أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - وثيقة الشرف الوطني تبحث عن شرفاء














المزيد.....

وثيقة الشرف الوطني تبحث عن شرفاء


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 10:07
المحور: كتابات ساخرة
    


يقود السيد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي حملة من اجل التوقيع على وثيقة الشرف الوطني ومبادرة السلم الاجتماعي في العراق . والحديث يدور خافتا بين القوى السياسية العراقية حول توقيع الوثيقة في الوقت الذي اعلنت فيه القائمة العراقية انها غير معنية بها.
ان الدعوة لتوقيع اية وثيقة- سواء أكانت وثيقة شرف او غيره - يجب ان تكون موجهة لمن هو بحاجة للتوقيع عليها كي يلتزم بها وتحقق له فوائد ومنافع سياسية او اقتصادية او اجتماعية ، وفي حالة وثيقة الخزاعي المعروضة للتوقيع نجد ان اكبر قائمة منافسة سياسيا لتحالف الخزاعي رفضت الاعتراف بها واعلنت انها غير معنية بها – تصريح السيدة ميسون الدملوجي - وهو تصريح ترجمته بالعراقي الفصيح : لينقعها التحالف الوطني ويشرب ماءها .
بقيت لدينا القوى السياسية الاخرى المدعوة الى التوقيع على هذه الوثيقة ، وعلى هذا الاساس قصد السيد الخزاعي ووفد التحالف الوطني اربيل ليلتقي رئيس اقليم كوردستان ويبحث معه هذه الوثيقة حسبما ورد في بيان لمكتب الخزاعي تلقت وكالة ( الفرات نيوز ) نسخة منه يوم الاربعاء الماضي ونشر الخبر مع صورة الخزاعي ووفده المرافق في ضيافة السيد مسعود البرزاني .
وبسبب العلاقات التي تربط الاقليم بالمركز المقررة بالدستور، لا اظن ان مثل هذه الوثيقة تحمل جديدا للكورد كي يبحثوا امرها او يوقعوا عليها ، فان القوانين والاتفاقات والمعاهدات بين المركز والاقليم كافية ووافية لسير العملية السياسية بين الطرفين بشكل طبيعي لو تم الالتزام بها وتنفيذها ، وافضل مثال على ذلك المادة 140 التي ظلت تراوح مكانها طوال السنوات الماضية حتى اصبحت مادة مخللة مثل طرشي النجف ، او قانون النفط والغاز الذي اصبح عقدة غير قابلة للحل وهو اهم قانون باستطاعته ارساء اسس علاقة واضحة المعالم في سياسة البلد النفطية والتي اصبح للاقليم فيها دورا بارزا في انتاج نفطه وتصديره واستثماره.
الجهات الاخرى المدعوة للتوقيع على الوثيقة هي القوى والجماعات والمنظمات التي لاتؤمن بالعملية السياسية وتحارب بالمفخخات والاسلحة الكاتمة والعبوات الناسفة والاعتصامات المستمرة منذ اشهر والتهديد باحتلال بغداد ، ومن يطلق عليهم الارهابيون احيانا والتكفيريون احيانا اخرى ...مع انهم يرفعون شعار لا اله الله محمد رسول الله ويقتلون وينحرون تحت هذه الراية الاسلامية حصرا .
ان توقيع القوى الارهابية والتكفيرية على وثيقة الشرف رغبة لا يمكن لها ان تتحقق ، وان تحققت فبشروطهم لا بشروط الخزاعي ، واسهل تلك الشروط هو خروج الصفويين من بغداد واعادتها الى اهلها ، والجميع يعرف ان الخزاعي وقائمته اول المشمولين بهذا الشرط !!!
المسألة الاخرى التي توضح استحالة توقيع هذه الوثيقة ، هو الحاجة الى تعريف الشرف الوارد بعنوان الوثيقة ، لانه غير معرف في الوثيقة المنشورة ، فان اي مصطلح يرد عنوانا في وثيقة يجب ان يعرف قانونيا لكي يعرف الموقعون على الوثيقة مغزاه وابعاده ويجب ان يكون التوضيح دقيقا لكي لا تحدث خروقات او سوء فهم لدى الموقع ، فعلى سبيل المثال هل الشرف الوارد في العنوان هو الشرف الجنسي ؟ بمعنى ان يكون الموقع ملتزما بعدم ممارسة البغاء او الزنى او الجنس خارج قوانين الشريعة والتقاليد ، التي اكدت منظمات حقوق الانسان ، ومنها وزارة حقوق الانسان العراقية ايضا ، على التسامح بشأنها ، وتجاهل لب الوصايا العشرة ، الوصية المعروفة لا تزني ، دع عنك ان اثبات الزنى في الاسلام من اصعب الامور لانه بحاجة الى اربعة شهود يرون الميل في المكحلة !!!
