أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - ازمات العراق ليست في الكرادة فقط














المزيد.....

ازمات العراق ليست في الكرادة فقط


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ان تحويل فشل اداء الحكومة الحالية الى ازمة في الكرادة هو محاولة للهرب من الازمة الحقيقية للحكم وسوء الادارة والفساد المالي في العراق .
ان استشراء الفساد اصبح ظاهرة معروفة في العراق على مستوى العالم ، حتى ان معظم الشركات صارت تتعامل مع العراق على هذا الاساس ، اي ان العقود العراقية اصبحت في عهدة الشركات التي لها استعداد على دفع الرشاوى للمتعاقدين معها دون الاهتمام بانجاز اي مشروع ، لذلك نرى الفشل في المشاريع مستمر منذ عشر سنوات ، فرغم مليارات الدولارات التي راحت سدى ، لم يحصل المواطن العراقي على الخدمات الموعودة ، ومن الغريب ان يتقاذف المسؤولون تهم الفساد على بعضهم البعض . فقد اتهم رئيس الوزراء في حديث له الى تلفزيون العراقية مساء هذا اليوم 23 تموز وزراءه بعدم تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بل تنفيذ اوامر الكتلة التي رشحتهم للوزارة ، وضرب مثالا على الغباء في العقود ، شراء محطات كهرباء غازية في الوقت الذي لا ينتج العراق غازا لها ؟ وضرب امثلة عديدة اخرى على الرشوة منها تشييد مستشفيات من قبل الشركات الامريكية التي طالبها مدير مستشفى مدينة الطب بحصة من مبالغ العقود فاعرضت الشركة عن التعاقد .
ان سوء الادارة ينذر بانفجار كاسح يطيح بالوضع المتردي الحالي ولن ينفع بعد ذلك اطفاء حريق هنا ونار هناك ، فالحريق سيأكل الاخضر واليابس ، لذلك من الاولى للقوى السياسية المسؤولة ان تأخذ زمام المبادرة وتحاول اصلاح شؤون البلاد وتحمل الامور على محمل الجد .
ان عدم وجود رئيس اعلى – حتى ولو كان شكليا - للبلاد جعل كل مسؤول يغني على ليلاه ، فالحكومة لاتقوم باية انجازات ، ومجلس النواب مشغول بالقيل والقال ، والقضاء يصارع من اجل البقاء ، هذه هي السلطات الثلاث التي لا تستطيع انجاز اي شيء سوى الحصول على اكبر حصة من الرواتب والامتيازات والايفادات على حساب شعب يتلظى في سعير الصيف الحار والبطالة ونقص الخدمات .
تشكلت الاحزاب السياسية على اساس خدمة المواطن والوطن ، لكننا نلاحظ انها تحكم باسلوب نفعي طفيلي ، فجمع المال اصبح هدفها وبات مشابها لجمع الخراج ، على المواطن دفع الرشوة اينما يذهب ولاية مسألة او باب يطرق ، حتى ضج الناس من هذا التقليد الذي صار شيئا فشيئا داء عضالا لا يستطيع احد استئصال شأفته . الجميع يشكو منه ولكن لا مفر من التعامل به ، واصبحت تبعا لذلك السرقة والرشوة مشروعة بفتاوي وتبريرات وحجج وحيل شرعية ، ابتداء من الهدايا الى النذور .
وفتح باب الدجل على مصراعيه ، حتى شاهدنا من يعالج الناس بجكليته واصبح الطبيب الحقيقي هدفا للمسدسات والمفخخات والعبوات اللاصقة فخلت الساحة من الاطباء الحقيقيين واستحوذ عليها اطباء يعالجون الناس بضرب النعال و البصاق و بول البعير !
والانكى من ذلك استيلاء المسؤولين في الحكومة والاحزاب على الاراضي والبيوت والمباني التي تركها النظام السابق واصبحت عقود البيع والشراء تدر على الاتباع ملايين الدولارات ومثلها اصبحت البنوك الخاصة والعامة لقمة سائغة لكل صراف يحمل ختم مسؤول في الدولة يفتح به الابواب المغلقة على مصراعيها ، حتى صرنا نسمع سرقة ملايين الدولارات من قبل اسماء مجهولة تبحث عنهم الحكومة في مجاهل الغابات الامازونية .
اما الامن فحدث ولا حرج ، يتربع عليه بعض من لا خبرة ولا دراية لهم به ، اصبح امن المواطنين بايدي الاتباع والاقارب والاصهار ، فصاروا يسمون الحلاق جنرالا ، والنجار عميدا ، والحداد فريقا .. واصبحت الرتب العسكرية تباع بابخس الاثمان .
وفي الوقت الذي لا يستطيع وزير الدفاع فك رموز فساد اجهزة كشف المتفجرات ، نجده يحمل حقيبتين وزاريتين ، احداهما عسكرية والاخرى ثقافية ، في محاولة لتقليد الفضل بن سهل ذي الرئاستين ، رئاسة السيف والقلم ، فاثقل كاهله بما لاطاقة له به .
ان تغييب الاختصاص ، والعمل بطريقة قدرية ، باتت سياسة ثابتة في عمل الحكومة ، و ما دامت المناصب تباع وتشترى بالاخضر الفتان والاصفر الرنان ، سوف لن يحصل العراق على ادارة حكيمة تستطيع تسيـيـر دفة شؤون البلاد ابدا .
وما لم ينهض المواطن من غفوته ويحمل بيده راية التغيير ، فلن يتغير شيء في البلاد ، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر و المسار المتعرج للثورة
- دردشة مع الشبوط
- جو بايدن : تقسيم العراق ومباركة الحكومة العراقية
- بغداد تترقب بصمت ...لنعمل من أجل تأليف حكومة جديدة
- تحريم التحريض على الارهاب والكراهية
- اضافة الى عرض كتاب اغلاق عقل المسلم
- قادمون يابغداد
- ميزانية الدولة ... مقامة في أدب الكدية
- مجلس النواب يترنح بين الفصحى والعامية
- الزحف غير المقدس الى بغداد
- نقل المظاهرات الى بغداد ....الغاية والمبررات
- انقلاب 8 شباط جريمة لا تغتفر
- ماذا لو كان رئيس مجلس النواب العراقي وزيرا للدفاع
- حكومة الأغلبية والمصير المؤجل
- اطلاق سراح السجناء.... وماذا بعد !
- الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان
- العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
- تظاهرات الانبار وما بعدها
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - ازمات العراق ليست في الكرادة فقط