أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - لبنان في وجه العاصفة















المزيد.....

لبنان في وجه العاصفة


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 01:26
المحور: المجتمع المدني
    



يمر لبنان بمرحلة دقيقة وحرجة وحاسمة ، وتعد بحق الأخطر منذ انتهاء الحرب الأهلية ( 1975 – 1990 ) المدمرة ، حيث تتفاقم وتحتدم الأزمة الداخلية وعلى المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، كما يشتد ويحتدم الأستقطاب و الصراع بين مكوناته الطائفية والمذهبية كافة، وذلك إزاء قضايا مفصلية من بينها الموقف من قانون اللقاء الأرثودكسي الذي يحصر انتخاب النواب المسيحيين بالقاعدة الانتخابية المسيحية ، حيث اعتبر بأنه يرسخ نظام المحاصصة الطائفية ، ويتعارض مع مبدأ المساواة بين المواطنيين في الحقوق والواجبات ، كما يطال الخلاف طبيعة الحكومة القادمة في اعقاب استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، وتكليف تمام سلام بتشكيل الحكومة القادمة ، والتي لا تزال متعثرة رغم التوافق اللبناني والاقليمي على هذا التكليف ، و يتمحور التباين الحاد حول طبيعة عمل الحكومة ومهامها ، وهل تمثل حكومة انقاذ وطني أم ستكون حكومة الغالبية النيابية ، وكذلك الموقف من شرعية سلاح حزب الله الذي يصر بدوره على ثلاثية الدولة والشعب والمقاومة ، وبأن سلاحه هو الذي حرر جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000 ، وافشل العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 ، في حين تطرح المعارضة ، بأن سلاح حزب الله لم يعد شرعيا بعد استكمال التحرير ، وصار ضروريا تأكيد شرعية احتكار الدولة للسلاح ، ولاستراتيجية الدفاع عن لبنان . على صعيد أخر تستمر وتتفاقم الأزمة الاقتصادية / الاجتماعية وتتصاعد مستويات البطالة والفقر وترد الخدمات التعليمية والصحية ، كما أصبح لبنان وعلى نحو متزايد رهين للتجاذبات والصراعات الأقليمية والدولية، خصوصا أنه لم يعد محصنا رغم الحديث المتكرر عن النأي بلبنان عن الصراع الجاري في سوريا ، من امتداد لهيب الصراع الدموي الدائر فيها ، والذي ينحدر بسرعة إلى حرب أهلية مدمرة ، ستكون لها تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على الأمن والإستقرار في عموم المنطقة والعالم وعلى لبنان على وجه الخصوص ، نظرا للتداخل الجغرافي والاجتماعي والعائلي والاقتصادي والأمني والسياسي بين البلدين ، ودون ان نتجاهل تأثير وأبعاد وجود مئات الآلاف من النازحين السوريين في لبنان من جهة ، واتقسام الموقف اللبناني الداخلي إزاء ما يجري في سوريا ، والذي وصل حد المساندة المادية والمشاركة العسكرية ، لدعم النظام أو المعارضة على حد سواء من جهة أخرى . تاريخيا تباينت وتعددت التحليلات والتقييمات والمواقف إزاء لبنان ، وهل لوجوده مقومات تاريخية وسياسية وثقافية واقتصادية ونفسية ، أم انه كيان مصطنع يعيش واقع بنيوي مشوه وغير سوي ،أو قابل للحياة و للعيش المشترك بين مكوناته وفئاته ، مما يستدعي ويحفز اندلاع وتفجير الأزمات والعنف والحروب الأهلية بينها على نحو متوصل أو دوري . واللافت انه وبعد التجارب المريرة والحروب الداخلية المدمرة والتي حولت لبنان إلى ساحة للتدخلات والحروب الخارجية ، فان اللبنانيين اجمعوا في أتفاق الطائف ( 1989 )على خيار كون لبنان هو و طن نهائي لكل اللبنانيين ، وعلى ضرورة احترام خياراته الوطنية و عروبته وتفاعله مع قضايا الأمة العربية ، والابتعاد به عن التجاذب والصراعات الإقليمية التي حولته إلى ساحة لصراع الآخرين على أرضه ، كما دعا إلى قيام حكومة وفاق أو اتحاد وطني ، وتحويل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة ،ونبذ اللجوء إلى العنف والصراع لحل الخلافات والتناقضات بين المكونات والطوائف في لبنان ، وصولا إلى إقامة الدولة اللبنانية الحديثة ، غير أن الوقائع على الأرض تؤكد أن الطريق لتحقيق ذلك لازال شاقا وطويلا ،وتكتنفه العديد من العقبات والمطبات الداخلية والخارجية ، ومع أن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان بين مدى قدرة المقاومة اللبنانية والدولة والشعب اللبناني على الصمود والتلاحم والتضامن في وجه آلة التدمير الإسرائيلية ، غير انه أوضح في الوقت نفسه مدى ضعف و هشاشة الدولة اللبنانية وعدم قدرتها على التصدي للعدوان ومخططاته الخطيرة ، إلى جانب التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية المختلفة وقبل كل شيء الفشل في إقامة وبناء الدولة العصرية الحديثة ، والذي انعكس في الشكوك و غياب الثقة المتبادلة بين مكوناتها الاساسية وذلك منذ إعلان استقلال لبنان في عام 1943 ، و الذي استند أنذاك إلى التعاقد الحر ( الميثاق الوطني ) بين مختلف التكوينات والطوائف اللبنانية وقبل كل شيء بين المسيحيين ( الموارنة ) والمسلمين ( السنة ) وبالتالي تحول الميثاق من مشروع دولة إلى صيغة للمحاصصة الطائفية ، وبالتالي لم يستطع لبنان الاستمرار والتطور كدولة ووطن ، بمعنى بناء وترسيخ مقومات الولاء الوطني على حساب الانتماءات الطائفية والمناطقية والعشائرية وذلك من خلال تأسيس مقومات الدولة الحديثة العابرة للطوائف والتكوينات الخاصة والتأكيد على دولة كل المواطنين(الدين لله والوطن للجميع) المتساوين في الحقوق والواجبات والتي يكفلها الدستور وترسخها السلطات (التنفيديه والتشريعية والقضائية ) والمؤسسات الرسمية والاهليه ومنظمات المجتمع المدني ، والتي بموجبها تكون الدولة قادرة على احتواء أو تقبل صراع وتنافس القوى السياسية فيها على أساس سلمي ، غير إن دلك لم يتحقق حيث حافظت البنية الطائفية على وجودها من خلال ترسيخ الدولة-المزرعة لنظام السيطرة والامتيازات والمحاصصه الطائفية ، مما دفع وانحدر بالتنافس والصراع السياسي إلى مستوى العنف والصراع المسلح ، والحروب الأهلية ،وأصبحت الدولة عاجزة من احتواء وضبط التدخلات والتأثيرات الخارجية . في الواقع فأن الصراع في لبنان و الذي يتمظهر بشكله الديني والطائفي والمذهبي ، وبغض النظر عن بعديه الإقليمي والدولي ،هو كما في غيره من البلدان ليس سوى احد أشكال الصراع الاجتماعي ، ويمثل العامل السياسي دور الاداة و المحرك فيه ، ومن هنا فان مشكله الأقليات وإشكالات الطائفية والمذهبيه في الجانب الأساسي منها هي سياسيه بامتياز، حيث كان لبنان (بتركيبته الطائفية) ونظامه السياسي وجهان لعمله واحده ونذكر في هدا الصدد قول بيار الجميل مؤسس وزعيم حزب الكتائب اللبناني بأنه لا يفرق بين الكيان (الوطن)والنظام (انساق الهيمنة) في لبنان



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!
- تونس / مصر .. للصبر حدود
- مصر .. معركة الدستور
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير
- الحرب على غزة والردع الفلسطيني


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - لبنان في وجه العاصفة