بيد انه من اسهل الامور على الموقعين جلب وثيقة من المختار او من سوق مريدي تثبت انهم شرفاء ، او جلب وثيقة من وزارة الداخلية التي تمنح الشهادة المعروفة : شهادة عدم المحكومية ، على اساس ان المحكومية يمكن ان تكون لسبب اخلاقي وليس لسبب سياسي فقط .
اما اذا كانت تعني الشرف الاقتصادي ، على سبيل المثال ان لايكون المدعو لتوقيع الوثيقة قد سرق مالا او حلالا ، فتلك كارثة كبرى لان هيئة النزاهة لديها الاف الوثائق تثبت سرقة المال العام من قبل اساطين السياسة و الحكومة ، واعضاء في البرلمان وقادة في الاحزاب واعضاء في المنظمات المختلفة ، ووزراء في الوزارات المعروفة وموظفين في البنوك الاهلية بل حتى في البنك المركزي ابعدكم الله عن المراكز بانواعها وعلى رأسها مراكز الشرطة .
فكيف سيوقعون على وثيقة الشرف وهم لا يعلمون هل هم من قصدهم عنوان وثيقة الشرف ام غيرهم ؟! لذلك وجب الايضاح .
اما اذا كان الشرف المقصود هو الشرف الاجتماعي مثل عدم الكذب او عدم نقض العهود او الالتزام والوفاء في القول والعمل فتلك ايضا طامة كبرى ، لان اغلب السياسيين لدينا يكذبون على طول الخط ، فلا نعرف لهم قولا صادقا ، اما رجال الحكومة ونسائها فحدث ولا حرج ، لا تجد عشر اعشارهم يصدقون ما عاهدوا الشعب عليه يوم اقسموا حين استلموا مقاليد الحكم بانهم سيكونون خدما لشعبهم وامتهم باخلاص ، لذلك تجد الرشوة متفشية بينهم والكذب قائم على قدم وساق والتسويف في اجراء معاملات المواطنين التي تجري على هدي السلحفاة لا علي هدي القوانين المعروفة ، فكيف بمن لا ينطبق عليه ما ورد في عنوان وثيقة الشرف يوقع عليها ؟!!
الفئة الاخيرة التي ربما تستطيع التوقيع على وثيقة شرف الخزاعي هي فئة الفنانين والكتاب والمثقفين واساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين والعلماء والكفاءات الوطنية واشباههم ...
وهؤلاء جميعا لا ناقة لهم ولا جمل في توقيع مثل هذه الوثيقة لانهم لا في العير ولا في النفير والله على ما اقول شهيد .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات وما بعدها .. اخر الدواء الكي
- الاخوان من نعمة الحكم الى غياهب السجن
- المالكي الهدف و العملية السياسية الغاية
- اضافة الى مقال : في مواجهة الدعايات المضللة
- المالكي يشيع نفسه
- الامام علي بن ابي طالب و الزعيم عبد الكريم قاسم ..... هل هي ...
- ازمات العراق ليست في الكرادة فقط
- مصر و المسار المتعرج للثورة
- دردشة مع الشبوط
- جو بايدن : تقسيم العراق ومباركة الحكومة العراقية
- بغداد تترقب بصمت ...لنعمل من أجل تأليف حكومة جديدة
- تحريم التحريض على الارهاب والكراهية
- اضافة الى عرض كتاب اغلاق عقل المسلم
- قادمون يابغداد
- ميزانية الدولة ... مقامة في أدب الكدية
- مجلس النواب يترنح بين الفصحى والعامية
- الزحف غير المقدس الى بغداد
- نقل المظاهرات الى بغداد ....الغاية والمبررات
- انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر
- ماذا لو كان رئيس مجلس النواب العراقي وزيرا للدفاع


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مؤيد عبد الستار - وثيقة الشرف الوطني تبحث عن شرفاء