ملاحظات حول حركة تمرد المغربية

فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 19:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ملاحظات حول حركة تمرد المغربية

بعد التطورات الأخيرة في مصر التي خلطت الأوراق ، و اعادة قواعد اللعبة السياسية من جديد التي قادتها حركة احتجاجية أطلقت على نفسها اسم " حركة تمرد المصرية " ، و التي استطاعت أن تدفع بالجيش المصري إلى عزل الرئيس السابق محمد مرسي و تعطيل العمل بالدستور ، و رسم خارطة سياسية جديدة تأسيسا لمرحلة انتقالية جديدة يمكن أن تخرج مصر من الأزمة الراهنة .
وبحكم التقاطعات و القواسم المشتركة التي تجمع بين مصر و المغرب و باقي الدول العربية ، قواسم في الدين و الثقافة و التاريخ....وحتى في التسلط و الاستبداد ، ظهرت حركة تمرد المغربية بعد اطلاق بياناتها و مؤثمرها الصحفي وضعت مجموعة من المطالب كان سقفها الملكية البرلمانية . فالمتأمل في الخطاب السياسي لأعضاء الحركة سيتضح له مجموعة من الملاحظات :
اولا - السياق :السياق الذي ظهرت فيه حركة تمرد المغربية مختلف تماما مع السياق حركة تمرد المصرية .فالمعارضة المصرية أثبتت نجاعتها من خلا ل " جبهة الانقاد " التي استطاعت تعبئة الجماهير ، في حين ان المعارضة المغربية تعيش صراعات افقية طاحنة ، خصوصا ان الحركة استبعدت الإسلاميين من الانخراط فيها ، وهنا نستحضر جماعة العدل و الاحسان المغربية و قوتها التنظيمية ...
ثانيا : بعد الإعلان عن البيان الأول للحركة ، وإظهارها لمطالب إصلاحية من داخل النسق السياسي ، ظهرت بموازاة معها حركة تمرد أخرى تطالب بمطالب جذرية مما جعل الحركة الأولى تضيف عبارة " قهروتنا " إلى شعارها ، مما يوضح تناقضا سياسيا بين اليسار الإصلاحي و غريمه الجذري ...
ثالثا :مكونات هذه الحركة التي تتكون غالبا من شبيبات الأحزاب السياسية ، خصوصا المتموقعة في المعارضة " المرنة "، مما يجعل خطاب الحركة متماهي مع خطاب الأحزاب السياسية المذكورة ، خصوصا فيما يتعلق بمطلب إسقاط الحكومة. فإذا كان مطلب إسقاط هذه الأخيرة هو مرفوع من طرف الأحزاب فلماذا نحتاج الحركة إذا ؟؟؟
رابعا : المطالب التي رفعتها حركة تمرد " السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية "، هي نفس المطالب التي رفعتها حركة 20 فبراير مما يطرح سؤال مجيء هذه حركة كمؤشر على وفاة الحركة الفبرايرية أم استنساخ لها .
خامسا : نفس إستراتجية العمل من ناحية تحديد المطالب ، فحركة تمرد وضعت كسقف لمطالبها " مطلب الملكية البرلمانية "، و تحديد المطالب بهذا الشكل دون معرفة قوتها التأطيرية ، و معرفة أيضا موازين القوى بينها و بين السلطة مؤشرا على احتوائها كسابقتها.

فضيل التهامي

#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل