أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - انتخابات الرئاسة الإيرانية















المزيد.....

انتخابات الرئاسة الإيرانية


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 22:59
المحور: المجتمع المدني
    


انتخابات الرئاسة الإيرانية
ما لم تحدث تطورات مفاجئة، فإن الانتخابات الرئاسية في إيران قد تحسم لصالح رجل الدين المعتدل حسن روحاني، والذي نال دعما مباشرا من قبل الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، باعتباره مرشح الإصلاحيين في إيران. واستقطب روحاني الكثيرين حيث تحدث علنا عن ضرورة العودة إلى الحوار مع الغرب وإصلاح الإعلام وإطلاق سراح المسجونين السياسيين. وقد اكتسب الكثير من الدعم، بعد أن انسحب الإصلاحي محمد رضا عارف من السباق أخذا بنصيحة الرئيس السابق محمد خاتمي، وإذا لم يحصل أي من المرشحين على أصوات نسبة الخمسين بالمائة من المصوتين ستجرى جولة ثانية من التصويت بعد أسبوع بين أعلى مرشحين من حيث الأصوات. الهموم الاقتصادية طغت على حملة المرشحين، خصوصا في ظل تشديد العقوبات الاقتصادية، وبخاصة على قطاعي المصارف والطاقة في إيران، حيث انخفضت قيمة الريال الإيراني إلى أكثر من النصف في غضون عام، وقد أدى انهيار الريال الإيراني إلى انخفاض حاد في حجم الواردات، وزيادة في معدل التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 18 عاما، حيث يبلغ أكثر من 40%. وقد أدى تراجع صادرات النفط وتقلص قاعدة التصنيع في إيران إلى حدوث ركود اقتصادي.
ووفقا لصندوق النقد الدولي، انخفض إجمالي الناتج المحلي الإيراني بنسبة 1.3 في المئة عام 2013، ما يجعلها الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تشهد نموا سلبيا للعام الثاني على التوالي، ناهيك عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتفشي الفساد . إيران تشهد تجاذبات وصراعات محتدمة علنية ومستترة على المستويين العامودي والأفقي، وينخرط في هذا الصراع قوى ومجاميع عديدة على صعيد المجتمع السياسي (الدولة)، وبين مكونات المجتمع المدني بأطيافه السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة والقطاعات الواسعة من الشعب.
هذه المعركة المفتوحة والممتدة تدور أساسا بين رؤيتين وخطين يعبر عنهما ما اصطلح على تسميتهما التيار المحافظ من جهة، والتيار الإصلاحي من جهة أخرى. علما بأن مصطلح اليمين واليسار في إيران يكتنفهما الكثير من الالتباس، ولا يعبران أو يعكسان ذات الدلالات والمفاهيم السائدة في المجتمعات والبلدان الديمقراطية الأخرى. فالعديد من رموز التيار (الإصلاحي) في إيران كانوا يمثلون أو يعبرون عن مواقف التيار المتشدد (الجذري)، وبينهم من قاد عملية احتلال السفارة الأمريكية (نوفمبر1979م)، ونظروا ودافعوا بقوة عن شعار تصدير مبادئ الثورة الإيرانية للخارج. وعلى الصعيد الداخلي كانت مواقفهم تتسم بالتصلب والتشدد في القضايا العقائدية والأيدلوجية والسياسية والثقافية والاجتماعية. غير أنهم من خلال التجربة والممارسة العملية والنضج السياسي عادوا ليغيروا ويعدلوا تصوراتهم ومواقفهم السابقة، حيث نبذوا استخدام اللغة الثورية المتشددة والممارسات العنيفة وتبنوا برنامج الإصلاح، واتسمت مواقفهم بقدر كبير من الواقعية والانفتاح والمرونة على صعيد الوضع الداخلي، ونادوا بضرورة إخراج إيران من عزلتها وانفتاحها على المحيط الخارجي. التيار الإصلاحي هو إطار عريض يمثل قوى واتجاهات عدة متباينة ومختلفة، بل وحتى