أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي














المزيد.....

العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 05:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت المنطقة العربية على امتداد العامين الماضيين ، ومنذ اندلاع الثورة التونسية ، تطورات وتغييرات غير مسبوقة ، بحيث بات من الصعب الجزم بأن أي بلد عربي بعينه لم يتأثر أو سيتأثر بها بدرجات متفاوتة من حيث العمق والاتساع . بالطبع لا نغفل المسار المتعرج والمتباين للتغييرات الحاصلة في عموم المنطقة العربية ، و في كل بلد عربي على حدة ، رغم وجود استحقاقات وقضايا مشتركة تسم الوضع العربي بوجه عام . السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماهي الأرضية والعوامل الموضوعية المشتركة التي شكلت دوافع و محركات التغيير في العالم العربي ؟ ولم تصدرت الجماعات الإسلامية ( ولو بشكل مؤقت ) المشهد السياسي على امتداد المنطقة العربية، رغم كونها لم تكن القوة الرئيسية في التغيير ، وجاء التحاقها بالحراك الثوري متأخرا ، بل واستطاع الإسلام السياسي الوصول إلى دفة الحكم منفردا (مصر ) أو عبر قيادته لتحالف ( تكتيكي ) ضم بعض القوى العلمانية واليسارية ( تونس والمغرب ) ؟ بداية يمكن القول بأن البلدان العربية التي شهدت تغييرات عميقة طالت رموز النظام وبعض مكوناته لا تزال تمر بمرحلة انتقالية صعبة و غير واضحة المعالم في سيرورتها المعقدة و وصيرورتها النهائية ، بما في ذلك عدم استبعاد إمكانية نجاح الثورة المضادة ، سواء من خلال تدخل المؤسسة العسكرية بشكل مباشر أو من خلال تحالف جديد يضم جماعات الإسلام السياسي والمؤسسة العسكرية و بعض مكونات النظام القديم. نشير هنا الى الظروف والعوامل الموضوعية المحركة للإنتفاضات العربية ، والتي من بينها بل وفي مقدمتها ، الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة حيث تفشي الفقر و البطالة وبخاصة بين الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من إجمالي سكان العالم العربي إلى جانب تفاقم المديونية ونزوح الأموال العربية إلى الخارج وانصياع الحكومات العربية لنصائح صندوق النقد الدولي وشروط العولمة( الليبرالية الجديدة ) ، ما أدى إلى تقليص الاتفاق الحكومي العام ، ورفع الدعم عن السلع الأساسية ، وتجميد الأجور ، وتدهور فرص العمل والتعليم الذي مس وأثر في القطاعات والفئات الشعبية كافة ، كماعمق الفوارق الاجتماعية والطبقية ، وولد حالة من الإحباط واليأس والخوف من المستقبل الكئيب والمظلم ، في ظل غياب أبسط متطلبات العدالة الإجتماعية ، وضمور التنمية المتوازنة و المستدامة ، وتهميش المناطق الطرفية ، وتفشي الفساد والمحسوبية ، ونهب المال العام ، وتنامي الإحساس بالظلم والحرمان لدى قطاعات واسعة من الشعب ، إلى جانب تعمق التبعيةالاقتصادية والسياسية والعسكرية للدول الغربية. ثانيا العنف والقمع السياسي الذي مارسته النظم العربيةالاستبدادية ، حيث أصبح العنف أو التهديد باستخدامه سيفا مسلطا على الشعب ، الأمر الذي أعطى دورا استثنائيا للأجهزة الأمنية في قمع وإرهاب الناس والتدخل في حرياتهم العامة و الشخصية ونمط تفكيرهم وممارستهم ، محاولين خلق أتباعا و رعايا (لا مواطنين). ثالثا أدى غياب دولة القانون والمؤسسات الدستورية المستندة إلى المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات ، أو صوريتها ، وتغول سلطة الاستبداد التي ضنت بأن آلتها الأمنية كفيلة بشل وإنهاء أي معارضة سلمية أو عنيفة ، وهو ما سد باب التغير والإصلاح ، عبرالوسائل السياسية السلمية . ضمور الحياة السياسة وتمهميش منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، أحدث فراغا مخيفا في المجال السياسي / المدني ( نجح الإسلام السياسي في شغله ) كما شكل البيئة المواتية لتضخم وتصدرالهويات ( المذهبية والقبلية والإثنية ) الفرعية المتناحرة في ما بينها ، وغالبا بدعم وإسناد الأنظمة الحاكمة ، إلى جانب تصاعد التطرف والممارسات العنيفة التي تقوم بها بعض القوى والجماعات المتشددة من جهة، وتشديد القبضة الأمنية / البوليسية الحكومية التي لم تقتصر على مواجهة الإرهاب بل طالت المكونات الإجتماعية والسياسية والفكرية والدينية كافة من جهة أخرى . تلك العوامل وغيرها من العوامل جعلت من الثورة الخيار الحتمي و الوحيد من قبل الجماهير وفي مقدمتها القوى الشبابية التواقة لتغيير واقعها البائس. لدى قراءة المشهد العربي يستحضرني كتابان ، الأول كتاب كلاسيكي لتروتسكي ( أغتيل بأمر من ستالين ) أحد قادة الثورة البلشفية في روسيا وهو بعنوان " الثورة المغدورة " يتحدث فيه عن اجهاض ومصادرة الثورة الروسية بعد وفاة زعيم الثورة لينين ، مما رشح عنها ترسيخ رأسمالية بيروقراطية دولتية بدون طبقة رأسمالية ، والكتاب الثاني هو بعنوان " ثورة في الثورة " للمفكر السياسي الفرنسي المعاصر ريجي دوبريه والذي يقول فيه إن نجاح أية ثورة يكون بفعاليتها الثورية. وهذا يتوقف على نجاحها في التطبيق على أرض الواقع كما أكد بأن مسار أي ثورة بحاجه إلى ثورة من داخلها لتجديدها و لضمان تحقيق أهدافها .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!
- تونس / مصر .. للصبر حدود
- مصر .. معركة الدستور
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير
- الحرب على غزة والردع الفلسطيني
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في السعودية : الجزء الثاني وال ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي .. نحو عولمة جديدة
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في المملكة العربية السعودية
- رحيل المناضل الكبير عبد الرحمن البهيجان
- الوحدة الوطنية .. خط أحمر!
- -الأصولوية الإسلامية - .. والدولة المدنية
- الإسلام السياسي .. والربيع العربي
- 8 مارس .. ورهاب المرأة
- عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر
- رحيل الغانم.. وتجربة الدراسة في الاتحاد السوفيتي
- التمايز ما بين الأهلي والمدني


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي