أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مصر المحروسة .. عند مفترق طرق














المزيد.....

مصر المحروسة .. عند مفترق طرق


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 21:21
المحور: المجتمع المدني
    


مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
شهدت مصر ، ولا تزال تشهد ، على مدى الأسبوعين الماضيين ، أحداثا وتفاعلات وتطورات متسارعة ، هي الأخطر من نوعها ،منذ نجاح ثورة 25 يناير، في إسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك و رموز نظامه . بالطبع لا نستطيع تجاهل حال الاحتقان والتوتر والانقسام العميق، الذي يسود المشهد السياسي المصري ، منذ تصدر التيار الإسلامي ( جماعة الأخوان المسلمين ) الحركي لمواقع السلطة التنفيذية ، وغيرها من المواقع الهامة ، غير إن حدة الاستقطاب والتخندق المتبادل ، بين السلطة والمعارضة ،انتقل في الوقت الحاضر و بسرعة إلى الشارع المصري، الذي يشهد انقسامات أفقية حادة وعميقة ، تجسدت في اتساع حجم المظاهرات والاعتصام ، التي يشارك فيها مئات الالاف من القوى المناوئة ، أو المؤيدة للنظام على حد سواء . هذه الأحداث والتطورات الأخيرة ، فجرها إصدار الإعلان الدستوري المؤقت ، في 22 نوفمبر 2012 ، من قبل الرئيس المصري محمد مرسي ، والتي رفضتها وتصدت لها المعارضة المصرية ، بكل أطيافها الليبرالية واليسارية والقومية ، وكذلك الجسم القضائي ، والاتحادات المهنية ، والنقابات العمالية المستقلة، والهيئات والقوى المدنية ، إلى جانب الكنيسة المصرية ، ناهيك عن قوى شباب الثورة . قرار الرئيس محمد مرسي في الدعوة لتنظيم استفتاء شعبي في 15 من شهر ديسمبر الجاري على مسودة بنود الدستور المصري الجديد الذي أقرته الجمعية التأسيسية، والتي يسيطر عليها بالكامل التيار الإسلامي ( بشقيه الأخواني والسلفي ) كان بمثابة من يصب الزيت على النار ، من وجهة نظر المعارضين لهذه الخطوة ، حيث اعتبرته بأنه خطوة استباقية ، والتفافية ، من قبل الرئيس ، لقطع الطريق على أي قرار من قبل المحكمة الدستورية العليا ، للبت في مدى شرعية الجمعية التأسيسية وما يتفرع ( مشروع الدستور ) من عملها ، وكذلك مدى مشروعية مجلس الشورى ، وقد تعزز ذلك مع قيام أنصار الرئيس بحصار مقر المحكمة الدستورية العليا ، والمطالبة بحلها ، والتهديد باقتحامها، والاعتداء على أعضائها ، الأمر الذي اضطرت معه المحكمة إلى إعلان تعليق عملها إلى أجل غير مسمى ، حيث جاء في بيان أصدره قضاة المحكمة، التي تفصل في شرعية القرارات والقوانين في مصر ومدى دستوريتها، أعلنت فيه "تعليق جلسات المحكمة الى اجل يقدرون فيه على مواصلة رسالتهم والفصل في الدعاوى المطروحة على المحكمة بغير أية ضغوط نفسية ومادية يتعرضون لها". واعتبر البيان الاعتصام ضد المحكمة بانه "كان يوما حالك السواد في سجل القضاء المصري على امتداد عصوره". وفي المقابل تعهدت قوى المعارضة التي تجمعت في إطار جبهة الإنقاذ الوطني ، ومعها القوى المدنية العمل على إسقاط الإعلان الدستوري، وقرار الاستفتاء على مسودة الدستور ، من خلال النضال السلمي وعبر مواصلة وتصعيد الاعتصام في ميدان التحرير ، وغيرها من الميادين والأماكن العامة ،بما في ذلك قصر الاتحادية الرئاسي ، ووصولا إلى إعلان الإضراب العام و العصيان