أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - لمحة عن الرينيسانس في أوروبا















المزيد.....



لمحة عن الرينيسانس في أوروبا


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصل البحث باللغة الانجليزية من ترجمة الكاتب نفسه.
 
ملاحظة مهمة. يعتمد كتّاب العرب في تعريف فترة الرينيسانس الأوروبي على ترجمات غير دقيقة وغير أمينة في وصف هذه الفترة بالنهضة. مصطلح الرينيسانس الذي استعمله اول مرة جيورجيو فاساري باللغة الايطالية (رينيشيتا) لا يعني النهضة على الاطلاق. ومن ثم فإن ترجمة الهيومانيزم بالإنساني والقول أن الإنساني جاء للتعبير عن الدنيوي مقابل الديني ليس قولا خاطئا فحسب بل وخيانة مقصودة لمبادئ العلم، يراد من خلف ذلك تمرير مفاهيم معينة لا أساس لها ضد دين معظم الناس في بلاد المشرق وتحديداً الإسلام. الهيومانيستييون كانوا متدينين ويدينون بالولاء للمسيحية. والإصلاح البروتستانتي ليس سوى حركة أصولية سلفية كان هدفها العودة الى الأصول. لذلك فإنني استعمل مصطلح الهيومانيزم كما في اللغة الانجليزية (بالرغم من أن المصطلح الإنجليزي لا يعني أومانيتاتس أو أومانيستا) و كذلك مصطلح الرينيسانس الذي يعني (الولادة من جديد) كما هو ايضا في الانجليزية لأن المعنى العربي يوحي بالمبهم و بما يُظن في غير محله. أضفت على النص العربي اضافات تلائم السياق المراد إيصاله للقارئ العربي.
تشكل فترة، "عصر الرينيسانس"، أهم مرحلة في التاريخ الأوروبي. وتعتبر هذه الفترة من الزمن، نقطة انطلاق تغيير كبير في الخارطة السياسية والثقافية لأوروبا. بدأ عصر الرينيسانس في إيطاليا وخاصة في فلورنسا في القرن الرابع عشر. ليس هناك شك في أن القرن الخامس عشر هو بدايه‌ تتويج عصر الرينيسانس بتشابكاته وتقاطعاته عبر ظروفه وعوامله. وتزامن صعود عصر الرينيسانس مع ظهور جانبين مهمين. الجانب الأول هو السلطة الجديدة التي ظهرت في جمهوريات المدن في شمال ووسط إيطاليا والتي كانت تحكمها أسر متنافسة من التجار، المصرفيين والتجار البحّارة. والجانب الثاني هو الثقافة الجديدة التي سميت بالهيومانيزم التي تشكلت تدريجيا عبر مراحل. ثقافة الهيومانيزم متداخلة مع تطور مجتمع الرينيسانس عبر علائق بالنظام السياسي الذي مر بمخاض عسير. وتزامنت هذه الجوانب مع مشاركة وتورط المؤسسة الدينية المسيحية الكاثوليكة وشؤونها الدينية والمدنية السلطوية مع قضايا البابوية وهيمنتها على السياسة. الرينيسانس باختصار تعني ولادة جديدة او الولادة من جديد. ويعني هذا أساسا إحياء الآثار الكلاسيكية للإمبراطورية الرومانية. تأثر الهيومانيزم الديني بطريقة إحياء تراث العصور الكلاسيكية القديمة، وبدأ بمراجعة العلاقة مع المؤسسة الدينية ولا سيما نصوصها، العهدين القديم والجديد. وقد تجلى هذا في الحركة الهيومانيزمية في جميع أنحاء المدن الإيطالية في القرن السادس عشر، راسخاً بعمق في المجتمع الإيطالي. وعلاوة على ذلك، ظهرالفن بتأثير العوامل السياسية والدينية المتشابكة. يمكن أن تعزى فكرة الرينيسانس إلى فرانتشيسكو بيترارك (1304 - 1374) الشاعر الإيطالي الذي يمثل نقطة تحول هامة من خلال زيارته لروما في 1337م (الصورة. 1). شعر بيترارك بحزن بالغ بسبب إنهيار الحضارة الرومانية. وكانت بقايا هذه الحضارة لا تزال هناك حيث كان الناس يرونها بأعينهم. وهكذا، كانت إمكانية إعادة ربط الناس بها ممكنا في ذهن بيترارك وآخرين.[1] كان حلم إعادة هذا التراث او عودة الحكم الروماني موجودا لدى الناس الأوروبيين، منذ اختفاء الإمبراطورية الرومانية، لأن الشعوب الأوروبية حلمت بعودة الإمبراطورية الرومانية لإعادة توحيد أوروبا. تم اختراع هذه الفكرة من قبل الناس الأوروبيين وترسخت في معتقداتهم. كان من المهم للشعب الأوروبي أن تعود الحضارة الرومانية من جديد. وقد خلقَ هذا الحلم والمصالح الخاصة أيضاً (كالتقرب من أصحاب السلطة والمال)، جوّاً، أغرى العديد من المثقفين مثل بيترارك وفلافيو بيوندو (1388 - 1463) للحديث عن إمكانية إحياء هذا التراث من خلال ربط الناس بالماضي: بالحضارة الرومانية. وكانت هذه نقطة تحول رئيسية في هذا الحلم، لمناقشته ودراسة إمكانيات جعله حقيقة في الواقع.[2] إذن الحلم تحول الى مفردة يتدوالها نفر من الناس في إيطاليا سرعان ما تحول الحلم من مفردة إلى أدوات تستمد جذورها من التراث.
  أول من استعمل مصطلح الرينيسانس هو جورجيو فاساري (1511-1574) باللغة الإيطالية، ولم يكن هذا المفهوم معهودا لدى الناس، او بتعبير آخر لم يكونوا يعرّفون عصرهم بعصر الرينيسانس. كان فاساري (الصورة. 2) واحدا من الهيومانيستيين البارزين في إيطاليا، حيث استعمل كلمة (رينيشيتا أو ريناشيتا: أي الولادة او البعث من جديد) كتعريف لجهود ونتاج ما سبقه من المثقفين المهتمين بدراسة الكلاسيكيات.[3] ومع ذلك، فإن ولادة جديدة لم تكن متاحة بشكل متكافئ وبمنهجية واضحة وموحدة، بين جميع المدن وكذلك بين المفكرين والمثقفين. ولكن الأهم انه تم العثور على قضية رئيسية في عصر الرينيسانس، وهي تطوير شروط الحرية والحداثة والعقل عبر مراحل زمنية طويلة أخذت جهودا كبيرة، لم تكن منضوية تحت تخطيط واتفاق مسبقين نحو هدف أو أهداف معينة. كما أن هذه المفاهيم لم تكن مشاعة، كما نحن نظن اليوم بالنسبة لتلك المراحل. لكنها نمت في أوقات متأخرة في عصر الرينيسانس بأشكالها البدائية، ومن ثم تطورت في القرون اللاحقة. وعلاوة على ذلك، أصبح في عصر الرينيسانس جوانب أكثر ابتداعاً بدلا من العلاقة المجردة مع الماضي الروماني. لكن هذا الأمر حدث بعفوية عبر العمل والخبرة التي تطورت بمرور الأيام كمنطق طبيعي لجوهر الأشياء في حركتها. ويمكن ملاحظة هذا التطور في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.[4] واستغرق الأمر وقتا طويلا، أي أنه لم يأت بيوم وليلة، بل وإن تلك الشروط تجسدت في مراحل ما بعد الرينيسانس، في عصري التنوير والحداثة .
حدث الرينيسانس في إيطاليا لأسباب. وترتبط هذه الأسباب بطريقة أو كيفية تطور القوة السياسية في إيطاليا في العصور الوسطى.[5]
كما ذكرنا سابقا، ترتبط فكرة الرينيسانس بمفهوم إعادة توحيد أوروبا تحت حكم واحد وقانون واحد (مثل إمبراطورية روما). وضعت هذه الفكرة على أرض الواقع من قبل شارلمان الإمبراطور الروماني المقدس (حكم بين 768-814)، الذي كان الإمبراطور الأول منذ إنهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية. على الرغم من أن إمبراطورية شارلمان (الصورة. 3) لم تدم لفترة طويلة، ولكن إيطاليا أصبحت منذ ذلك الوقت خاضعة للـ"إمبراطورية" الكارولنجية التي بدأت بتتويج شارلمان (كان نابليون بونابارت يشبه نفسه بشارلمان في ما يخص فكرة توحيد أوروبا التي كانت مركز إهتمام أدولف هتلر أيضا).[6] وفكرة الوحدة الأوروبية اليوم قائمة على قدم وساق رغم التحديات الكثيرة، لكن الحلم الطويل للأوروبيين لم يتحول يوما الى سخرية في أحاديثهم بشأن ذلك، بل وانعكس في الأعمال الأدبية والفنية مثل فيلم (Lord of the Ring) الذي يتحدث عن عودة الملك الذي يوحد أوروبا (مضمون الفيلم). والأهم من ذلك أن فكرة أوروبا موحدة ظلت نقطة رئيسية في جميع مراحل التاريخ الأوروبي على الرغم من إختلاف طبيعة الحكم والسياسات والأنظمة، منذ شارلمان وإلى يومنا الحاضر مروراً بالقرون الوسطى وعصر الرينيسانس ونابليون بونابارت (الصورة. 4) والثورة الفرنسية، وإلى العصر الحديث وظهور النازية والفاشية، وإلى الوقت الحاضر حيث تسود الديموقراطية بلاد أوروبا.
بدأ القتال من أجل استقلال المدن في وقت لاحق، وللحصول على شرعية الحكم كنقطة تحول مهمة وخطيرة في آن. بدأت الحرب مع الإمبراطورية الكارولنجية، تلك السلالة التي تعتبر مؤسِسة لمملكة فرنسا وألمانيا.[7] 
في إيطاليا، كانت سلطة الحكومة المدنية في أيدي الأساقفة الكنسيين تحت إمرة الإمبراطور أو الملك الألماني. نسبياً كانت إيطاليا أكثر تمدنا وعمرانا من باقي أوروبا، وكان هناك تحركاً كبيرا من الريف نحو المدن من قبل اللوردات الإقطاعية، من الخلفية الزراعية.[8] في غمرة اكتظاظ المدن بالوافدين بدأت الصراعات بين الأساقفة واللوردات على السلطة من أجل: من الذي يحكم المدينة. هذا السياق أدى إلى التطور الكبير في السياسة والحكومات، والحكومات البلدية (أعضاء طبقة النبلاء اتحدت بسبب وجود مصالح مشتركة ولم تكن نبالتهم عن طريق الوراثة والدم وإنما عن طريق التجارة).[9] بدأت الشرعية في الظهور في شمال ووسط إيطاليا بمعزل عن سلطة الملك الألماني (استمرار الإمبراطورية الرومانية المقدسة).
لذلك، حدثت الحرب بين المملكة الألمانية وحكومات البلدية الإيطالية (إتحاد لومباردي) في معركة لينانو (Legnano) في 1176 (الصورة. 5). أسفرت هذه المعركة في اعتراف الإمبراطورية الرومانية المقدسة بالحكومات الكوميونية (اي حكومات جماعات معينة لها إهتمامات و مصالح مشتركة: تجار، تجار بحريين والإقطاع). وثمة تطور آخر حدث بعد فترة بين Popolo (الناس) وطبقة النبلاء على أساس السلطة و الكيفية التي ينبغي أن تعمل بها، وكذلك في ما يخص سن القوانين أيضا. حكومة بوبولو في نهاية المطاف (التجار البحريين والمصرفيين والتجار الذين لم تكن لديهم شرعية عن طريق الدم والنسب كما الحال في أوروبا كلها) سادت المدن الإيطالية بشكل غير قانوني (لأن السلطات لم تكن بيد من لهم الحق في الحكم عن طريق الوراثة الشرعية اي النبلاء).[10]
كان الهيومانيزم الثقافة السائدة في عصر الرينيسانس. كان التعبير الأول له. من خلال الهيومانيزم (المترجم الى الإنسانية في اللغة العربية بشكل خاطئ ومقصود من الترجمة الإنجليزية المصاغة لأومانيستا: المهتم بدراسة الكلاسيكيات) سعت الحكومات البلدية الى تحريك الثقة السميكة (Thick Trust) (العلاقة الشخصية بين نفس الأعضاء من المجموعة الواحدة) إلى الثقة الرقيقة (Thin Trust) (الناس يثقون ببعضهم البعض لانه يحكمهم نفس الحكومة والقانون دون المعرفة الشخصية بين بينهم). هذا السعي كان كفاحا نفيساً من اجل شرعنة السلطة.[11] أعطى هذا التركيب الإجتماعي الولادة للهيومانيزم في درب تحقيق ذاك الحلم، وإحياء تراث العصور القديمة الكلاسيكية لاسيما الرومانية.[12] الهيومانيزم مصطلح أطلق من قبل المؤرخين المتأخرين على الأشخاص الذين سمّوا بـالـ (Umanista). الأومانيستا تعني المعلم او الدارس الذي يدرس الكلاسيكيات الإغريقية و اللاتينية. وتم في ما بعد تحوير الأومانيستا الى هيومانيست الإنجليزية، ليقوم مترجمون عرب بتعريب الهيومانيست جهلا أو زورا بـ "الإنسانية"، أو كترجمة حرفية للمعنى الإنجليزي الذي لا يمت بصلة الى جوهر الأومانيستا بشئ. كانت دراسة أو طرق تدريس الهيومانيزم تقتصر على خمس مواد: النحو والبلاغة والشعر والتاريخ والأخلاق (أو الآداب العامة).[13] هذه الجوانب انشأت إتصالا بين الهيومانيستيين والثقافة الرومانية الكلاسيكية وبالذات شيشرون (Cicero) (الصورة. 6)، خاصة قانونه والتخصصات السياسية التي مارسها في العهد الروماني. في الوقت الذي كانت حكومات المدن تسير، كانت الجامعات الإيطالية مختلفة نوعا ما في دراسة وممارسة المنهج الدراسي. على سبيل المثال، في جامعة بولونيا كانت التقنيات البلاغية تُدرّس لتعليم اسلوب الجدل والحجج.[14]
 النقطة الرئيسية هنا هي أن الهيومانيستيين استخدموا هذه التقنية لتقليد شيشرون (شخص روماني كان قانونيا و سياسيا بارعا كتب في أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية).[15] إثنين من مثقفي ايطاليا الشهيرين من القرن الثالث عشر استخدما هذه التقنيات. هما لوفاتو لوفاتي (1241 - 1309) والبيرتو موساتي (1261-1329). إذن ظهرت ثقافة جديدة للتأثير في القرون القادمة من الهيومانيزمية.[16]
في عصر الرينيسانس وفي وقت مبكر، كانت لهذه الثقافة تأثير كبير على الهيومانيستيين. وقد تأثر بيترارك بهذا التراث وكان مصدر إلهام للحركة الفكرية في إيطاليا عبر الخطابة وفقه اللغة. وهذه الحركة نمت بسرعة في المدن/ الجمهوريات (ليس بمعنى الجمهوريات المعاصرة اليوم).
وظلت عائلة الميديتشي (الصورة. 7) التي حكمت فلورنسا، صاحبة الحظ الكبير في استئجار الهيومانيستيين والفنانين لصالح حكمهم.
من أهم نتائج حركة الهيومانيزم على مستوى الثقافة هو رفض الهزيمة في النقاش، وكذلك رفض الاعتراف بنقطة النهاية للجدل والنقاش، ما خلق دوافع جديدة للاكتشافات في الأفكار والحجج. أصبح هذا الأسلوب من التعليم ثقافة، ليست كدراسة في الجامعات فحسب، ولكن أيضا بالنسبة لأطفال النبلاء (من فئة النخبة التي كانت تسيطر على الحكومات البلدية) لتكوين حلقة الوصل في ما يخص إحياء ثقافة العصور القديمة الكلاسيكية.[17] ومن نتائجها، ظهرت أدبيات (كورتيه) أو أدبيات الديوان الخاصة بالطبقة الأرستقراطية، لتعليمهم كيفية الممارسة والآداء في الكورتيه (الديوان).
ومن هنا، كان لهذه الحركة تأثير كبير في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر في ما يتعلق بقوة الحكومات. وكانت لها مزية إستكشاف أفكار جديدة وأساليب ومفاهيم أكثر تطورا مثل فلسفة ديكارت التي تطورت في المراحل المتأخرة من الهيومانيزم. بالرغم من أن فلسفة ديكارت تكاد تكون إستنساخا لفلسفة الغزالي[18] (وهو بحث نخوض في مستقبلا).
تأثير ثقافة الهيومانيزم، يشكل الوجه الأبرز في عصر الرينيسانس. أنتجت هذه الثقافة العديد من فروع الهيومانيزم مثل الهيومانيزم المدني والهيومانيزم المسيحي، وغيرهما كثير.
في نهاية القرن الثالث عشر كانت الحكومات البلدية في أيدي بوبولو وهو ما يعني إختفاء السلالات والنبلاء التقليديين في حكم المدن الإيطالية.[19] ويعني هذا أنها أصبحت جمهوريات (الجمهورية ليست بمفهومها المعاصر ويجب أن ننتبه لهذه النقطة جيدا). مع العلم أن طبقة التجار من العوائل القوية أصبحت بمرور الزمن من العوائل النبيلة (اي بمثابة الارستقراطيات الوراثية) وعلى سبيل المثال عوائل: ستروزي، ميديتشي، باتسي و أخرى غيرها كثير.
هذه العوائل كانت على عداء شديد تجاه بعضها البعض، رغم محاولات عدة أحيانا لتسوية الخلافات والعداوات عن طريق الزواج، وعلى سبيل المثال لا الحصر، زواج جوجليلمو دي باتسي من أخت لورينزو دي ميديتشي، بيانكا. الزواج الذي خلق صلحا بين العائلتين لمدة من الزمن، فقد تأثيره كليّاً في أعقاب مؤامرة باتسي الشهيرة.[20]
وكانت أكثر الأزمات الحرجة التي ضربت هذه المدن الجمهورية هي الحرب الأهلية، كانعكاس للصراع الطبقي (ليس بالمفهوم الماركسي) على السلطة، بين الأسر الأقوى من التجار والتجار البحريين والبنكيين (أصحاب البنوك). في هذا التقاطع التاريخي، ظهر الهيومانيستييون ضمن سياق المصالح الخاصة بهم  عبر إعطاء المشورة للحكومة حول الكيفية التي ينبغي أن تعمل بها. كان لديهم تراكم ثقافي أهّلهم لمعرفة طرق الدنو من هذا النوع من الممارسات حيث وجدوا أنفسهم مهيئين، لذلك عرضوا إمكانياتهم على أهل السلطة والمال، وتقربوا منهم بغية الحصول على المال والجاه.[21]
وعلى صعيد آخر، كان الصراع قد اتخذ مكانه بين حكومات البوبولو والأنظمة النبلائية منذ أمد، والتي انتهت بانتصار البوبولو مع نهاية القرن الثالث عشر. وفي هذا السياق، بدأت فكرة الحرية والإستبداد لتكون نقطة النقاش بين الهيومانيستيين ولكن في الفترات المتوسطة والمتأخرة من الرينيسانس. وكان هذا الإتصال الرئيسي مع العصور القديمة الكلاسيكية الماضية بسبب تأثر الحركة الهيومانيستية من قبل، على سبيل المثال، بشيشرون الذي كتب عن سقوط الإمبراطورية الرومانية، لكن الهيومانيزمية ولّدت وتطورت تقافتها داخل أحشائها أيضا. وهكذا، فان نصوص آلامانو روتشيني مثل "الحرية" تعكس المفاهيم الكلاسيكية للتعامل مع الوضع الحالي (لمواجهة الحكم الطاغي لعائلة ميديتشي في فلورنسا على سبيل المثال) سواء كان للانتقاد او لإصلاحه.[22] علمأ أن روتشيني كان معارضا لحكم آل ميديتشي وبرر في نص "الحرية" مؤامرة باتسي لأنها كانت ضد الظلم والطغيان (راجع إن شئت النص المذكور باللغة الإنجليزية).
أحد الجوانب الرئيسية لعصر الرينيسانس هو الثروة. كانت للثروة مركزية جد مهمة في الحركة الإجتماعية والسياسية. وكان لها تأثير على المؤسسة الدينية أيضا. وكانت وجهات نظر المسيحية في العصور الوسطى حول الثروة ليست إيجابية، لأنه دينياً، حسب تعاليم الكنيسة، ينبغي للإنسان ان يعيش الفقر كما عاش المسيح وأصحابه. كانت الكنيسة تحتفل بالفقر (كفكرة مطروحة للناس). لكن هذا المفهوم تغير بسرعة نحو إعتبار الثروة فضيلة (Virtue)، اي أن الغنى أمرٌ محمود و حسن. مدح فرانتشيسكو بربارو، وهو من الهيومانيستيين البارزين، الثروة، حيث نظر إليها على أنها فضيلة.
ناقش ليوناردو بروني ضد الفقر وهو يعتقد أن الثروة هي الفضيلة. كانت للثروة علاقة بالوضع السياسي والإجتماعي للأفراد والناس والسلطة. واستندت مساهمة الفرد في الحكومة على مقدار الثروة التي يملكها. من ناحية أخرى، كان مصدر الثروة بشكل رئيسي يتشكل من: التجارة، والتجارة البحرية والمصانع، التي كانت تسيطر على معظمها الأسر الغنية والتي كانت تتقاتل في نفس الوقت على السلطة.[23] الثروة والسلطة أدتا إلى خلق الفن، أولا، لتجسيد المفاهيم الدينية والشخصيات في قالب فني، على سبيل المثال أعمال لورينزو جبرتي في "ذبيحة إسحاق" (الصورة. 8). وثانيا، للمنافسة بين أعضاء البلدية في فلورنسا لتزيين أبواب مكاتبهم، للرياء والأبهة والفخر. هذان العاملان كانا الدافع الأهم والأكبر لتشجيع صناعة الفن. وتم تطوير الفن بالتتشابك مع الدين والسياسة والتجارة. كما أن العوائل الحاكمة الطاغية وظفت الفن لصالح سلطتها.
ساهم فيليبو برونليسكي ومايكل أنجيلو في تطوير الفن في عصر الرينيسانس في إيطاليا في القرن السادس عشر. كما جسّد فنانو عصر الرينيسانس في الأعمال الكلاسيكية، المفاهيم الدينية والإجتماعية، مثل "هيكل داود" ومفهوم "الفضيلة" المشاع في تلك الفترة، في أعمالهم.
وشرع ليوناردو دافينشي نحو التغيير او التحول نحو الواقعية وبالتالي فإن الفن ترسخ في صميم المجتمع الرينيسانسي الإيطالي. ولذلك، فان تغيير الحكومات البلدية، من الحكومات الكوميونية إلى بوبولو (الناس) في ظل حكم العوائل الثرية، وموقف المجتمع نحو مفهوم الثروة وتطوير الفن أيضا، كان له أثر كبير على جوانب الرينيسانس وتوسعها.[24] وعلينا أن لا ننسى علاقة الفن بتجسيد فكرة مهمة وهي "الفكرة الذكورية" (Masculinity) التي تجسدت في رؤية كل جمهورية الى نفسها على أساس ذكوري كمصدر للقوة والفحولة.[25] والأهم من ذلك فإن طبقة الهيومانيستيين والفنانين كانت في خدمة العوائل الحاكمة، نظرا لأنها كانت تقبض أثماناً باهظة في خدمة تلك العوائل ومن أهما ميديتشي.
على أي حال تطور الفن عبر هذا المخاض وخلق أبعادا جديدة أضيفت إلى مسار تطور الرينيسانس.
كان الصراع بين العائلات المتنافسة على السلطة يعد أبرز معلم من معالم الإجتماع والسياسة في عصر الرينيسانس. في فلورنسا أدى الصراع على السلطة إلى عدم الإستقرار ومؤامرات كثيرة ضد الحكام، وضد العوائل التي حكمت فلورنسا مثل عائلة ميديتشي.[26] حدثت مؤامرات إغتيال كثيرة مثل مؤامرة باتسي (Pazzi Conspiracy) في عام 1478 ضد رؤوس عائلة الميديتشي الإستبدادية (الأخوين جوليانو دي ميديتشي و لورينزو دي ميديتشي) من قبل متآمرين من عائلة باتسي (الصورة. 9) التي انتهت بمقتل جوليانو وجرح لورينزو، مقابل إعدام المتآمرين لاحقا. وكان هذا الصراع ليس بمعزلٍ عن تدخل الكنيسة. كانت المؤسسة الدينية، لا سيما البابوية، جزءا أساسيا ودائما من الصراع على السلطة، لأنها لعبت كل الأدوار الإلهية والمدنية بشكل خطير ومتزايد.[27] أثر الصراع في الكنيسة نفسها، وتوسّع ليشمل تقسيم أعضاء المؤسسة الدينية الموحدة كما هو الحال مثلا في قضية جيرولامو سافونارولا (الصورة رقم 10) (1452-1498) الذي أصبح حاكم فلورنسا، ولكن في وقت لاحق تم طرده من قبل البابا الكسندر السادس وحكم عليه بالإعدام في عام 1498 وتم حرق جثته داخل الساحة الرئيسية في فلورنسا، في عملية إستعادة حكم عائلة ميديتشي بمساعدة البابا. وهكذا، كان الدين عاملا وجزءا من الصراع السياسي من أجل السلطة، فضلا عن الصراع بين العوائل القوية لايجاد النفوذ في السلطة البابوية.[28] هذه الحال وكذلك تطور حركة الهيومانيزم، خلقا الأجواء للإصلاح الديني، الذي سمي في ما بعد بالإصلاح البروتستانتي بقيادة ريزيداريوس أرازموس، مارتن لوثر، هولدريخ زفينجلي و جون كالفن...الخ. لوثر لم يكن هيومانيستا لكنه وكالفن تأثرا بالهيومانيزم و تتلمذا بثقافته. آرازموس (الصورة. 11) عارض لوثر (الصورة. 12) لانه كان يشق الكنيسة، بينما كانت مفاهيم الإصلاح عند آرازموس تقتصر على تغيير الأفراد وليس الإصلاح الهرمي من الأعلى.
وقد تأثر الإصلاح الديني  بالحركة الهيومانيزمية الى حد كبير. والإصلاحييون الدينييون استخدموا التقنيات الخمس المذكورة في التعامل مع النصوص الدينية (الإنجيل والتوراة)، من أجل إصلاح الكنيسة. وفي الوقت الذي  تطور الحكم "الجمهوري" في المدن الإيطالية، وخاصة في فلورنسا، كان للهيومانيستيين تأثير كبير على فصائل المجتمع، بما في ذلك أعضاء من النخبة والكنيسة. ربما كان الإصلاح الديني من دون هذه الحركة مستحيلا أو ربما كان يأخذ مسارا مختلفا عما صارت إليه عواقبه. ولكن لا جزم بشأن ذلك.[29] بقي الإصلاحييون الدينييون موالين للكنيسة اللاتينية، ولكن كانوا مقتنعين أنه يجب إصلاح الكنيسة وفق النسخة الأولى للمسيحية (اي العودة الى المسيحية في عصر المسيح وأتباعه، والتخلي عن البدع والمحدثات لا سيما صكوك الغفران). وكان هذا انعكاسا لتأثير حركة الهيومانيزم (تراكمها الثقافي) منذ القرن الرابع عشر، وكذلك بنوع ما، إستجابة لإتفاق واسع النطاق في شمال أوروبا مع بداية القرن السادس عشر، حول ضرورة إصلاح الكنيسة. لقد تمت ترجمة الفلسفة الكلاسيكية القديمة تماما الى اللغة اللاتينية واللغات الاوروبية، وبدأ الاستغناء عن الترجمات العربية التي كانت قد هيأت الأرضية للإصلاح الديني المسيحي (على الأخص في ما يتعلق بفلسفة أرسطو وتأثيرها على رجال دين من أمثال توما الأكويني على سبيل المثال)، كما عمل الهيومانيستييون المسيحييون على فلسفة أرسطو مع التقنيات المذكورة لإصلاح المسيحية. كان لـ ريزيداريوس أرازموس تأثير كبير على الإصلاح الديني وأنه أثر في الكثيرين مثل زفينجلي (الصورة. 13).[30]
كانت الفلسفة والأدب الكلاسيكي متاحين في المدن الأوروبية بشكل واسع في القرن السادس عشر. وصل عصر الرينيسانس نقطة المضي قدما في تطوير الفلسفة والأفكار السياسية والمفاهيم الإجتماعية. أنتج الرينيسانس في أواخر عهده رينيه ديكارت (1596- 1650)، الذي جاء في ذروة نضوج هذه التجربة، والذي طرح فلسفته مذهب الشك لفتح الأفق أمام العصر الحديث. قام ديكارت بتغيير طريق الفلسفة من الكلاسيكية القديمة الى طريقة حديثة.[31] ولذلك، قاد حركة الرينيسانس في نهايتها نحو فترة عصر التنوير (سنناقش تأثير الغزالي في ديكارت واقتباسات هذا الأخير منه، في بحث مستقل).
كان عصر الرينيسانس حلماً لإحياء الكلاسيكيات الرومانية. تشابكَ إحياء التراث الروماني مع الفن، والسلطة، والسياسة التي ولدت حركة الهيومانيزم. كانت هذه الحركة حركة عشوائية وليست منظمة. لقد غيرت جوهر المجتمعات الأوروبية وخاصة الإيطالية حيث بدأت هناك. الهيومانيزم أدى الى الإصلاح الديني والفلسفة الحديثة من خلال التقدم في الفلسفة وآفاقها. وشارك الهيومانيستييون في السياسة والسلطة. وجاء هذا التشابك  كاستجابة لضرورات عصر الرينيسانس في إيطاليا. حركة الهيومانيزم لم تكن ضد الدين على الإطلاق، والهيومانيستييون لم يكونوا ملحدين أو على خصومة مع الدين. إن حركة الإصلاح الهيومانيزمي هي العودة إلى أصول الحضارة الغربية بشقيها الروماني/ اليوناني والمسيحي في فترات لاحقة من الإصلاحات البروتستانتية. عبر هذه العودة بأدوات معينة أشرنا إليها في ثنايا هذا المقال، قلّد الإصلاحييون الدينييون هذه الطريقة للعودة إلى الأصول، فقاموا يقرأون النصوص المقدسة بالأدوات المذكورة، قافزين على أسوار الكنيسة اللاتينية لبناء علاقة مباشرة مع النسخة الأولى للمسيحية.
ولكن ما دور الحضارة الإسلامية في خلق الرينيسانس الأوروبي؟ كيف تطور كل جانب من جوانب الرينيسانس وما هي تفاصيل ذلك؟ نترك هذه المواضيع واخرى غيرها مهمة لمستقبل قريب.


المصادر
Ady Cecilia Mary, Lorenzo dei Medici and Renaissance Italy. London: The english univ. press, 1970.
Al-Allaf Mashhad, The essence of Islamic philosophy. St. Louis: M. Al-Allaf, 2003.
Bautista Preston, Manifesting masculinities in central Italian Renaissance art: artistic theory and representations of the male body, UMI, 2008.
Black Robert, Renaissance thought: a reader. London: Routledge, 2001.
Burke Peter, Culture and society in Renaissance Italy, 1420-1540. London: Batsford, 1972.
Burckhardt Jacob, The Civilization of the Renaissance in Italy. London: Swan Sonnenschein, 1891.
Butterfield Herbert, Napoleon. New York: Collier Books, 1962.
 
Campbell Heather, The ascent of the West from prehistory through the Renaissance. New York: Britannica Educational Pub. in association with Rosen Educational Services, 2011.
 
Condra Jill, The Greenwood encyclopedia of clothing through world history. Westport: Greenwood, 2007.
 
Finer Samuel, The history of government from the earliest times. Oxford: Oxford University Press, 1997.
 
Greenfield Carestia, Humanist and scholastic poetics, 1250-1500. Lewisburg [Pa.: Bucknell University Press, 1981.
 
Hankins James, Renaissance civic humanism: reappraisals and reflections. Cambridge, UK: Cambridge University Press, 2000.
 
John Law, The lords of Renaissance Italy: the signori, 1250-1500. London: Historical Association, 1981.
 
Krejčí Oskar and Martin Styan, Geopolitics of the Central European region: the view from Prague and Bratislava. Bratislava: VEDA, Pub. House of the Slovak Academy of Sciences, 2005.
 
Lowe K. J. P, Church and politics in Renaissance Italy: the life and career of Cardinal Francesco Soderini (1453-1524). Cambridge, England: Cambridge University Press, 1993.
Machiavelli Niccolò and Wayne Rebhorn, The prince and other writings. New York: Barnes & Noble Classics, 2003.
 
McGowan Margaret, The vision of Rome in late Renaissance France. New Haven: Yale University Press, 2000.
 
Najemy John, Italy in the age of the Renaissance: 1300-1550. Oxford: Oxford University Press, 2004.
 
Nauert Charles, Humanism and the culture of Renaissance Europe. Cambridge: Cambridge University Press, 1995.
 
Paparella Emanuel, A new Europe in search of its soul: essays on the European Union s cultural identity and the transatlantic dialogue. Bloomington, Ind.: AuthorHouse, 2005.
 
Parker Geoffrey, Sovereign city: the city-state through history. London: Reaktion, 2004.
 
Parkinson George, Routledge history of philosophy. Vol. 4: the renaissance and seventeenth-century rationalism. London: Routledge, 1993.
 
Perry Marvin, Western civilization: ideas, politics and society. 9th ed. Boston: Houghton Mifflin, 2009.
 
Teschke Benno, The myth of 1648: class, geopolitics, and the making of modern international relations. London: Verso, 2003.
 
Too Yun Lee and Niall Livingstone, Pedagogy and power: rhetorics of classical learning. Cambridge: Cambridge University Press, 1998.
 


[1] Margaret McGowan, The vision of Rome in late Renaissance France. New Haven: Yale University Press, 2000. pp. 161-162.
[2] Emanuel Paparella, A new Europe in search of its soul: essays on the European Union s cultural identity and the transatlantic dialogue. Bloomington, Ind.: AuthorHouse, 2005. pp. 71-72.
[3] Jill Condra, The Greenwood encyclopedia of clothing through world history. Westport: Greenwood, 2007. p. 2.
[4] John Najemy, Italy in the age of the Renaissance: 1300-1550. Oxford: Oxford University Press, 2004. pp. 268-269.
[5] Marvin Perry, Western civilization: ideas, politics and society. 9th ed. Boston: Houghton Mifflin, 2009. p. 293.
[6] Oskar Krejčí and Martin Styan, Geopolitics of the Central European region: the view from Prague and Bratislava. Bratislava: VEDA, Pub. House of the Slovak Academy of Sciences, 2005. p. 54, and compare it to: Herbert Butterfield, Napoleon. New York: Collier Books, 1962. pp. 70-71.
[7] Geoffrey Parker, Sovereign city: the city-state through history. London: Reaktion, 2004. pp. 104-105, and compare it to: Benno Teschke, The myth of 1648: class, geopolitics, and the making of modern international relations. London: Verso, 2003. pp. 147-149.
[8] Law John. The lords of Renaissance Italy: the signori, 1250-1500. London: Historical Association, 1981. pp. 10-11.            
[9] Ibid, p. 11.
[10] Ibid, p. 11. And compare it to: Peter Burke. Culture and society in Renaissance Italy, 1420-1540. London: Batsford, 1972. p. 235.
[11] James Hankins, Renaissance civic humanism: reappraisals and reflections. Cambridge, UK: Cambridge University Press, 2000. p. 18.
[12] Ibid, pp. 8, 64, 106, 109 and 113.
[13] Ibid, p. 244. Compare it to: Carestia Greenfield, Humanist and scholastic poetics, 1250-1500. Lewisburg [Pa.: Bucknell University Press, 1981. pp. 19-20.
[14] Ibid, pp. 67, 69 and 187.
[15] Robert Black, Renaissance thought: a reader. London: Routledge, 2001. pp. 77-79.
[16] Heather Campbell, The ascent of the West from prehistory through the Renaissance. New York: Britannica Educational Pub. in association with Rosen Educational Services, 2011. p. 177.
[17] Lee Too Yun and Niall Livingstone, Pedagogy and power: rhetorics of classical learning. Cambridge: Cambridge University Press, 1998. p. 105.
[18] Mashhad Al-Allaf, The essence of Islamic philosophy. St. Louis: M. Al-Allaf, 2003. p. 201 and further.
[19] Samuel Finer, The history of government from the earliest times. Oxford: Oxford University Press, 1997. p. 963.
[20] Cecilia Mary Ady, Lorenzo dei Medici and Renaissance Italy. London: The english univ. press, 1970. pp. 64-65.
[21] John Najemy, Italy in the age of the Renaissance: 1300-1550. p. 10.
[22] Robert Black, Renaissance thought: a reader. pp. 87, 206 and 211.
[23] James Hankins, Renaissance civic humanism: reappraisals and reflections. pp. 442-446.
[24] Marvin Perry, Western civilization: ideas, politics and society. p. 299.
[25] Preston Bautista, Manifesting masculinities in central Italian Renaissance art: artistic theory and representations of the male body, UMI, 2008. pp. 1-10.
[26] K. J. P Lowe. Church and politics in Renaissance Italy: the life and career of Cardinal Francesco Soderini (1453-1524). Cambridge [England: Cambridge University Press, 1993. p. 79, and compare it to: Law John. The lords of Renaissance Italy: the signori, 1250-1500. p. 11.
[27] Jacob Burckhardt, The Civilization of the Renaissance in Italy. London: Swan Sonnenschein, 1891. pp. 119-120.
[28] Niccolò Machiavelli and Wayne Rebhorn, The prince and other writings. New York: Barnes & Noble Classics, 2003. P. 27.
[29] James Hankins, Renaissance civic humanism: reappraisals and reflections. p. 244.
[30] Ibid, p. 244, and compare it to: Charles Nauret, Humanism and the culture of Renaissance Europe. Cambridge: Cambridge University Press, 1995. p. 150.
[31] George Parkinson, Routledge history of philosophy. Vol. 4: the renaissance and seventeenth-century rationalism. London: Routledge, 1993. pp. 189-194.



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤخرة دبلوماسية في ذكرى ليالي الأنفال
- مؤخرة دبلوماسية في ليلٍ باهت
- ثورة الشام على الحشاشين
- إلى فخامة سروك بارزاني
- فخامة الدب
- أتاكم الخبر اليقين أن الزعيم
- شيبة طفلٍ فلسطيني يتيم
- اللاميّة الجلاليّة
- مجنون الدولار الثوري
- لطمية لكاكه حمه
- من كاكه حمه لإبن أبا سمير
- الأنبوب الكُردي العربي يوصل النفط إلى الغرب ويعيد البداوة إل ...
- أبو رغال الكُردي: الإستقلال بنت أحلام القصائد
- أوهام الأمة الإسلامية أو لكل فئة إسلامها
- أوهام العروبة والدمار
- مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!
- السيد مسعود بارزاني إستفاقة تنتظر الصدق!
- ذكرى إغتيال بيار جميّل بين لبنان وكُردستان
- حرب الأقنعة في العراق ما وراء القناع قداسة المظهر وفضاوة الج ...
- كيف تشتري سلطة إقليم كُردستان ذمم المثقفين العرب وغيرهم؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيريني - لمحة عن الرينيسانس في أوروبا