أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فضيل التهامي - - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟














المزيد.....

- الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 06:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



في الوقت الذي انساق فيه اغلب الباحثين في العلوم الاجتماعية، وعلم السياسية على الخصوص الى تأييد اطروحات استقرار النظم السياسية العربية، واعتبار العرب بعيدين كل البعد من قيم الحداثة، و تأكيدهم على أن هناك تناقض صارخ بين الثقافة العربية، وقيم الديمقراطية، او عدم قابلية الاسلام و تقاطعه مع هذه القيم، كما ذهب الى ذلك بعض المستشرقين (برنارد لويس)، شهدت الاقطار العربية حراكا اجتماعيا، بعد ان ظلت خارج موجات التغيير الذي اجتاح العالم بأسره في فترات متعاقبة، أشرت على تفكك الانظمة العربية " البترومونيالية " بفعل انتفاضات شعبية، معلنة مفاجأة من العيار التقيل، انطلقت شرارتها من تونس بعد اقدام " البوعزيزي " على فعل " تراجيدي " ( احراق ذاته ) حلحل معه النظام السياسي التونسي، لتنطلق الشرارة الى دول عربية اخرى: مصر، ليبيا،
وبحكم ان المغرب يتقاطع مع هذه الدول في الثقافة و الدين و التاريخ، كما يشترك معها ايضا في الفساد و الاستبداد و غياب العدالة الاجتماعية، وسيطرة زمرة من الساسة على ثروات البلد، وتماهي السلطة مع الدولة ( المؤسسات )، انطلقت رياح التغيير معلنة بذلك خروج حركة "20فبراير" كحركة اجتماعية من رحم الشعب المغربي، مطالبة بالحرية و الديمقراطية و محاربة الاستبداد و الفساد، محددة بذلك سقف مطالبها في الملكية البرلمانية...وفي هذا السياق شعرت السلطة السياسية بالخطر، و تفاعلت مع الوضع بتكتيك جعلتها تتفادى تكرار التجربة التونسية و المصرية، لتخرج اعلى سلطة في البلاد " المؤسسة الملكية " الى الشعب المغربي بخطاب 9 مارس، معلنة بذلك عن اطلاق اصلاحات دستورية، تتنازل من خلالها على بعض صلاحيتها لصالح رئيس الحكومة، و لتأمر بتشكيل لجنة صياغة الدستور، و عرضه على الاحزاب و المجتمع المدني، حيث قدم للشعب المغربي للاستفتاء...ليتم تنظيم انتخابات اعطت المشعل لحزب " العدالة و التنمية " الذي كلف بتشكيل الحكومة. الشيء الذي جعل اغلب الفاعلين السياسيين و الاكادميين الى اعتبار ان المغرب يعيش تغييرا في ظل الاستمرارية، و ثورة هادئة.

وبعد قرابة عامين او اكثر من العيش على ايقاع " الربيع المغربي "، و تشكيل حكومة " الدعويين " من حقنا ان نتساءل عن: ماذا تحقق...؟؟؟

إن المتأمل في الوضع السياسي المغربي يتضح له اننا نعيش في خضم مفارقة بين الخطاب السياسي والممارسة العملية، او بين النظري و الواقعي: فنظريا عشنا اصلاحا دستوريا الذي تلخصت اغلب مضامينه في تنازل المؤسسة الملكية على مجموعة من الصلاحيات لفائدة رئيس الوزراء ( الحكومة )، و الذي اصبح يعين من الحزب الحاصل على الاغلبية، و ازالة القداسة على شخص الملك، و توسيع مجالات و صلاحيات السلطة التشريعية....لكن على المستوى الواقعي، مازالت المؤسسة الملكية تتحكم في دواليب السلطة السياسية و الاقتصادية في البلد، لتصبح حكومة " الدعويين " عاجزة كل العجز حتى على ممارسة صلاحياتها التي منحها لها دستور 2011، و قد اتضح هذا بالملموس بعد التعيينات التي اقدم عليها الملك لبعض الشخصيات المدنية، و الزيارة الاخيرة لدول الخليج، حيث ظهر الحاملين للشرعية الانتخابية وراء المستشارين الملكيين.هذا على المستوى السياسي، اما اجتماعيا، مازالت كل الاشكالات عالقة : فالبطالة في ارتفاع مهول حسب احصاءات المندوبية السامية للتخطيط، وارتفاع المحروقات و الاسعار تحت تبرير تغير سوق النفط، و محاولتهم الاجهاز على صندوق المقاصة،اضافة الى ضرب مجانية التعليم ...كل هذا ترافق مع ظروف اقتصادية صعبة اجتاحت المحيط الاقليمي للمغرب ( منطقة الاورو )، باعتباره دولة ( المحيط ) حسب تعبير سمير امين.

فكل هذه المؤشرات دحضت فرضية عبور رياح التغيير بسلام، و تجاوز مرحلة الخطر، ما دام ان الوضع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي في المغرب مازال متأزما بعد حرق ورقة حزب العدالة و التنمية، و تدني شعبية حكومة " الدعويين."



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه الشارع يا رئيس الحكومة .
- المغرب : بين خطاب الإصلاح و الديمقراطية المؤجلة
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- ثورة 25 يناير المصرية و الصراع العربي- الإسرائيلي
- بين ميكيافليي و ماركس -القيمة الفردية العليا -
- الرؤى الغربية اتجاه الصراع العربي – الاسرائيلي ( القدس تحديد ...
- ملاحظات حول حركة تمرد المغربية
- إيران و الأمن القومي العربي.
- موقف الحسن الثاني من عدم تنفيذ اتفاقية تسوية الحدود المغربية ...
- حركات الإسلام السياسي : بين الصعود و السقوط


المزيد.....




- النادي العمالي للتوعية والتضامن: ظروف العمل في المغرب في ترد ...
- تصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة ...
- مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفا ...
- حزب العمال اليساري يفوز بالانتخابات العامة في أستراليا
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...
- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فضيل التهامي - - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