أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عودة وهيب - السلام في عربة..














المزيد.....

السلام في عربة..


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 07:06
المحور: الادب والفن
    


السلام في عربة...


شهدت مدينة ديربورن الامريكية في مساء السبت (3 ديسمبر 2012 ) عرضا شيقا لمسرحية ( عربة السلام ) ادهش الجمهور .المخرج المبدع حيدر الشلال هو من كتب سيناريو المسرحية واخرجها بمساعدة الممثلة المبدعة الدكتورة ابتسام الاسعد وقد شارك في التمثيل كل من الدكتورة ابتسام الاسعد واسعد غالب وامير المشكور وحيدر الياسري وسعدون النوروحسام العبودي ورعد بركات ورام العيداني ونبا الاعرجي وحيدر الشلال . وقد قام الفنان المبدع رعد بركات بتلحين وغناء ثلاث اغنيات ( مالم يقله الرسام للشاعر الدكتور عارف الساعدي ) و(ثلاثية المنافي للشاعر عماد جبار ) و(انشودة السلام للفنان رعد بركات ) ، كما قام الفنان التشكيلي المبدع حيدر الياسري بتصميم ديكورات المسرحية .
ساترك النقد الفني للمسرحية لاصحاب الاختصاص وسأركز على موضوعة السلام التي دارت حولها المسرحية ..
منذ لحظات العرض الاولى والى نهاية العرض اصر حيدر الشلال على القول : ان طريق السلام لايمر الا عبر الحب وقبول الاختلاف ورفض استخدام العنف كوسيلة لتحقيق السلام ..( فلأن بسطت يدك لتقتلني فما انا بباسط يدي لاقتلك ) وكانت صورة المهاتما غاندي التي ظهرت في بداية العرض تشير الى ان طريق( عربة السلام ) هو طريق اللاعنف ..وقد سخر حيدر الشلال ( بصورة مباشرة او غير مباشرة ) من كل الشعارات التي تدعو الى العنف كوسيلة مؤدية الى السلام كشعار ( توازن الرعب ) او ( التوازن الطائفي - المحاصصة الطائفية ) .
ف (توازن الرعب ) رغم انه ادى الى حالة من السلام العالمي الا انه كان سلاما قلقا هشّا وشكليا اشاع الخوف والكره والتنافر وبدد ثروات الانسانية على آلات الحرب وكان حجة لارهاب الانسان وكبت حريته ( المكارثية في امريكا مثالا ).. السلام الحقيقي ( لا الشكلي ) الذي طالبت به( عربة السلام ) هو الذي ينبثق من حب الانسان لاخيه الانسان واحترام خصوصياته ..ومن المؤسف ان البشرية لم تتوصل الى هذه النتيجة الا بعد ان ذاقت طعم الحروب ومرارة الكره وقماءة السيطرة على الاخر .
اما التوازن الطائفي (المحاصصة الطائفية) الذي يروج له البعض على انه وسيلة للحفاظ على السلم الاجتماعي فانه في حقيقته لايؤدي الى اي توازن اجتماعي او سياسي حقيقي لانه يقوم على اساس يتعارض مع مباديء (السلام والاخاء الانساني) التي هي مبعث التوازن الحقيقي بين البشر ، فالمحاصصة الطائفية تقوم اساسا على التمييز بين البشر على اساس ديني - مذهبي وهذا التمييز يساهم في التنافر بين الناس ويحث على الكره في احايين كثيره .
عربة السلام ( وهي من المسرح التجريبي ) تتكون من عدة لوحات ( مشاهد ) بعضها راقصة ، تدور كلها حول فكرة اساسية مفادها (( لايعرف قيمة السلام معرفة صادقة الا من اكتوت يده بنيران الحروب ) حيث استدعى حيدر الشلال نماذج بشرية متنوعة ومن اماكن مختلفة تشترك في خاصية اساسية وهي انهم جميعا ضحايا لحروب ويتطلعون الى السلام .. استدعاهم حيدر الى (عربة السلام ) التي يمكن وصفها ب(جزيرة الذاكرة) ليستدعوا ذاكراتهم امامنا ومعنا كي نردد مع صوت رعد بركات ( حي على السلام ).
دعوة المخرج حيدر الشلال الى السلام جاءت عبر ادانته ( في مسرحيته ) للحروب ايا كانت ، حيث كشفت المسرحية حقيقة مهمة وهي ان الحرب لم ولن تكون اسلوبا صالحا للحياة على هذه الارض لمجموعة اسباب منها :
اولا :الحرب هي فعل عبثي لانها وبمنظور انساني شامل عبارة عن صراع في جسد واحد، وضمن هذا المنظور يصبح الانتصار خديعة للذات الانسانية ف ( مامعنى ان ينتصر نصفك الايسر على نصفك الايمن ) على حد قول احد ابطال المسرحية ،
فالنصر خداع يخفي حقيقة الخسران الانساني .
ثانيا : ليس لاي شعب في العالم مصلحة في الحروب، وهي مفروضة على الشعوب من قبل اقلية مجرمة ..( انها ليست حربنا ... انها حربهم ) كما يقول احد ابطال المسرحية .
ثالثا : الحرب هي خراب شامل ، ففضلا عن تدمير البناء المادي الذي شقت الاجيال البشرية من اجل تشييده، فهي ايضا تخرّب النفوس وتقتل الامل ف ( مامعنى الولادة في زمن الحرب ..) و ( كيف احقق احلاما اغتالتها الحرب ) كما يقول ( اسعد ) في احدى مشاهد المسرحية .
رابعا : الحروب تحول البشر الى قطعان فاقدة للارادة ( مشهد القطيع البشري الذي يقلد اصوات الحيوانات ) فارادة الناس ورغباتهم تتراجع لتحل محلها ارادة ( القادة ) مشعلي الحروب .
خامسا : يلقي حيدر الشلال بالكرة في ملعب الشعوب ممررا خلال مشهدين فكرته القائلة : ان صمت الناس ولااباليتهم وترددهم في مقاومة الطغيان هو سبب رئيسي ادى الى سيطرة افراد مجانين على مصير البشرية .
ففي مشهد (المجنون) تطالب ذاكرة المجنون الناس باليقظة والكف عن النوم ( الصمت ) وفي مشهد (عالم الذرة) تخبرنا ذاكرة عالم الذرة انه تردد في الانتحار حين ادرك ان اكتشافاته العلمية ستسخّر لابادة البشر، ولو انه امتلك الشجاعة الكافية وانهى حياته ب ( قطع وريده ) لما تمكن مجرم الحرب من استخدام القنيلة الذرية ..
سادسا :تاكيدا على حتمية انتصارارادة السلام على ارادة الحروب يقدم لنا ( حيدر الشلال) مشهدا راقصا تؤديه ببراعة الممثلة الدكتورة ابتسام الاسعد وهو مشهد ( رقصة الحياة والحرية ) فالسجينة رغم انها ترسف تحت ثقل قيودها الا انها تتحدى قيودها وترقص للحرية والحياة والسلام ..
وضع (حيدر الشلال) السلام في عربة اسماها (عربة السلام) ودعانا ببراعة الى دفعها الى الامام. .

عودة وهيب
[email protected]



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواء ابو خالد
- ضمّوني لاحباب المالكي
- عدالة سيد شاكر وحنان الفتلاوي
- لهذه الاسباب لاارشح نفسي لمنصب رئيس وزراء العراق
- اطردوا اللاعبين
- العراقيون يخدعون المالكي ايضا
- القوادون بين الامس واليوم
- رسائل تأييد لمولانا المالكي- الرسالة الثانية
- رسائل تأييد لمولانا المالكي
- طبيعة الاعتقاد الديني
- سيدي انك ارهابي
- الأحزاب في العراق ..... من اين لكم هذا
- رسالة الى معالي وزير خارجية العراق
- ديرة بطيخ
- من سيحاكم هيئة اجتثاث البعث على جرائمها
- نعم لهيئة المساءلة والعدالة ولكن
- منشور حب
- المتدين والمتداين
- ميلن
- ( عودتني )


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عودة وهيب - السلام في عربة..