المدني. وعلى صعيد متصل ، احتجبت 11 صحيفة مصرية يومية حزبية ومستقلة عن الصدور، يوم الثلاثاء الماضي ، كما قررت قنوات فضائية مصرية تسويد شاشاتها ، وذلك احتجاجًا على ما وصف بأنه "انتهاك الحريات ومصادرة حرية الرأي والتعبير وعدم الوفاء بالحد الأدنى لما أقرته دساتير مصر السابقة " . وفي السياق ذاته رفض 13من خبراء القانون والمستشارين الاعتراف بمشروع الدستور الجديد ودعوا إلى وضع دستور جديد دائم يؤسس لبناء مجتمع حر وعادل ، وهو لن يتحقق إلا من خلال التوافق المجتمعي والسياسي ، وليس على المغالبة السياسية ، معتبرين أنه لن ينجح دستور قام على مغالبة حزبية . اللافت أن موقف كلا من المؤسسة العسكرية المصرية ، ووزارة الداخلية المصرية من الأحداث الجارية كان متوازنا إلى حد معقول ، حيث أكد مصدر عسكري " أن القوات المسلحة ليست طرفا فى أي صراع سياسي دائر خلال الفترة الحالية ومهمتها الأساسية تأمين حدود الدولة المصرية ضد أى عدائيات خارجية ، وتنحاز للشعب المصري وحده دون الميل ناحية فصيل أو تيار بعينه " في حين جاء في بيان أصدرته وزارة الداخلية المصرية " أنها لن تتعرض للمتظاهرين، طالما اتسمت مشاركتهم بالسلمية. وناشدت الوزارة " الداعين والمشاركين فى تلك المظاهرة تحمل مسؤولياتهم بالعمل على تنظيمها بما يحول دون اندساس آخرين بها ".
في ظل غياب الحلول التوافيقة ، من قبل الفرقاء والأطراف كافة ، على قاعدة الحوار والتوافق الوطني، حول القضايا المركزية التي تواجهها مصر في المرحلة الانتقالية ، يتجه الصراع المحتدم بين المعارضة بمختلف مكوناتها من جهة ،ومؤسسة الرئاسة وتيار الإسلام الحركي من جهة أخرى ، ليأخذ منحى لي الذراع ، وكسر العظم المتبادل . التساؤل هنا: من يصرخ أولا في هذا الصراع المحتدم والمعقد والمتداخل ، على الصعيدين المحلي والخارجي ، وما هي انعكاساته على مصير الثورة ، بعد ان تشتت وتصدعت أطرافها ومكوناتها ؟ وقبل كل شيء ما هو تأثيره على مستقبل مصر ، والتطلعات المشروعة لشعبها ، في الحرية والعدالة والكرامة والمساواة والسلم الأهلي ؟ .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير
- الحرب على غزة والردع الفلسطيني
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في السعودية : الجزء الثاني وال ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي .. نحو عولمة جديدة
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في المملكة العربية السعودية
- رحيل المناضل الكبير عبد الرحمن البهيجان
- الوحدة الوطنية .. خط أحمر!
- -الأصولوية الإسلامية - .. والدولة المدنية
- الإسلام السياسي .. والربيع العربي
- 8 مارس .. ورهاب المرأة
- عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر
- رحيل الغانم.. وتجربة الدراسة في الاتحاد السوفيتي
- التمايز ما بين الأهلي والمدني
- 2011 عام العرب بامتياز
- تراجع الدور العالمي للولايات المتحدة
- الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير
- 2011 ... عام التحولات التاريخية الكبرى في القرن الحالي «1/2»
- عام على تفجر الانتفاضات العربية
- دول مجلس التعاون الخليجي في عين العاصفة
- الوحدة الخليجية .. والاستحقاقات المطلوبة


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - مصر المحروسة .. عند مفترق طرق