أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فضيل التهامي - الازمة السورية... الى اين ؟














المزيد.....

الازمة السورية... الى اين ؟


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 18:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الأزمة السورية ...إلى أين ؟

منذ انطلاق ما سمي " بالربيع العربي " برزت أطروحتين نظريتين حاولتا تفسير ما حدث في العالم العربي : الأولى تقول أن ما حدث هو " انتفاضة أو ثورة " نابعة من إرادة الشعوب نتيجة سنوات من التسلط و الكبت السياسي ، وهذا طبيعي ان استحضرنا حتمية التراكم و معطى التجارب الدولية المقارنة . و الأطروحة الثانية تذهب عكس الأولى و تفسر ما يجري في العالم العربي على انه " صنيع " البيت الأمريكي ، أو ما يصطلح عليه بأطروحة " المؤامرة " .
فبعد بداية الحراك الاجتماعي في تونس ، حظيت أطروحة " الانتفاضة او الثورة " بمكانة مهمة ، بحيث اعتمد عليها العديد من الباحثين في العلوم الاجتماعية، و علم السياسية على الخصوص في العديد من الدراسات و المقالات التي نشرت بعد اندلاع الأحداث مباشرة ، و التي لم تستحضر بشكل واضح معطى التدخل الخارجي و تأثيره على تطور و سير الأحداث . و ليتوالى الارتكاز على هذه الأطروحة في مصر رغم أهميتها الجيوبوليتكية و الإستراتيجية في العالم العربي ، اما في ليبيا و بحكم طبيعة و طريقة وقوع و تطور الأحداث تنبه العديد الباحثين إلى وجود معطى مناقض تماما لأدبيات الانتفاضة أو الثورة ،و هو تدخل حلف شمال الأطلسي ( الناتو) ، لإطاحة بنظام معمر القدافي من الحكم . فمن هنا إذا بدأ خفوت أطروحة أن ما يقع في العالم العربي انتفاضات أو ثورات شعبية ، كما زكت الأحداث في سوريا صحت هذه الأطروحة و رجحت صحة أطروحة " المؤامرة بشكل واضح بعد ان استبعد التغيير السياسي من الداخل ، و تم تدويل القضية السورية ، و حشد الدعم الدولي ضد نظام بشار الاسد ، و تسليح حركات الإسلام السياسي المتطرفة و الزج بها الى الميدان و تقديمها على أساس أنها "الجيش الحر " . وقد كان هذا بدعم إعلامي عربي واسع لعب على وثر تشويه سمعة نظام الأسد إعلاميا . لكن هذا الأخير فاجـأ الجميع بصموده نظرا لوجود دعم أطراف دولية ( الصين- روسيا – ايران - حزب الله ) شكلت صمام أمان للنظام و حاجزا صلبا للولايات المتحدة ، و اعادة التوازن الى معادلة الصراع.
فبعد التطورات على الأرض، وفي خضم المعارك الطاحنة بين طرفي المعادلة ، لجأت الولايات المتحدة إلى أسلوب مباشر للتدخل( بعد فشل التدخل غير المباشر ) بعد إدانة نظام بشار باستعمال أسلحة كيماوية وذلك راجع إلى عدة أسباب :
- فشل كل محاولات إسقاط النظام من الداخل سواء عبر البلقنة من الداخل أو استعمال الأدوات الإقليمية.
- تراجع العمل ألاستخباراتي بشأن توجيه ضربة إلى سوريا تؤسس لانطلاق سياسي وفقاً للتصور الأمريكي.
- استحالة انجاز تغيير في معادلة موازين القوى على الأرض السورية بانتهاج أسلوب إطالة أمد الأزمة.
- ظهور حلف معادي لأمريكا ( ايران حزب الله ,,,) الأمر الذي يحتم فكرة ضرب مركزية هذا الحلف ( سوريا ).
- فشل المعارضة و عدم قدرتها على أي تقدم عسكري حقيقي يغير في قواعد اللعبة .
- فشل سيناريو التضييق على حزب الله, و جره الى الحلف الدولي الداعم لأمريكا
- اختلاط الأوراق فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية و انتشارها السريع لهذه التنظيمات الأمر الذي يشير الى خطورة انقلاب المشهد و الدخول في خانة استهداف المصالح الأمريكية.
- فشل حلفاء الولايات المتحدة بإدارة مشهد الأزمة في الداخل السوري, بدأ بتركيا و قطر وانتهاء بالسعودية.

فكل هذا جعل الولايات المتحدة الأمريكية تذهب إلى الخيار العسكري ، لكن الإشكال المطروح أعمق من الضربة نفسها ، على أساس أن لهذا الإجراء تداعيات وخيمة على المنطقة إن استحضرنا السياق و الظروف التي تمر منها منطقة الشرق الأوسط ، و التي تزايدت فيها صعود الحركات الإرهابية المتطرفة و تفريخها ، إضافة إلى انتشار الأسلحة المتدفقة من العديد من الدول التي مازلت تعيش تدهورا امنيا ( ليبيا) ، ناهيك عن الصراعات الطائفية التي استفحلت في الآونة الأخيرة ـ و التي اعتبرت ورقة رابحة بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية.
أما بخصوص تراجع حدة التلويح بضربة عسكرية أنية ، و الرجوع إلى الكونغرس كمرجعية أساس لشرعنة العملية ، فهو امر طبيعي جدا ، خصوصا ان الولايات المتحدة فشلت في جمع تأييد دولي ،عكس الضربات الفارطة ( العراق و افغانستان ) ، خاصة الدعم البريطاني ، وعدم دعم الجامعة العربية لخيار التدخل العسكري بالرغم من موقفها من نظام الاسد ، مما يفسر وصول هذه الدول و المنظمات الى نتيجة مفادها ان الرابح الأكبر من التحركات العسكرية هو الولايات المتحدة . لإعادة رسم ما ا سمته بخارطة الشرق الأوسط الكبير عبر بلقنة المنطقة و إضعاف الدول التي تشكل خطرا على حليفها التقليدي حسب تعبيرها ، هذا من جهة ، و من جهة ثانية الحضور القوي للدبلوماسية الروسية التي دعت الى الاحتكام الى الشرعية الدولية ، و انتظار نتائج التحقيقات للجنة الأممية. و عدم تأيدها لاي ضربة عسكرية خارجة عن نطاق القانون الدولي ، مع تلميحها باستعمال حق النقض ..إضافة الى إيران القوة الإقليمية النووية التي لوحت انه في حالة الهجوم على سوريا ستصل تداعياتها الى قلب الكيان الصهيوني....كلها عوامل جعلت البيت الأبيض يخفف من لهجته بشأن توجيه ضربة عسكرية أنية...



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية محاربة الفساد في المغرب
- - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟
- إنه الشارع يا رئيس الحكومة .
- المغرب : بين خطاب الإصلاح و الديمقراطية المؤجلة
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- ثورة 25 يناير المصرية و الصراع العربي- الإسرائيلي
- بين ميكيافليي و ماركس -القيمة الفردية العليا -
- الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديد ...
- ملاحظات حول حركة تمرد المغربية
- إيران و الأمن القومي العربي.
- موقف الحسن الثاني من عدم تنفيذ اتفاقية تسوية الحدود المغربية ...
- حركات الإسلام السياسي : بين الصعود و السقوط


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فضيل التهامي - الازمة السورية... الى اين ؟