أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير















المزيد.....

الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 02:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لرحيل شيخ الأغنية السياسية العربية الملتزمة بقضايا الحرية والناس الغلابة ، على مدى نصف قرن الشيخ إمام عيسى ، أحيا فنانون مصريون وذلك لأول مرة بعد نجاح انتفاضة الشعب المصري في إسقاط ديكتاتور مصر حسني مبارك ، سهرة موسيقية خاصة بمسرح نقابة الصحفيين بالقاهرة، حضرها حشد كبير من الجمهور و مثقفون وفنانون بارزون . وافتتح الحفل على وقع أغنية للشيخ إمام يقول فيها: "افرحي ياما وزغرتي أنا فرحان " . وقد وجه نداء قوي بأن يكون لأغاني إمام حضورها ا اللائق الذي تستحقه في وسائل الإعلام المصري ، تمشيا مع روح وضمير ووجدان ثورة 25 يناير في مصر التي ناضل وغنى وضحى من أجلها الشيخ إمام . الجدير بالذكر بأن هتافات ومطالبات شباب الثورة ، كانت تصدح وتمتزج بأغاني وألحان الشيخ إمام في ميدان التحرير ، الذي مثل مركز حيويا لتجمع الحشود وانطلاق المسيرات الشعبية المليونية . اللافت هنا هو الحضور القوى والمميز للشيخ إمام رغم الفاصلة الزمنية الطويلة التي مضت على رحيله ، لدى جيل شباب الانترنت ، والفيس بوك ، الذين لعبوا دورا محوريا في تفجير وتصعيد الثورة المصرية حتى تحقيق أهدافها المباشرة في إطاحة رمز النظام السابق ، وتفكيك مفاصل هامة من هياكله ومؤسساته . وألقى مريدو ومحبو الشيخ إمام العديد من أغنياته الوطنية والسياسية، التي تجاوب معها ورددها الجمهور التي يحفظها عن ظهر قلب بحماس وتأثر ممزوجا بنكهة الشعور بانتصار قضيتهم وقضية الشعب المصري و ومنهم الفنان أحمد إسماعيل الذي ردد "يا مصر قومي وشدي الحيل"، و"مصر ياما يا بهية"، و"الله حي"، و"جيفارا". كما أدت الفنانة عزة بلبع أغاني: "اتجمعوا العشاق"، و"حاحا"، و"شيد قصورك على المزارع"، و"يا غربة روحي"، وتجاوب معها الجمهور بحماس وتأثر. أما الفنان شعبان إمام ابن شقيق الشيخ إمام فألقى: "دور يا كلام". ولد الشيخ إمام في الثاني من يوليو عام 1918 في قرية "أبو النمرس" بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة ، انطوت مسيرة "الشيخ إمام" على محطات مؤلمة ، حيث فقد بصره منذ طفولته المبكرة بسبب استعمال الوصفات الشعبية البدائية في علاج عينيه، التي أصابهما الرمد . التحق بالجمعية الشرعية بالأزهر ، غير أنه طرد منها بسبب استماعه لآيات من القرآن الكريم من الإذاعة بصوت الشيخ المقرئ محمد رفعت، وهو ما عد في وقتها بدعة لا تجوز . فى منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، تعرف الشيخ إمام على الشيخ زكريا أحمد ، فلزمه واستعان به الشيخ زكريا أحمد في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها ، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم مما جعلها تتسرب قبل أن تغنيها، مما تسبب في طرده من الأزهر . بعدها قرر تعلم العزف على العود، على يد كامل الحمصاني، وبدأ الشيخ يمارس التلحين، وتحول لمغن واستبدل بملابسه الأزهرية ملابس مدنية. وفى العام 1962، كان اللقاء الأهم في حياة الشيخ إمام مع الشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم حيث شكلا ثنائيا منسجما في الفكر والفن والحياة والنضال وفي توجهما الإنساني ، والتقدمي . هزيمة حزيران / يونيو شكلت منعطفا حاسما وجذريا في حياة الشيخ إمام ومسيرته الفنية حيث هجر الأغاني العاطفية والساخرة لصالح الأغنية السياسية الملتزمة و التحريضية ، وكانت كلمات نجم والحان وغناء الشيخ إمام ، بمثابة الصاعق والمحرض والرافض للهزيمة ومسببيها وله أغنية شهيرة في ذلك عنوانها ( الحمد لله) يقول فيها
يا اهل مصر المحميه
بالحراميه
الفول كتير والطعميه
والبر عمار
والعيشه معدن واهي ماشيه
آخر اشيا
مادام جنابه والحاشيه
بكروش وكتار.

