أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - هدايا ليبرالية من مكة المكرمة إلى فرعون مصر














المزيد.....

هدايا ليبرالية من مكة المكرمة إلى فرعون مصر


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


أراك حاسراً ترنو دامعَ العينينِ
تسيلُ من محيّاك الأحزانُ
تكظمُ غيظَ السنينِ
تُطرقُ مليّا في رواحٍ وغدوِّ
بين فاسٍ وعَين (1)
تطوف بك الأحزان في ما مضى
وأطيافٌ من الأسلاف
تنبيكَ بالخبرِ اليقينِ
ففي الشام يرتعُ علقميٌّ
يضرمُ النارَ في كلّ منبتٍ
وفي كلّ ذي روحٍ ودينِ
يُبيّض صفحة الأجدادِ أنهمُ
لم يأتوا بمثله في الخرابِ
ولا بلغوا معشارَ ما أتى
من فتكٍ بالمسلمينِ
فتنهض هممُ الحشاشينَ في قبورٍ
يتصاعدُ فوقها دخانُ حشيشةٍ
يعانق دخانَ القصفِ فوقَ الشامِ في كلّ حينِ
فيرقصُ الأحفادُ فرحاً
ينتشون النصرَ مع الكأسِ
يقتلون قبر خالدٍ
ويضحكون من صلاح الدينِ
وفي مصرَ ترى سليلَ فرعونٍ
مرتبكاً خلف السوادِ يُغطي العينين
يُهدد بالسحرة:
ألا فاجتمعوا ليومٍ معلومٍ
وابعثوا في المدائنِ حاشرينِ
وقالوا بعزّة سيسي سنغلبُ
فاجتمع الناسُ وقال:
إن مرسيّكم هذا لمجنونِ
فلما أخرج مرسيّ يده بيضاء تسرّ الناظرينْ
هرب الساحرُ وقال:
انّي من النادمين (2)
فقال فرعونُ إنه لكبيركمُ الذي علّمكم الخيانة
لأقتلنكم في كل الشوارع والمساجد والميادينْ
***
وينتشي فرعونُ النصرَ خلف نظاراته السوداء
والشيطانُ يتربعُ على الجبينِ
يبعث القنّاصات إلى فتيةٍ قالوا
إنا من المسالمينِ
يرفعون أياديهم إلى السّماء عاريةً
أمام الدباباتِ
يخترقُ الرصاصُ، يزيدهم إيماناً وقالوا:
حسبُنا الله وإنا من المؤمنينِ
***
أراك حاسراً ترنو دامعَ العينينِ
تسيلُ من محيّاك الأحزانُ
تكظمُ غيظَ السنينِ
تطرقُ مليّاً في رواحٍ وغدوِّ
بين فاسٍ وعَينِ
تطوف بك الأحزانُ في ما مضى
وأطيافٌ من الأسلافِ
تنبيك بالخبر اليقينِ
ترى الأمصارَ تتقمصُ أندلساً
يهبّ الموت من كل جانبٍ
وفي كل حينِ
ترى ملوكَ الطوائفِ تدفعُ الجزية لأمريكا
وسيوفهمْ على رقابِ المتظاهرينِ
يدفعون الملياراتِ لوأدِ أحلامهم
يسمّون أطفالاً ونساءا
بالإرهابيينِ
ترى الأعرابَ قد اجتمعوا
وحولهم كهنةُ المعابدِ ومهرجون في التلفزيونِ
لكنّ مكاريوس يقطع الشك باليقينِ
أن من أحرقَ الكنائسَ كان من آل فرعونِ
إلّا أنّ عجيزةً كبيرةً قرّرت
أنْ لا سلطة في إنتخاب المسلمينِ
فخذوا الهبات الليبرالية ماشئتم من مكّة
عطايا جزيلة
من خادم الحرمين الشريفينِ
***
أراك على أريكة سوداء ترنو حاسراً
وتسيلُ الدموعُ على الخدينِ
تغطي الدماءُ جسدَ البلادِ
شبابٌ أضحوا للعيد قرابينِ
وفتياتٌ كالأزهار والرياحينِ
تتخضبُ بالدماء شهيداتٍ
عرائسَ في جنانِ الخالدينِ
لا يخيفهنّ الرصاصُ العلمانيّ
ولا خراطيش العساكر التي تخنثت أمامَ العدى
فروحُهنّ من أرواحٍ
هنّ سيدات نساء العالمينِ
***
ترنوا مبتسما وتشعل الأحزان فرحةً
لا يُخيفك العيشُ في الزنازينِ
فأنت تحملُ جنّتك في صدركَ
أينما اتجهتَ سلّمت وجهك لله مطمئناً
في حصنٍ حصينِ
إن متّ فلك حياةُ الخلدِ
وإن عشتَ فإلى الله من المتنافسينِ
سيّانٌ أمركَ في المحيا والمماتِ
لا يضيركَ فرعونٌ هالكٌ
وتبقى في رحاب الله من الأكرمينِ
____________
(1) فاس مدينة في أقصى المغرب العربي بمملكة المغرب وعين في أقصى المشرق العربي بالإمارات العربية المتحدة
(2) البرادعي



#علي_سيريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تقف السعودية وإيران مع دول الغرب ضد الربيع العربي
- أين أخطأ الإخوان المسلمون
- تمهيدا لإقامة دولة الأقباط تحويل مصر إلى سوريا أخرى
- لمحة عن الرينيسانس في أوروبا
- مؤخرة دبلوماسية في ذكرى ليالي الأنفال
- مؤخرة دبلوماسية في ليلٍ باهت
- ثورة الشام على الحشاشين
- إلى فخامة سروك بارزاني
- فخامة الدب
- أتاكم الخبر اليقين أن الزعيم
- شيبة طفلٍ فلسطيني يتيم
- اللاميّة الجلاليّة
- مجنون الدولار الثوري
- لطمية لكاكه حمه
- من كاكه حمه لإبن أبا سمير
- الأنبوب الكُردي العربي يوصل النفط إلى الغرب ويعيد البداوة إل ...
- أبو رغال الكُردي: الإستقلال بنت أحلام القصائد
- أوهام الأمة الإسلامية أو لكل فئة إسلامها
- أوهام العروبة والدمار
- مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - هدايا ليبرالية من مكة المكرمة إلى فرعون مصر