أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!















المزيد.....

مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 06:04
المحور: الادب والفن
    


كما الكينونات الأخرى للمجتمعات الشرقية، كالسياسة والإقتصاد والعلوم، يعاني قطاع الفن، السينما منه على الخصوص، إحباطاً كبيراً يثير الكثير من أوصاف الخجل.
لا يختلف إثنان، أن السينما الهندية تتفوق كثيراً على السينما العربية، وتسبقها بمراحل طويلة. مع ذلك لا تحظى السينما الهندية بأي إهتمام عالمي ذي شأن، إلا في المناطق الفقيرة والمنكوبة في العالم الثالث، مثل أفغانستان والدول العربية وإيران وغيرهن.
الممثلون الهنود معروفون لدى الهنود وشعوب العالم المنكوب، التي تعشق الدراما الهندية التي تتميز بخيالات وجدانية بدائية وفظيعة، وحدة سطحية في المشاعر والأحاسيس الذليلة، التي تتلذذ بالعبودية والإنتقام والأحلام المهزومة! لكنهم غير معروفين في الغرب!
قد يكون هناك ممثلٌ أو ممثلة يحظيان بشئ من الشهرة عالمياً، لأسباب معينة، إلا أن ذلك يشكل الإستثناء الذي يثبت القاعدة. ويشكل الممثل المصري عمر شريف هذا الإستثناء بالنسبة للعالم العربي.
طبعاً لا نضيّع الوقت في الحديث عن مركزية الغرب على أصعدة النشاط البشري، وإحتراس الغرب على ديمومة هذه المركزية، لأن المسألة واضحة جداً.
فهناك محاولات مستمرة لإقصاء الآخرين على الخشبة، ليكون مركز الصدارة محجوزاً للإنسان الغربي في كافة المجالات.
وإن أغضنا الطرف عن إنتمائنا على صعيد الهوية وعلائقها، يبدو الآداء الغربي منطقياً على صعيد التأريخ البشري، الذي يتميز بتنافس شديد الحدة بين مكوناته العديدة.
فهذا التنافس وذاك الإقصاء قائم على قدم وساق حتى بين مكونات المنطقة الواحدة، والبلد الواحد والهوية الواحدة. لذلك علينا أن نكون حذرين، قبل إطلاق الأوصاف والنعوت تجاه الغرب، أن نعرف إن كنا نحن نمارس ما نكرهه في الغربيين، أكثر منهم وأقسى!

السينما العربية مسكينة، والممثل العربي مسكين على المستوى العالمي!
فمن نيوزيلند وأستراليا وإلى الأميركيتين مروراً بعموم آسيا وأوروبا، ليس هناك من يعرف هذا الفيلم العربي أو تلك المسرحية، أو هذا الممثل العربي أو ذاك!
إنه أمرٌ مجهولٌ تماماً بالنسبة لشعوب الأرض من غير العرب!
فالفيلم العربي، أو الممثل والممثلة العربية، لا تُرشح لجوائز الأوسكار، أو الجوائز الأخرى العالمية. هناك بعض الجوائز التجارية، على هامش الفن والسينما الغربيين كجائزة "كان" وغيرها، لكن ذلك أيضاً يشكل الإستثناء الذي يدخل جوف المجهول في ذهن العالم الغربي!
على سبيل المثال فقد حصل المخرج السينمائي الكُردي "بهمن قوبادي" على جائزة "كان" وعُرضت أفلامه في دور السينما العالمية، بالرغم من أن الأكراد أنفسهم شعروا بالخجل من أفلامه أثناء مشاهدتهم لها. لكن بالنسبة للغربيين ظل بهمن وأفلامه والممثلين مجهولين تماماً!
ومثالٌ آخر يوضح الصورة بشكل أفضل. قبل أعوام قليلة أصدرت هوليود فيلماً بعنوان (The kingdom of heaven)
حول الحروب الصليبية. مثّل السوري غسان مسعود دور صلاح الدين الأيوبي. وبالرغم من معرفة الغرب لصلاح الدين وعظمته، وكان لا بد أن تكون شخصيته تجسّد بطولة الفيلم المذكور (ولم يكن كذلك!) فلن تجد في العالم الغربي خمسة أشخاص عاديين يعرفون غسان مسعود، الذي ارتضى أن يؤدي دور صلاح الدين مقابل الحصول على المال، مع العلم أن الفيلم المذكور يشوه تأريخ المسلمين والشرق، وبالأخص تأريخ صلاح الدين الأيوبي (نتحدث في هذا مستقبلاً)!!

ومن هنا يجب أن ندرك أن مراكز الفن والجوائز، ليست هي التي تمنح الشهرة للأفلام والممثلين.
فالجمهور، والإعلام الغربي بشتى أصنافه، هما الجهتان الرئيستان في دعم شهرة أهل الفن.
ويترتب على هذا منح الجوائز العديدة، وهي على أية حال تُمنح من قبل مراكز مرتبطة بمؤسسات كبيرة، مثل "هوليود" وقنوات إعلامية ضخمة.

وبما أن الفنان العربي، وقبله المواطن العربي البسيط يعرف هذه المسألة بهذا الوضوح، فقد إنتشرت أمراضٌ كثيرة في الأوساط العربية، مثل عقدة النقص التي رأيناها بوضوح كبير في مهرجان أبوظبي السينمائي الذي جرى قبل أيام!
فمن حيث عقدة النقص هذه (عدم حيازة الشهرة العالمية) قام المعنييون بشأن المهرجان، بإستضافة بعض الفنانين الغربيين ونفرٍ من المخرجين العالميين، الذين إمتلأت جيوبهم بأموال (مجانية!) لم يجتهدوا في الحصول عليها!
والهدف الحقيقي من وراء ذلك يكمن في عدة مسائل:
أولاً: محاولة جلب إهتمام الجمهور غير العربي، ولم يتحقق هذا!
ثانياً: محاولة فاشلة مسبقاً لدفع الممثل العربي، والممثلة العربية نحو شرفات الشهرة العالمية، ونيل إلتفاتة أهل السينما الغربية، لإشباع رغبة عقدة النقص تجاه السيد المهيمن على اللاوعي والعقل الباطن والظاهر العربيين، علّه يتصدق بنظرة الشفقة نحو معجبه (العالمثالثي)! ولم تتحقق هذه الرغبة ولن تتحقق!
ثالثاً: إخراج مؤقت للسينما العربية وفنانيها، من الإختناق الكبير الذي يعانون منه!
رابعاً: التمتع بالوهم المحيط عبر أجواء المهرجان، أن الرغبات الدفينة قد تحققت في نيل الشهرة العالمية، في خلال تقليد بئيس للأجواء الغربية في المهرجانات الفنية:
السجاد الأحمر، أزياء الحفلات والموضة، التغطية الإعلامية عبر إجراء مقابلات مبهرجة مع الممثلين والممثلات، التلفظ بكلمات إنكليزية تثير حقاً إشمئزاز الجمهور العربي، قبل أن تثير إشمئزاز السيد الغربي، إن كان يتفرج أساساًً !

إن هذا المهرجان الفاشل بكل المقاييس، والذي كان محاولة لجلب إهتمام الآخرين لا أكثر، بذّر أموالاً طائلة هباءا منثورا!
فقد قام المهرجان المذكور بإملاء جيوب هذا أو ذاك، وخصوصاً الغربيين (ألقيتُ نظرة في إعلام دول الغرب علّني أجد خبراً خجولاً عن هذا المهرجان فلم أفلح وقد يكون الخبر قد ذُكر دون إستحقاق شروط الإهتمام بتاتاًً )!

الشعوب العربية تحتاج كثيراً للتصرف بالأموال تصرفاً عقلانياً. هناك أموال طائلة تُبذر للفناء، في حين تعاني شعوبنا الفقر الشديد، الجوع، التخلف العظيم على المستوى الإقتصادي والعلمي والسياسي والفني أيضاًً !

يجب أن يعلم فنانونا المحترمون أن العالمية مرتبطة بكينونة أكبر من الفن، ألا وهي التفوق السياسي.
إن السياسة والقوة (كناية عن القوة كلها)، هي التي تفرض مفردات التفوق، والإمتياز والتصنيف!
الغرب متفوق سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، لذلك فإن هوليود تبقى هي محط الإهتمام والشهرة العالميين!
وسيظل العالم يعرف ريدلي سكوت، ستيفن سبيلبيرك، وولفكانك بيترسن، توم كروز، راسل كروز، ويل سميث، نيكول كيدمان، كيارا نايتلي ومئات المخرجين والممثلين والممثلات من هوليود.
لكن السينما العربية، وبالأحرى الممثل والممثلة العربيين سيظلان غرباء مجهولين بالنسبة للعالم الغربي، حتى ولو دفع العرب الملايين من الدولارات للمخرجين والفنانين الغربيين، في تكريمٍ فارغ الجوهر لا يزيد ولا ينقص!
الأولى كضرورة ملحة لتحقيق تلك الرغبات الدفينة، أن تقوم السينما العربية الوصول أولاً إلى مستوى السينما الهندية، إن كان ذلك يشكل أولوية في حاجات العرب على صعيد الحياة، وآنئذٍ لكل حادث حديث لنيل عطف هوليود وأهل بيتها!!

[email protected]



#علي_سيريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد مسعود بارزاني إستفاقة تنتظر الصدق!
- ذكرى إغتيال بيار جميّل بين لبنان وكُردستان
- حرب الأقنعة في العراق ما وراء القناع قداسة المظهر وفضاوة الج ...
- كيف تشتري سلطة إقليم كُردستان ذمم المثقفين العرب وغيرهم؟
- هل مازالت كركوك -قدس- كُردستان؟
- نيتشيروان بارزاني: الأكراد كسالى 2-2
- نيتشيروان بارزاني: الأكراد كُسالى! 1-2


المزيد.....




- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سيريني - مهرجان أبوظبي للسينما خواءٌ يثير الشفقة!