أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الفدرالية السنية















المزيد.....

الفدرالية السنية


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفدرالية السنية

1-
فكرة اقامة دويلة شيعية في المناطق الرئيسية لتواجد الطائفة الشيعية لم تبدا مع مطالبة( المجلس الاعلى الاسلامي )بانشاء ( فدرالية الوسط والجنوب ) في عام 2006 بل هي اقدم من ذلك حيث طرحت الفكرة بعد قمع انتفاضة اذار عام 1991 بصيغة مطالبة امريكا ودول اوربا الغربية باقامة ( منطقة امنة ) على غرار ماتم في شمال العراق غير ان امريكا اكتفت بانشاء منطقة (حظر جوي ) غطت جنوب ووسط العراق ،وفي مؤتمرات المعارضة العراقية الثلاث ( فينا ، صلاح الدين ، لندن ) تم الاتفاق على ( فدرالية ) النظام الذي سيعقب سقوط النظام الصدامي دون الاشارة الى التفاصيل عدا الاقرار بخصوصية ( اقليم كردستان ) ، وبعد سقوط النظام الصدامي ثبّت الدستور العراقي ( صدر في 13 تشرين الاول عام 2005 ) شكل الدولة العراقية قائلا في مادته الاولى ( جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة ...) وشرح مكونات الاتحاد في المادة 116 قائلا ( يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة واقاليم ومحافظات لامركزية وادارات محلية ) وقال في المادة 119 ( يحق لكل محافظة او اكثر تكوين اقليم بناء على طلب الاستفتاء عليه ..) .
ورغم ان مطالبة ( المجلس الاعلى الاسلامي ) لا تبدو متعارضة مع مواد الدستور الا انها كانت واضحة في روحها الطائفية التي تسعى الى تقسيم العراق الى دويلات طائفية ولهذا واجهت الرفض الوطني الشامل، وقد لوحظ ان مناطق العراق الغربية ( مناطق السنة ) كانت اشد الرافضين لتطبيق الفدرالية عموما ولفكرة ( المجلس ) خصوصا . وقد تخلى المجلس وقتها (ظاهريا على الاقل ) عن دعوته تلك.

2-
بعد اعتصامات المناطق الغربية في هذا العام واقتحام مقر اعتصام الحويجة ارتفعت اصوات سنية تدعو الى انشاء اقليم او اقاليم في المناطق الغربية وقد اعلنت الحكومة والاحزاب الشيعية الحاكمة بما فيها ( المجلس الاعلى الاسلامي ) عن معارضتها لهذه المطالب السنية باعتبارها تساهم بتمزيق العراق على اساس طائفي وقد لاقت الدعوة لاقامة اقليم سني اعتراضات قوية من قبل الفعاليات السنية نفسها وهوجم اصحابها فصمتوا .
3-
بعد مرور سبعة اشهر على اعتصامات المناطق الغربية وبالتزامن مع فضيحة اقتحام سجن ابو غريب واطلاق سراح المئات من عتاة الارهابيين وماتبعها من اجراءات امنية هستيرية تركزت في المناطق السنية المجاورة لسجن ابو غريب ، عادت الدعوة لانشاء اقليم سني بقوة في هذا الشهر( آب 20013 ) من خلال ( الحراك الشعبي ) الذي عقد مؤتمرا ( لتوحيد اهل السنة ) ، وخلافا للمرة السابقة كانت الدعوة هذه المرة اكثر قوة وجدية وتلقى شبه اجماع سني ولم تظهر أمامها معارضة سنية قوية كما حصل في المرة السابقة .
4 -
رغم ان الدعوة الجديدة لاقامة اقليم سني اقوى واوسع واكثر جدية من الدعوة السابقة التي ظهرت في بداية الاعتصامات الا ان حكومة السد المالكي بدت غير مبالية بالأمر ، بل ظهرت تلميحات تفيد بعدم معارضة الحكومة لاقامة اقليم سني ،وأهم هذه التلميحات جاء على شكل مقال بعنوان ( الفدرالية السنية ) (انظر الرابط رقم1) بقلم السيد محمد جبار الشبوط ( مدير عام شبكة الاعلام العراقي والمقرب من السيد المالكي) يؤيد فيه مطالبة الشيخ غسان العيثاوي (عضو اللجنة الشعبية لاعتصامات الرمادي) بتشكيل اقليم سني قائلا ( وهذا قد يبدو حلا على كره كما يقال ولكنه قد يكون أهون من التقسيم أو حل الحرب الأهلية أو حل بقاء الأمر على ماهو عليه الأن الذي قد يفضي الى تحلل الدولة ) . وقد برر السيد الشبوط تأييده لمطالبة الشيخ العيثاوي باقامة اقليم سني بامرين : اولهما أن( فكرة دولة المواطن ) تراجعت ( وغاصت الى قاع المجتمع العراقي وتسيدت فكرة دولة المكونات ) ولهذ السبب ( لم يعد من العيب التحدث بأسم الطوائف والمكونات )
وثانيهما : عدم معاداة العيثاوي لحكومة المالكي ف ( الجميل في طروحات الشيخ العيثاوي انه لاينطلق من موقف معاداة الحكومة في بغداد وهذا يجعل من الممكن التفاهم معها للتوصل الى حلول خاصة في الأمور التي تقع ضمن صلاحياتها واختصاصها ..) وعليه فان (موقف ) العيثاوي( يستحق التشجيع فهو يساعد على اشاعة السلام في البلاد وتحقيق التعايش بين مكوناتها المختلفة ) .
5-
بغض النظر عن كون (تأييد ) السيد الشبوط ل( الفدرالية السنية ) مجرد ( وجهة نظر ) خاصة ، او تعبر عن موقف حكومة المالكي فأن سياسات المالكي بصورة عامة ( خلال ولايتين ) وسياساته ازاء اعتصامات المناطق السنية تشير بما لايقبل الشك بأن المالكي يدفع المناطق السنية الى القبول بحل فدرالية السنة ( على مرارته بالنسبة لهم) حتى يبرر لنفسه أقامة أقليم شيعي تنفرد فيه الأحزاب الدينية بالسيطرة على اغنى مناطق العراق ..
لقد ادرك المالكي أن سيطرة حزب الدعوة وحلفائه على كامل العراق امر مستحيل بسبب معارضة الاكراد والمناطق الغربية وليس من حل امامه سوى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات ينفرد المالكي باغنى احدهما ، وهذا الحل يحضى بدعم ايراني وامريكي - صهيوني بلا ريب.وفي سبيل الوصول الى هذا الهدف ( الستراتيجي ) فان حكومة المالكي مارست سياسات متنوعة ادت الى اضعاف ( فكرة دولة المواطن ) وجعلت ( فكرة دولة المكونات ) واقعا سياسيا معاشا ليكون ( التحدث بأسم الطوائف والمكونات) واقعا عراقيا لاعيب فيه (ولاهم يستعيبون ).
اما لماذا عارض المالكي فكرة الفدرالية السنية في المرة الاولى ( في بداية الاعتصامات ) فأعتقد ان ذلك يعود لسببين : الاول وهو الاهم ان الفكرة لم تكن جدية ولاتلاقي اجماعا سنيا . والثاني هو قناعة المالكي بان سكان المناطق الغربية سيعاودون طرحها بجدية واجماع مرة ثانية وثالثة مادامت الدولة تدار باسلوب طائفي.المالكي استخدم اسلوبا تكتيكيا يبدو من خلاله رافضا لفكرة فدرالية السنة في الوقت الذي يعمل فيه على جعل الفدرالية السنية هي الحل الوحيد امامهم للخروج من مأزق التحشد في العراء لمدة لايعلم احد كم تطول.ويمكن القول ان سعة العمليات الارهابية التي ضربت المناطق الشيعية تدخل في اطار سعي جهات (داخلية وخارجية) لارغام الشيعة على القبول بفكرة الفدراليتين الشيعية والسنية للتخلص من فواجع العمليات الارهابية .. مطبخ الطائفية لاتفوح منه الا الروائح العفنة .والسؤال الملح هو اي من الاحزاب الاسلاموية الحاكمة والمعارضة ( السنية والشيعية ) غير طائفي ؟ لايوجد ( والحمد لله ).
6 -
الدارسون لجماعات الأسلام السياسي يدركون ان تلك الجماعات تعاني من مرضين وطنيين خطيرين يجعلانهم عاجزين عن الحفاظ على سلامة الأوطان التي يعيشون فيها، اولهما ( ضمور الحس الوطني ) وثانيهما ( تورم او تضخم الحس الديني - الطائفي ) وهذا يفسر تدهور حالة الاوطان التي تسلم الحكم فيها الاسلام السياسي او مارس فيها ثقلا سياسيا مؤثرا . الامثلة كثيرة : فهم ما أن سيطروا على السودان بانقلاب ( الترابي - البشير) حتى تقسم السودان الى شطرين، وبسببهم انفصلت باكستان عن الهند وانفصلت بنغلادش عن باكستان وتدهورت دولة افغانستان ، وها هو المجتمع الايراني منقسم ويتملل بسبب القمع وتراجع مستوى الحريات، وهاهو العراق يترنح ومقبل على التقسيم ، وكادت مصر ان تغرق في الظلام لولا ان ابناء النيل يملكون حسا وطنيا دفعهم الى ازاحة كابوس الاسلامويين قبل فوات الاوان، فلا نستغرب والحال هكذا من تشجيع حكومة المالكي متطرفي السنة على اقامة فدرالية سنية تؤرخ لبداية تقسيم العراق .
7 -
الفدرالية بحد ذاتها حل اداري ممتاز اذا كان مرتبطا بوجود( دولة المواطنة ) الحقيقية ففي هذه الحالة تصبح ( فدرلة ) الدولة بابا لتوسيع الديمقراطية وتوسيع مشاركة الشعب في الحياة السياسية ، اما في ضل ( دولة المكونات ) التي اعترف بوجودها السيد محمد جبار الشبوط فأن (فدرلة) العراق تعني بابا واسعا لتناحر الفدراليات وتعميق شعور العزلة والتقوقع بين فئات الشعب العراقي مما يقود بالضرورة الى تشضية العراق وتقسيمه..
انا شخصيا دعوت في عام 2004 في مقال عنوانه (فدرالية العراق على ضوء الجربة الكندية ) نشرته صحيفة ( الشرق الاوسط )( انظر الرابط 2 ) الى الحل الفدرالي على اساس مناطقي، وليس على اساس طائفي، كما يخطط الان ، غير اني ارى الأن ، وبعد تدهور الشعور الوطني، وغلبة النفس الطائفي على النفس الوطني ،ارى ان اي( فدرلة ) للدولة العراقية وباي صيغة كانت لا يعني سوى تشضية الدولة العراقية ، وهذا لايعني المطالبة بالغاء فكرة الفيدرالية نهائيا بل يعني وجوب تأجيلها الى حين أقامة ( دولة المواطنة ) التي لن تقام الا بعد ازاحة سيطرة الاسلام السياسي على العراق ، ففي ضل سيطرة الأسلام السياسي على العراق سيتعمق طابع ( دولة المكونات الطائفية ) وسيتواصل هبوب الكوارث على العراق .

رابط رقم (1) مقال السيد محمد جبار الشبوط المعنون ( الفدرالية السنية )
http://www.sotaliraq.com/mobile-
item.php?id=140987#axzz2cIBveLoS
رابط رقم (2) مقال ( فدرالية العراق على ضوء التجربة الكندية )- عودة وهيب
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=218585&issueno=9214#.UhEZH7lzbIU

عودة وهيب
[email protected]






#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلامويون ( نمور من ورق ) البافرة
- لا ..ليس تدهورا امنيا ..انه هجوم الاسلامويين على العراق
- امريكا واحزاب الاسلام السياسي
- اخبار ( وكالة الصمت المستقلة عام 2055
- نهاية سلمية لسيناريو مرعب
- مبادرة النجيفي والغناء في ( خرابة )
- مجزرة الفضائيات
- رسائل تأييد الى مولانا المالكي - الرسالة الثالثة
- في ذكرى الميلاد
- السلام في عربة..
- دواء ابو خالد
- ضمّوني لاحباب المالكي
- عدالة سيد شاكر وحنان الفتلاوي
- لهذه الاسباب لاارشح نفسي لمنصب رئيس وزراء العراق
- اطردوا اللاعبين
- العراقيون يخدعون المالكي ايضا
- القوادون بين الامس واليوم
- رسائل تأييد لمولانا المالكي- الرسالة الثانية
- رسائل تأييد لمولانا المالكي
- طبيعة الاعتقاد الديني


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الفدرالية السنية