هذه الأغنية وغيرها من الأغاني التي تصل إلى 200 أغنية ، والتي عبرت بجرأة ووضوح عن التزامها بقضايا الوطن والثورة ، وعبرت عن تطلعات وأحلام الفقراء والكادحين ، دفعت بالسلطات المصرية لاعتقاله مع الشاعر نجم في عام 1967 ( في عهد عبد الناصر ) حيث حكم عليهما بالسجن المؤبد ، غير انه أطلق سراحهما إثر انتصار أكتوبر عام 1973 . أعيد اعتقالهما مجددا في عهد الرئيس السابق أنور السادات في أعقاب انتفاضة يناير 1977 التي أطلق عليها الرئيس السابق أنور السادات " انتفاضة الحرامية " حيث ترددت أغاني الشيخ إمام في الساحات والميادين والسجون ( التي من أشهرها سجن القلعة ) في داخل مصر وخارجها . ولم يفرج عنهما مجددا إلا في أعقاب اغتيال السادات . في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، غير الجفاء دب بين الشيخ إمام ونجم لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة . عاش الشيخ إمام سنواته الأخيرة في غرفة متواضعة بحي الغورية في القاهرة . توفي في 7 حزيران / يونيو 1995 والذي يصادف الذكرى السنوية لهزيمة حزيران ، وهو أمر له دلالته الرمزية . لقد بشر الشيخ إمام والشاعر نجم في حتمية انتصار ثورة الشعب المصري ونذكر هنا أغنية "للي يشغل مخه".
هما مين وإحنا مين
هما المال والحكم معاهم
وإحنا الفقرا المحكومين
لما الشعب يقوم وينادي
يا احنا ياهما في الدنيا دي

المحاولات المسعورة من قبل قوى الثورة المضادة ، للالتفاف على انتفاضة الشعب المصري العظيم ، وفي القلب منه الحراك الشبابي الثوري ، وتضحياتهم الجسام من اجل إسقاط النظام الديكتاتوري الفاسد ، و تحقيق أهدافهم النبيلة في الحرية ، العدالة الاجتماعية ، المواطنة المتساوية ، والدولة المدنية ، لن تنجح وسيكتب لها الفشل الأكيد في النهاية . بغض النظر عن الانتشاء والشعور بالانتصار الآني للجماعات الإسلامية " المعتدلة " و" السلفية المتطرفة " في الانتخابات الأخيرة في مصر ، لأسباب وعوامل معروفة ، والتي تسعى لقطف ثمار الثورة ، أو اختطافها وفقا للقاعدة المعروفة الثورات يصنها الأبطال ويسرقها الانتهازيون . العملية الثورية في التحليل النهائي ، هي سيرورة مستمرة حتى تحقيق اهدافها ، و لن تستطيع عناصر ومكونات النظام القديم ، أو أية قوة رجعية ، بغض النظر عن مدى قوتها الراهنة ، و شعاراتها الفضفاضة والمخاتلة ، وشبكة تحالفاتها ( الداخلية والخارجية ) القديمة والمستجدة ، من كبح وإجهاض مسيرة الثورة ، و إعادة التاريخ إلى الوراء . يتعين استيعاب وتحليل الواقع المصري والعربي في ظل الثورات ، ومسارها المتعرج ، بروح موضوعية و نقدية و علمية وشفافة ، و موجهة للذات ، قبل أن يكون للأخر . وفقا لغرامشي "تشاؤم العقل وتفاءل الإرادة " سنظل نردد تغريدة الشيخ إمام ، المحفزة لعقل ووجدان الشعب المصري الخالد
يا احنا ياهما في الدنيا دي
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
حيغلب مين.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2011 ... عام التحولات التاريخية الكبرى في القرن الحالي «1/2»
- عام على تفجر الانتفاضات العربية
- دول مجلس التعاون الخليجي في عين العاصفة
- الوحدة الخليجية .. والاستحقاقات المطلوبة
- منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية
- - أبو أمل - .. نضالاتك و تضحياتك تتجسد شموسا وأقمارا
- هل نحن بصدد عولمة جديدة ؟
- أزمة الديون الأمريكية وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي
- معوقات التغيير في العالم العربي
- رحيل المثقف و الإنسان .. شاكر الشيخ
- دور البطالة والفقر في إشعال الثورات العربية
- تساؤلات حول الفقر المدقع والفقر المطلق
- المثقف العربي وربيع الثورات والانتفاضات العربية ؟
- أوباما ونتنياهو .. اختلاف في الشكل وتطابق في الجوهر
- هل تدشن ذكرى النكبة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟
- أبعاد ودلالات المصالحة الفلسطينية
- رحيل خلدون النقيب
- سؤال الهوية في زمن التغيير؟
- جريمة بشعة مجللة بالعار!
- استعادة الوعي .. ووهم الخصوصية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجيب الخنيزي - الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير