أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 00:53
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ظللت أحاول أن أكتشف ما لم تذهب إلى اكتشافه عقول النخب العربية – الوطنية .. داخل كل وطن قطري عربي بذاته – وهو البحث للماورائي (المنهاجي - المجرد) الذي تعتمد عليه الادارة الامريكية في بناء اجنداتها المتعددة الاتجاهات والاغراض في الشرق الاوسط ، والذي بموجب نيل هذا الاكتشاف نستطيع بكل بساطة أن نستقريء طابع واتجاهات السيناريوهات القائمة .. المتعامل بها ، بل ويمكننا أن نستقرى مسبقا احتمالات فشل ونجاح المشروع الامريكي هذا ، وكذلك صور تبدله قبل العمل به – والغربي المقتنع العمل من خلاله .. كأساس معتمد في بناء تحالفات المصالح بين الاقطاب الدولية الرئيسية .. النافذة على القرار الدولي ، نحو سباق دول المركز العالمي لإعادة اقتسام العالم ، والذي على اساسه ستقام المعادلات التوازنية لطبيعة النظام العالمي الجديد ، الذي بهت اعلامه من كثرة اللوك فيه من مطلع 1990م. ولم يحرز تقدما حتى لخطوة واحدة حتى الان ، كون أن طابع الانتقال اليه يفرض شرطية تحول التنافس على الاساس الاقتصادي والتجاري المالي ، بينما لم تزل شرطية النفوذ والتوازن الدولي متخندقا في القوة العسكرية والتفوق التسلحي ، وهو ما يمنع حقيقة التحول النوعي لبناء النظام العالمي الجديد .
قد يسأل أحد المثقفين النوعيين – طبعا بعد الايضاح من قبلنا لاحقا للرؤية التي نذهب إليها – أنت لم تذهب بعيدا في استقرائك للأجندة الامريكية وراهن الوضعية السياسية ( في البلد العربي ذا أو المنطقة ) ، فأين الاختلاف ؟ - قد يظهر للمثقف الاعتيادي المصداقية الاستقرائية العلمية لمثل هذا الطرح ، ولكن لمن يمتلك منهجا علميا – جدليا .. نوعيا .. متحررا لا نقلي – لن يجد نفسه متوافقا مع هؤلاء ، ويكون اكثر تشددا في اتجاهنا .......
من هنا سنذهب اولا في طرح تصورنا للنهج الفلسفي الذي تعتمده الادارة الامريكية في بناء اجنداتها ، والذي من خلاله والمعلومات المعرفية للظواهر المجتمعية والسياسية لهذا البلد او المنطقة تبنى استراتيجية العمل في صور من السيناريوهات المقر العمل بها والسيناريوهات البديلة – عند ظهور مؤشرات استباقية تشير الى تعرجات في سير المشروع ، وهو ما يمنحها وقتا من دراسة السيناريوهات البديلة ذات الجدوى للعبور فوق تلك التعرجات المنكشفة في مشروع السيناريو المستبدل ، وبحيث يكون السيناريو البديل ذات روافع تكون غير بعيدة كثيرا عن تلك المعتمد عليها السيناريو المستبدل ، وبحيث يكون البديل ذات سمات وخصائص تسمح بتلافي العيوب المنتجة عبر المشروع الاسبق وبأقل الخسائر ، وبانتقال ناعم بين المشروعين غير مدرك إلا للعين التحليلية الفاحصة المتمتعة بامتلاك المنهج العلمي – الحر لاستقراء الامور دون وقوعه في ابسط المؤثرات المختلفة – او اكبرها .
إن النهج الفلسفي – المجرد – الذي تبنى عليه السياسة الامريكية – في كل القضايا والمسائل والأمور المختلفة – يعتمد أولا على رافعة المتوازيات – التي تشتمل على المتمثلات بالمتقابلات الضدية ، والمتعاكسات اللاضدية – المعتمدة هذه الاخيرة على حقيقة الظرفية لواقع الظواهر او القضايا او الامور في ذات البلد او المنطقة التي تعمل عليها الاجندة الامريكية – كما وتشتمل على المتقاطعات المسارية (التاريخية والظرفية ) للظواهر أو الابنية أو القضايا أو الامور في ذات البلد أو المنطقة موضع آلية عمل الاجندة الامريكية ، وهذه الرافعة الجوهرية للنهج الامريكي بذاتها تقام على المعلومات المعرفية الاستقرائية والتتبعية لمحتوى الوجود الواقعي والتاريخي لتلك المتوازيات ومساراتها - التي تقام عليها استراتيجية الاجندة الامريكية في البلد المعني او المنطقة المستهدفة ، أما ثانيا في جوهر ذلك النهج الامريكي يتمثل بالاتكاء على المنهج المادي الجدلي . . على الاساس البنيوي - العلاقاتي الداخلي والخارجي ، الذين تقوما عليهما تلك الابنية او الظواهر ، اضافة إلى مسلكياتها المنتجة وفق الطبيعة النوعية لشكل العلاقات الداخلية المرابطة لمكونات كل بنية واحدة بذاتها منها ، والعلاقات الخارجية القائمة بين الابنية بمجموعها ، والتي من خلاله استيعابها علميا ، تصبح ذاتها ركائز انتقائية تعتمدها الاجندة الامريكية وتعمل من خلالها .
من خلال ما تقدم – حول استقراء النهج الفلسفي المجرد الذي تبنى عليها مجمل الاجندات الامريكية – تجاه أي مواضيع او ظواهر كانت ، في أي بلد او منطقة كان او كانت في العالم – يمكننا الدخول التحليلي المستقيم – غير الاعوج الوهمي – لفهم ظاهرة ثورات الربيع العربي ، الذي غرر عبرها العقل العربي ( نخبا وعامة ) – من خلال نخب مثقفة مشتراة – مثل عزمي بشارة والقرضاوي في قناة الجزيرة - أو عاملة عضويا كأدوات من ضمن المكونات الضمنية في المشروع الامريكي ، والغربي عامة ، ومن خلال حصار العقل العربي بالوسائل الاعلامية التابعة - بكونها منتجة داخليا بطبيعة مصطنعة تتمثل بالطبيعة التبعية أو الانتهازية كإعلام تابع للخارج ، وفيها يستغل سيطرة الوعي العاطفي – الشعبي في تقييم الاحداث والأوضاع ، وبطبيعة ذاتية موضوعية لأعلام يكون فيها الاعلاميون مسيطرا عليهم في الموقف الوعي الانفعالي والعاطفي كما هو عند العامة ولكن بصورة اكثر تفصيلا منتج عبر سيطرة ذلك الوعي العاطفي على طبيعته الانتقائية لمصادر المعلومات وتحليلاتها بما يتماشى معه - وهذه المعلومات وتحليلاتها لا يدرك انها موجهة اليه لصناعة وعيا توهميا ، ولكنه يتساير مع القناعات والصور المسبقة التي يريدها ذلك العقل ليستخدمها وعاء لتشكيل موقفه – هذا الاعلام الداخلي المحاصر للعقل العام يعيد صناعة الوعي الشعبي عبر مفرداته الانتقائية – العاطفية كتخريجات مفهوميه ذات طبائع تبريرية لواقع ما يجري بأنها ثورات ذات طبيعة مغايرة لما عهد تاريخيا عن مفهوم وطبيعة وشكل الثورات سابقا ، ولم يفق العقل العربي . . بل جزء منه - من وعيه الزائف بكذبة طبيعية هذه الثورات وانتصارها – بعد زمنية تاريخية ضئيلة . . بين سنة ألى ثلاث سنوات – حيث تجلت نتائج ذلك الحراك العربي بأنه شديد البعد عن حقيقة الثورات ، ولم يكن ابعد من اسقاط رأس الحكم وصفه الاول الموالي - وليس حتى اسقاط نظام الحكم السياسي ، بينما الثورات تخلق تغييرا اجتماعيا متناسبا مع نظام الحكم الجديد الذي خرج من اجله الشعب .
إن رؤوس الاقلام ( أي المداميك المعرفية – كمفردات جوهرية ) للسيطرة الامريكية في المنطقة العربية – راهنا وكتأسيس لتفرد السيطرة على هذه المنطقة مستقبلا عند الولوج إلى إعادة تقسيم العالم وفق النفوذ الفعلي على الواقع المادي – يمكن تفكيكها وفق الآتي :
الغاية : السيطرة شبه المطلقة على هذه المنطقة من العالم في ظل التوازن القادم للنظام العالمي الجديد الذي يعاني من الترنح وعدم الاستقامة منذ 1990م. ، وهو نزوع امريكي استباقي لاحكام سيطرة النفوذ على المنطقة قبل ولوج متعددات قطبية اخرى في منازعتها لاقتسام المنطقة .
الهدف الاستراتيجي : منطقة كاملة النفوذ المحكم امريكيا عبر رافعة حمل مادي لإحكام ذلك النفوذ حاضرة في الجغرافية السياسية داخل مكون ذات المنطقة ، والمتمثلة بالدولة الصهيونية
( اسرائيل ) ، والمنتج البنائي – الموضوعي المراد قيام تحققه كواقع نظامي وحياتي للمنطقة – وفق الغايات الامريكية – متمثل بالشرق أوسطية جديدة – منتج ظاهره شراكة اسرائيلية – عربية أو بصيغة أخرى يهودية ( صهيونية ) – عربية ، باطنها سيطرة تفوق اسرائيلي بدعم امريكي لمقدرات امة عربية ضعيفة لا تمتلك من الشراكة سوى الثروات الطبيعية والقوة البشرية للعمل في سوق هذا المشروع المأمول تحققه – واسرائيل هنا في ظل مشروع الطموحات للادارة الامريكية سابق الذكر ، لها أن تتكيف مستقبلا على انها جزءا ملحقا من النظام الامريكي خارج الجغرافية السياسية لامريكا الام ، أو انها نظام حكم سياسي تابع لمركز التحكم الامريكي – ولكنها تبعية ذات ثقل اكبر من غيرها ، لكونها تمثل رأس الرمح الذي يتكئ عليه المشروع الامريكي كتجهيز للعبة التوازن العالمي القادم بين بلدان النفوذ على العالم وتقسيمه بين مراكز النفوذ القطبي القادم على العالم .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