أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - إنهم يشتمون الديمقراطية














المزيد.....

إنهم يشتمون الديمقراطية


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انهم يشتمون االديمقراطية


منذ ان انبثقت الديمقراطية في بلاد الاغريق واخذت حيزا كبيرا من اهتمام النخبة السياسية الخاصة وعامة الشعب وقتذاك وهلّلت لها الألسن فرحا وسعادةً ؛ كان اول من تصدى لها بالشتم والذم الفيلسوف المعروف افلاطون فقد نبّه الشعب قائلا:
"ان من مساوئ الديمقراطية هو ان ترى بعضاً من حثالة المجتمع والاوغاد يتسيّدون على بني جلدتهم" وعدّ اخرون الديمقراطية شرا لابد منه باعتبارها افضل السيئات في انظمة الحكم السائدة فمن ينتصر في صناديق الانتخابات على غرمائه واقرانه المرشّحين وربما يكون انتصاره ناجما عن سطوة الخوف أو الطمع لناخبيه وقد يكون تزييفا .او ينال المرشّح للرئاسة على اكثر قليلا من النصف فهذا يعني ان اقل من خمسين بالمئة من المجتمع غير راضين على تسيّده
وفي تاريخنا الحديث ظهرت الكثير من المضحكات التي تلعب على الديمقراطية والسادة الحكام الذين كثيرا مايلهجون بالديمقراطية دون ان يخوضوا غمارها ولنا في الاتحاد السوفياتي السابق امثلة لاحصر لها فتارة يسمونها الديمقراطية الشعبية وتارةً اخرى المركزية الديمقراطية وهلم جرا حيث فصّلوا رداءها على مقاسهم ووفق مايشتهون لاضفاء الصبغة الديمقراطية على انظمتهم الدكتاتورية وحكمهم المركزي
وعالمنا العربي لايخلو من هذه المضحكات ؛ مثلما عمل معمر القذافي على هدم اعمدة الديمقراطية بشعارات برّاقة تعمي الابصار وتخدع البصائر ولكنها لاتسمن ولاتغني من جوع حتى انه نحرَ المجالس النيابية التي تنبثق منها الديمقراطية فقال في كتابه الاخضر السيئ الصيت ان " المجلس النيابي حكم غيابي " ويبدو ان التزويق اللفظي وسحر السجع والجناس غير التام بين مفردتَي / الغيابي والنيابي فعلَ فعلته في الاطاحة بالديمقراطية
ويذكرني هذا الحال برسالة وجهها احد الولاة في العصر العباسي ببلاد فارس الى احد القضاة الورعين الافاضل الحاكمين بالعدل في مدينة "قم" اذ بدأ برسالته قائلا : ايها القاضي بقم.... ولكنه عجز عن اكمال جملته وصعب عليه ان يأتي بمفردة ليكمل جملته التي يريدها مسجوعة ومزوّقة اللفظ حتى غضب وقال مكملا : قد عزلناك فقم
فمن اجل هذه السجعة أضاع مستقبل هذه القاضي العادل وحرمه من منصبه وحرم الناس من عدله وإنصافه
ومن سخرية القدر ان القذافي قد حصر الديمقراطية وحبس انفاسها في المؤتمرات الشعبية او ماتسمى في الفكر الماركسي ب ( الكوميونات )وكأنّ الديمقراطية قد حوصرت في قاعات الحشود المؤتمِرين الذين هم اصلا أذيال السلطة وسط قاعات مغلقة . كما بشّرنا بشعار اخر شوّه فيه الديمقراطية ايّما تشويه فقال : لاديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية . هذا عدا عن تفسيره الحاذق جدا عندما فسّر معنى الديمقراطية (ديموكراسي) ولما سُئل عن معناها أجاب بلا تردد : إدامة الكراسي بمعنى البقاء في السلطة وخنق الانفاس وحبس الصدور
ومن طرائف ماقيل عن الديمقراطية هو ماقاله الفيلسوف الذائع الصيت رينيه ديكارت : انّ الشيء المقرف في الديمقراطية انك تضطر لسماع الاحمق ؛ وكم كان مصيبا صادقا .. اذ مازلنا نسمع في ديمقراطيتنا العرجاء في بلادي بلاد الرافدين تصريحات واقوال تهيض العظم وتنهش اللحم وتصريحات ما انزل الله بها من سلطان ناهيك عن الشتائم والسبّ والقذف واستعراض العضلات وكيل الاتهامات دونما حساب ودلائل دامغة من اجل التسقيط السياسي ليس الاّ وفقدان الثقة بين الكيانات الحاكمة وغير الحاكمة ...... لسبب بسيط هو ان نظامنا الديمقراطي يتنفس الغبراء لا الصعداء وان زهرة الديمقراطية قد نبتت في ارض سبخة لم يتم تأهيلها لزرع الورود اليانعة


جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -
- اغتيال العلمانية في تونس/ مَن الضحية بعد بلعيد والبراهمي ؟؟
- قصيدة بعنوان: لِمَن تحت قدميها الجنان
- تهميش النتاج الذهني وتهشيم العقل
- كرماء رمضان - بمناسبة حلول شهر الصوم -
- قصيدتان : 1)شاعرٌ ثقيل الظلّ والجيب ، 2) أغوار عميقةٌ
- قصيدة بعنوان - وقودُها العارُ والسفالة -
- يفجّرون بيوت الله ليدخلوا جنّتَهُ
- وصايا لاتأخذوا بها
- السيّدة ذات الرداء الأحمر
- مواعظ ونصائح شيخ المايكروسوفت
- قصيدة بعنوان : رضاعة الكبير
- كنوزنا الضائعة في الشتات
- سوريا التي في خاطري وفي دمي
- تشويهُ معالم بغداد
- وخزاتٌ لابدّ منها
- هل أدلُّكم على تجارةٍ تبدّدُ أموالكم ؟؟!
- الجامعةُ العربيّة في النزَع الأخير
- ديمقراطيتنا تتنفسُ الغبراء لا الصعداء
- قصيدة بعنوان - حبّ امتناع لامتناع -


المزيد.....




- مسؤول في شعبة الصواريخ.. غارة جوية إسرائيلية تقتل -عنصرًا رئ ...
- تقرير: ارتفاع قياسي للإنفاق العالمي على الأسلحة النووية في ظ ...
- شاهد: صور جوية للحجاج وهم يتوافدون إلى مشعر -منى- لرمي الجمر ...
- صور أقمار اصطناعية وثقت الفظائع.. النار تتحول إلى -سلاح حرب- ...
- البيرة الخفيفة تفشل في إفساد طعم النصر لدى مشجعي إنجلترا
- موجة الحر تحد من حركة العراقيين في العيد
- واصفة ما يحدث بالمهزلة.. روسيا تنسحب من الجدل بشأن قضية تحطم ...
- هل ابتلاع العلكة خطر حقا؟
- ستولتنبرغ: طريق السلام هو إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا وع ...
- الفلبين تتهم سفنا صينية بتعمد الاصطدام بمراكبها وإعطابها


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - إنهم يشتمون الديمقراطية