متناقضة من حيث منطلقاتها ومصالحها وأهدافها النهائية.. كما تمثل طيفا واسعا من القوى الدينية والقومية والليبرالية واليسارية والشخصيات الثقافية والفكرية والسياسية المستقلة ومجاميع واسعة من الناس العاديين. يؤطرها ويجمعها هدف مرحلي عام ومشترك يتمثل في البرنامج الإصلاحي للتغيير على قاعدة تجديد وتطوير وتنشيط مكونات المجتمع المدني وبناء دولة القانون والمؤسسات وإعطاء الشعب كافة حقوقه السياسية والاجتماعية والثقافية، وعدم مشروعية الاستمرار في سياسة الإقصاء والإبعاد للآخرين من منطلقات عقائدية وأيدلوجية وسياسية أو ثقافية. وفي المقابل، فإن التيار المحافظ الذي يحظى عمليا بتأييد ودعم المرشد الأعلى (مع أنه أكد عدم الانحياز علنا إلى أي من الطرفين) لا يزال على وجه العموم أسير الرؤيا والعقلية والممارسة القديمة الانعزالية والجامدة، ويسعى إلى إحكام قبضته على السلطة والمجتمع عن طريق استخدام القوة والاستبداد ومصادرة حقوق الناس وتطلعاتهم المشروعة في الحرية والعدالة والمساواة، كما يعارضون ويتصدون بشدة لأي محاولة لإحداث تعديلات دستورية قد تؤدي إلى تقليص الصلاحيات المطلقة لولي الفقيه أو تحديد ولايته بسقف زمني أو إلغاء وتحجيم بعض مواقع نفوذهم؛ مثل محكمة رجال الدين والمجلس الأعلى للقضاء والمؤسسة الإعلامية الرسمية «تلفزيون وإذاعة». ينص الدستور على أن المرشد هو القائد الأعلى المشرف على القضاء والإعلام والأجهزة العسكرية والأمنية، وله حق إقالة رئيس الجمهورية وحل مجلس الشورى وفقا لضوابط معينة. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن مبدأ ولاية الفقيه ليس محل إجماع المؤسسة الدينية والحوزات العلمية الشيعية، وقد عارضه عدد من كبار رجال الدين المجتهدين، كما أن بعضهم أجاز الولاية الدينية فقط وأسقط الولاية السياسية. غير أن التيار المحافظ ليس كتلة جامدة صماء، إذ يتواجد بينها قوى معتدلة (كوادر البناء من أنصار هاشمي رفسنجاني) تميل إلى التوافق وإيجاد القواسم المشتركة مع الإصلاحيين، وقد تحقق ذلك بالفعل فيما مضى. ومع أن التيارين الرئيسيين المتصارعين يعلنان انتماءهما إلى المؤسسة الدينية الحاكمة والتزامهما (نظريا) مبدأ ولاية الفقيه وطاعة مرشد الثورة، غير أن مجرى الصراع بينهما اتخذ منحى خطيرا وحاسما مع اشتداد حدة الاستقطاب للقوى والمواقف والأطروحات المتنافرة فيما بينهما، وهو ما حصل في انتخابات 2009، حيث وقعت احتجاجات ومصادمات عنيفة في شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية إزاء ما اعتبر تزويرا للانتخابات الرئاسية. من الصعب التكهن باتجاهات السياسة الخارجية الإيرانية، وخصوصا ما يتعلق منها بالملف النووي والقضايا الإقليمية، وخصوصا العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والموقف من سوريا وحزب الله، غير أنه في الغالب لن تحدث تحولات وتبدلات جوهرية. طريق الإصلاح الجذري هو الخيار الصحيح المتاح أمام الشعب الإيراني بفئاته ومكوناته المختلفة لمواجهة استحقاقات بناء الدولة العصرية الحديثة بمقوماتها الدستورية والقانونية، وإقامة المجتمع المدني بمنظماته وهيئاته المستقلة، والعمل على تطوير القاعدة الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والثقافية لمصلحة الشعب الإيراني، ومن الواضح تماما أن أي طريق آخر سيكون مصيره الفشل، وسيدفع الشعب الإيراني ثمنه من حريته وأمنه واستقراره وتقدمه



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - انتخابات الرئاسة الإيرانية