أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - قصة قصيرة : الدود














المزيد.....

قصة قصيرة : الدود


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


مع بدء زحف الدود على جسدهِ المتسمر على التراب شعر بألم قرصات عنيفة، حتى تخدرت أوصاله.
رسم الدود ثقوباً عشوائية على خارطة الجسد الذي أصيب بالشلل . نظر بطرفي عينيه الى الدود اللاهي من كل جهاته بتحويله الى وليمة دسمة ، هو الجائع الى كسرة خبز .
للحظات تمنى لو انقلب دودة تجد بيسر مايشبع جوعها ، وللحظات أخرى تخيل أنه كسرة خبز مصيرها أن يلوكه فم جائع ، فتشبعه، لكن مالم يرده هو أن يكون لقمة في فم الجشع ، لذا بدد سحابة تخيلاته وأمنياته ، وابتلعته غصة محرقة، عند تهويمات آخر أمنية: لو أنه استطاع سحق الدود بقدميه ، كما كان يفعل في الماضي ، لكنه الشلل الذي أصابه من جراء سلسلة مما قيل إنها عمليات جراحية وأدوية لعلاج أمراضه القديمة والجديدة ، حتى أودت به الى حالة العجز الكامل .
شعر بالأسف على نفسه ، هو الذي أعطى الكثير في حياته ، وخاب رجاؤه بفكرته أن الشامخين يموتون واقفين عادة ، حين وجد أن فكرة الموت العمودي تلك دحضها منظر الجسد الجامد الملقى بأفقية مُذلة تحت أجساد الدود. خاب ظنه بالحياة والقيم والجميع ، بمافيهم أبناؤه السذج ، العاجزون ، الذين سلموه الى ماقيل إنهم أطباء.
أدرك أن أطباءه لم يكونوا سوى فيروسات متآمرة على صحته ، ومشارطهم لم تكن إلاّ سكاكين وخناجر ذابحة ، لمصلحة العدو الدودي الذي وجد الجسد ساحة مفتوحة لأفواهه ، آخذاً بالتهام كل أعضائه وأحشائه ، حتى إذا ماوصل الى الوجه نال من العينين ، وهما تطلقان من طرفيهما الدمع . ذلك الدمع الذي نزل على التراب ، ولم ينشف!!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاعد البرلمانيين ... نفسي ومن ثم الشعب !!
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (7)
- حوار جريدة ملتقى النهرين مع أسماء محمد مصطفى / حين تتألق الم ...
- قصة قصيرة : اختفاء
- الفصل من الوظيفة بسبب النميمة والغيبة !!
- تيه
- دموع أم قصة قصيرة
- قصة قصيرة : البيت والريح
- قصة قصيرة : العشبة الصفراء
- الحياة قائمة عليها .. هل المحبة صعبة ؟!! / نحو ثقافة المحبة ...
- في الذكرى الخامسة لصدورها .. مجلة الموروث الثقافية .. كيف ير ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (6)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (5)
- إعصار جاسمية ، وتجربتي مع الأختين مطرة وطينة (حفظهما الله) ا ...
- اجعلوا عروش المحبة مزدحمة بكم
- ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوع ...
- احكي ياشهرزاد عن أصدقاء الكتاب / مشروع أنا عراقي أنا أقرأ .. ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (4)
- مشروع أنا عراقي أنا اقرأ .. من الفضاء الافتراضي الى العالم ا ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (3)


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - قصة قصيرة : الدود