من تفكيرنا كي نحصل على الآخرة بل امرنا بان نتمتع بملذاتها مادمنا لانسلك طريق الحرام وان نشارك في كل ما نستطيع تقديمه من خدمة انسانية وعمارة الأرض :
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)} [القصص ] .
ان فشل اولئك المتدينين في السياسة لاينسحب على الدين بشئ ،بقدر ما هو مؤشر على قصر نظرهم وعدم فهمهم لشمولية الدين جميع جوانب الحياة ،ومن انه مثل وقيم تجذب الأخرين ببريقها فينخرطون لأعتناقها ولم يكن سلاسل وشباك ترمى للي اعناق الناس وقهرها بالقوة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدات الأقتصاد مولود لم يرى النور
- مؤسسات السلاح وادامة الحروب
- الشخصانية والديمقراطية
- أرهاب الطريق
- العلمانية لاتعني الألحاد
- لا حياة لمن تنادي
- بأنتظار حكاية الفصل السابع
- معنى السباق مع الزمن
- الأسلام دين السلام والسماحة واليسر
- أوباما.. ووترغيت جديدة
- سنودن يكشف حقوق الأنسان الأمريكية
- مصر لن تخطأ هذه المرة
- حدود 67 وحدود 2013
- مصر من ثورة العولمة الى الفوضى
- فرحة 1988 وفرحة 2013
- مصر الجديدة الى أين ؟
- محنة بلد يملك آخر برميل نفط
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - الدين والسياسة