أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - إلى أين تسير تونس؟














المزيد.....

إلى أين تسير تونس؟


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 01:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى أيـن تسـير تونس؟
اغتيال محمد البراهمي، عضو المجلس الوطني التأسيسي وزعيم حزب التيار الشعبي وعضو قيادة الجبهة الشعبية المعارضة التي تمثل ائتلافا لأحزاب يسارية وقومية في 25 يوليو الماضي أدى إلى تعميق الأزمة السياسية والاحتقان الاجتماعي في عموم تونس.. ووفقا لتصريح وزيـر الداخلية فإن البراهمي اغتيل بنفس السلاح المستخدم في اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد في فبراير الماضي. تركزت مطالب المعارضة التونسية على ضرورة استقالة الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي الذي تستحوذ حركة النهضة فيهما على نصيب الأسد وذلك إثـر انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي جاءت في أعقاب ثورة شعبية عارمة أجبرت الرئيس التونسي السابق زيـن العابدين بن علي واضطرته إلى الفـرار من تونس في 14 يناير 2011 .. منذ ذلك الوقت تصدرت حركة النهضة التي كانت توصف بالاعتدال والوسطية، المشهد السياسي في تونس حيث حازت منفردة على حوالى 40% من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي، غير أنها بخلاف إخوان مصر الذين مارسوا سياسة الغلبة والإقصاء وسعوا إلى الاستحواذ الكامل على مفاصل السلطة التنفيذية والتشريعية، فقد فضلت تشكيل حكومة إتلافية (الترويكا) تحت قيادتها وبمشاركة فصيلين علمانيين هما حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي احتل زعيمه المنصف المرزوقي منصب رئيس الجمهورية، وكذلك حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والذي أسند إلى أمينه العام مصطفى بن جعفر رئاسة المجلس الوطني التأسيسي. واقع الأمر أنه في غالبية بلدان «الربيع العربي» تصدرت تنظيمات الإسلام السياسي وخصوصا فروع جماعة الإخوان المسلمين المشهد السياسي الذي يعود إلى عدة عوامل من بينها امتلاكها لتشكيل حديدي منظم وموحد، وقدرات تنظيمية ودعائية وتعبوية ومالية ضخمة، ناهيك عن شبكة اتصالاتها الإقليمية والدولية، وخصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية التي وجدت في الإسلام السياسي بديلا مقبولا للأنظمة المهترئـة من أجل المحافظة على استمرار مصالحها الإستراتيجية (ومصالح حليفتهم إسرائيل) الضخمة في المنطقة. بالطبع لا نستطيع تجاهل تخلف البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضعف التقاليد الديمقراطية والمدنية التي طمستها مدة عقود طويلة من الاستبداد، وكذلك تأثير العامل الديني في تحريك الوجدان الشعبي والمشاعر الدينية العميقة الجذور، وكذلك التعاطف العفوي مع المظلومية والتعسف الذي طال جماعات الإسلام السياسي ( كبقية القوى اليسارية والعلمانية) على يد الأنظمة الاستبدادية. الصورة المعتدلة «لإسلام مدني / ديمقراطي» التي حاولت حركة النهضة تظهـير نفسها من خلالها اعتبرتـه المعارضة التونسية بأنه يعبر عن تكتيك مرحلي وعن توجه نفعي (براجماتي) محض للحركة، وأنه يمثل اضطرارا لها للتكيف مرحليا مع واقع تونس التي على تماس وتداخل اقتصادي وثقافي وإنساني وسياحي مباشر مع أوروبا، وبالتالي هو ليس خيارا حقيقيا... المعارضة السياسية والمدنية التي استنفرت قواها في أعقاب اغتيال البراهمي نظمت مظاهرات حاشدة أمام المجلس التأسيسي، وشارك فيها عشرات الآلاف وذلك بمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال شكري بلعيد كما أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أكبر منظمة نقابية الإضراب العام الذي نفذ بنجاح كبير.. ضمن هذا السياق حملت المعارضة الحكومة مسؤولية تفاقم الأزمة السياسية، نظرا لفشلها في مواجهة التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع منسوب الفقر والبطالة وخصوصا بين الشباب، إلى جانب حال التردي الأمني وتفشي مظاهر العنف والإرهاب في تونس والتي من إفرازاتها تتالي الاغتيالات بحق رموز المعارضة، والبروز الفعلي لتنظيم القاعدة كما هو حاصل في منطقة جبل الشعانبي. مطالب المعارضة تمحورت في إسقاط حكومة الترويكا وحل المجلس التأسيسي اللذين تتحكم فيهما حركة النهضة، والدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، أو حكومة تكنوقراط محايدة تشرف على الانتخابات القادمة، كما دعت إلى إعداد مشروع دستور جديد من قبل لجنة خبراء وبمشاركة الأطياف السياسية كافة. وردا على تلك المطالب اعتبرت حركة النهضة وعلى لسان رئيسها راشد الغنوشي بأن الحكومة والمجلس خط أحمر، وبأن ما حدث في مصر من حراك شعبي واسع لن يتكرر في تونس، والحذر من تكرار السناريو المصري في تونس، كما رفض رئيس الحكومة (من النهضة) علي العريض بدوره مبدأ الاستقالة. وفي محاولة توفيقية بين المواقف المتضاربة أعلن رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر تعليق أعمال المجلس ليتسنى البدء بحوار وطني شامل بين كافة الأطراف التونسية غير أن المباحثات التي جمعت حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل وبمشاركة رئيس المجلس التأسيسي وصلت إلى طريق مسدود .. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو مستقبل تونس التي كانت السباقة في إشعار الثورات في «بلدان الربيع العربي» وفي ضوء أزمتها البنيوية والمركبة على جميـع الأصعدة والمستويات، واستفحال الصراع السياسي مابين المعارضة السياسية والمدنية والنقابية من جهة، وتيارات الإسلام السياسي وخصوصا حركة النهضة من جهة أخرى، وبالتالي هل سنشهد تونس تسير على خطى مصر، في التخلص من سيطرة «الإسلام السياسي»؟.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة
- سوريا بين خياري التقسيم والفيدراليّة
- القطبية .. ومنهج العنف التكفيري
- جولة كيري .. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
- الإخوان إلى أين ؟
- الإسلام السياسي .. ومنهج العنف: الإخوان انموذجا
- لماذا لن يتكرر النموذج الجزائري في مصر!
- فوزية العيوني و وجيهة الحويدر .. وسامان على صدر الوطن
- مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - إلى أين تسير تونس؟