أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي














المزيد.....

مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن احد ليتصور في داخل مصر وخارجها ، المؤيدون والمعارضون للنظام المصري و على حد سواء، هذا السقوط السريع ( الدراماتيكي ) لحكم محمد مرسي ، ومعه ما يعتبرهم أهله وعشيرته ( حركة الأخوان المسلمين ) ويستوي في ذلك منظمو وقفة 30 يونيو ، جبهة الإنقاذ الوطني و معها حركة تمرد التي جمعت 22 مليون توقيع على استمارة تطالب الرئيس السابق مرسي بالإستقالة وإجراء انتخابات مبكرة . هذا السقوط المدوي جاء بعد عام على مجيء الأخوان المسلمين إلى السلطة ومحاولة فرض تسلطهم وهيمنتهم على مكوناتها ، والعمل بشتى السبل على أخونة مفاصل ومقدرات الدولة والمجتمع تمهيدا لعودة " الخلافة الإسلامية العتيدة " . الشعب المصري وحده هو الذي أعاد الروح لثورة25 يناير 2011 و صنع المعجزة حين ترجم توقيعه رفضا لمرسي على الورق إلى فعل ثوري مزلزل ونزوله بعشرات الملايين إلى الساحات والميادين في القاهرة والأسكندرية و باقي المحافطات والقرى والأرياف كافة ، يهتفون بشعار واحد هو " أرحل" مستعيدين الجذر الوطني / المدني / المجتمعي للثورة الذي غيبه حكم مرسي وعشيرته ، من خلال التأكيد على حقوق و مطالب متجذرة مثل ،عيش، حرية ، عدالة اجتماعية ، كرامة إنسانية . ما اجترحه الشعب المصري مثل بحق ملحمة قل نظيرها في تاريخ البشرية ، وفقا لقناة البي بي سي البريطانية ، و مع نهاية يوم 30 يونيو أصبح حكم مرسي وأهله وعشيرته ليس في مهب الريح فقط ، بل انتهى عمليا ، وما سيأتي لاحقا يدخل في باب التفاصيل وإعلان مراسيم الدفن العاجل على وقع أهازيج فرح وحبور الغالبية الساحقة من الشعب المصري، الذي لم يحصد أي شيء على مدى عام ، حيث شيوع الفوضى وانعدام الأمن ،وارتفاع منسوب الفقر والبطالة ، وتدهور الأجور ، وازدياد معدلات التضخم و الأسعار نتيجة انخفاض سعر الجنيه ، إلى جانب تدنى الخدمات الضرورية مثل الإسكان و الصحة والتعليم والكهرباء والمواصلات، وشح السلع التموينية كالوقود والخبز . الجيش المصري أصدر بيانه الأول بعد يوم واحد على اندلاع ثورة 30 يونية معلنا فيه انحيازه الكامل لمطالب الشعب ، ومؤكدا أنه لا يتطلع إلى لعب أي دور سياسي بشكل مباشر ، كما أمهل الرئيس محمد مرسي 48 ساعة للخروج من الأزمة المستفحلة ، ومحذرا بأنه إذا لم يتحقق ذلك فأنه سيتدخل إلى جانب الشعب ودفاعا عن مصالح الأمن الوطني المصري وذلك من خلال رسم خارطة طريق لمستقبل مصر . وأمام تعنت وعناد مرسي وانصاره في مجمع رابعة العدوية ، أعلن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بعد التشاور مع الفعاليات الوطنية والدينية والشبابية ، جملة من القرارات الهامة من بينها إقالة مرسي , تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت . إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد مؤقتا . إتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة. تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات . هناك مواقف ووجهات نظر لدى دوائر و قطاعات ليست قليلة لا يمكن قصرها على جماعات الإسلام السياسي فقط بل تجدها لدى بعض القوى والنخب " الليبرالية " المرتبطة بحكم مرسي ، ناهيك عن بعض الأطراف الدولية والإقليمية ومفادها أن الرئيس السابق محمد مرسي اكتسب شرعيته عبر صناديق الإقتراع في انتخابات حرة ونزيهة ، وبالتالي هو يمثل الشرعية الدستورية ، كما أنه لا يتحمل جريرة أثام تركة نظام حسني مبارك ، وبأنه بحاجة إلى مزيد من الوقت ليترجم ما جاء في برنامج " النهضة " الذي طرحته جماعة الأخوان المسلمين . غير ان المعارضة السياسية والشعبية الواسعة لها تقيمها المخالف ، حيث ترى بأن مرسي جاء في أعقاب ثورة شعبية واسعة فجرها الشباب المستقل وانخرطت فيها الأطياف والمكونات المصرية كافة ، وبالتالي فأن المرحلة الإنتقالية تتطلب مشاركة توافقية من قبل الجميع في رسم خارطة طريق لمستقبل مصر، وهو ما يتعارض مع نهج التفرد و التمكين والغلبة لحكم مرسي وجماعته ، وبالتالي فأن ما تغير هو رأس النظام فقط في حين جرى تدوير النظام القديم بمؤسساته ومكوناته وعقليته ومصالحه وفقا للمصالح القديمة / المستجدة لجماعة الأخوان، التي بحكم نهجها البراغماتي المراوغ كانت قادرة للتكيف مع الحالات والظروف المتغيرة ، وقد كان الشغل الشاغل للحكم الجديد ليس أخونة و اختراق الجماعة والعشيرة لمفاصل السلطة التنفيذية فقط بل ومحاولة الأستحواذ على السلطات التشريعية ( الإعلان الدستوري ) والقضائية ( عزل المدعي العام وتعيين مدع عام جديد موال للرئيس ) ناهيك عن محاولة إحكام القبضة على مؤسسات المجتمع المدني ( احكام حل منظمات حقوقية وسجن نشطائها ) و الفضاء الإعلامي والمؤسسات الثقافية ( التعينات الأخيرة لوزير الثقافة الأخواني ) . من جهة أخرى تعتبر المعارضة الوطنية والشعبية بأن فلسفة الأخوان الاقتصادية تستند إلى الليبرالية الجديدة وقوانين السوق الغابية التي تعني تعميق الفوارق الطبقية والاجتماعية و زيادة المعاناة للأغلبية الساحقة من المصريين الذي يعيش 50% منهم تحت خط الفقر . مصر ، تدخل اليوم منعطفا تاريخيا جديدا نأمل أن يكون لخير وتطور وتقدم ونماء شعبه الأبي.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي