أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - سوريا بين خيارين














المزيد.....

سوريا بين خيارين


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريـا اليوم باتت على مفترق طرق، وأمام خيارين (سيناريوهين) لا ثالث لهما، وهما الخيار السلمي أو الخيار العسكري. في الحالتين هناك شبه إجماع بأن النظام المافيوي الراهن بما يمثله من احتكار للسلطة والثروة والقوة، لا مكان له في سوريا الغد، وما يطرحه النظام الحاكم من مناورات سياسية تحت مسمى الحوار تحت السقف الوطني (أقرأ سقف النظام) لم يعد يجدي نفعا في ظل القتل والخراب والدمار الشامل والذي ذهب ضحيته مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعتقلين، مع وجود أربعة ملايين سوريين مهجرين في داخل وخارج سوريا. حتى الآن لا يبدو أن هناك حلا سياسيا جديا في الأفق باسثناء ما رشح عن الاجتماع الأخير الأسبوع الماضي، الذي جمع وزير خارجية (لافروف) روسيا مع نظيره وزير الخارجية (كيري) الأمريكي، والذي جرى فيه ولأول مرة توافق جدي على خطورة ما يجري في سوريا، وخصوصا الدور المتزايد الذي باتت تلعبه الجماعات المتشددة والتكفيرية التي دخلت على الخط، وفي مقدمتها «جبهة النصرة» الرديف السوري لتنظيم القاعدة والتي أعلنت مبايعتها لزعيمها أيمن الظواهري، وانعكاس ذلك على مجمل الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وكذلك جرى التطرق إلى ضرورة إحياء صيغة اتفاق جنيف الصادر في شهر يونيو الماضي والمستند إلى اعتماد المخرج السياسي للأزمة السورية، عبر تشكيل حكومة توافق وطني مستقلة وذات صلاحيات كاملة لإدارة المرحلة الانتقالية، وحتى الانتخابات القادمة، غير أن هذا الاتفاق لاتزال تعترضه عقبات جدية وخصوصا من جهة المعارضة السورية، حيث أصدر الائتلاف الوطني السوري بيانا اشترط فيه تنحية الأسد وأركان حكمه كشرط للتسوية السياسية وهو ما يرفضه النظام السوري وحلفاؤه وخصوصا روسيا..
حتى الآن لايزال الخيار العسكري هو السائد لحسم الصراع ما بين قوات النظام من جهة، وقوات الجيش السوري الحر والتشكيلات والمجموعات العسكرية المتعددة من جهة أخرى، وعلى النحو الذي نشهده من تصاعد حدة المعارك الطاحنة على الأرض في الآونة الأخيرة والتي شملت غالبية المناطق والمحافظات السورية بما في ذلك العاصمة دمشق. هذا الخيار (عسكرة الانتفاضة) جرى فرضه على المعارضة في أعقاب استمرار عمليات القتل العشوائي والمواجهات الوحشية من قبل قوات النظام السوري إزاء الاحتجاجات والمظاهرات السلمية، الأمر الذي أدى إلى انشقاقات في أجهزة النظام العسكرية والأمنية، ومنهم تشكلت نواة الجيش السوري الحر الذي استطاع فرض سيطرته بالتعاون مع مجموعات مقاتلة مختلفة على مناطق مهمة وملاذات آمنة في سوريا، غير أن هذا الخيار لا ينتظر منه أن يحقق نتيجة حاسمة أو ستكون تكلفته كبيرة ومدمرة لمقومات الدولة والمجتمع، وذلك في ظل موازين القوى على الأرض، وعدم إمكانية الحسم العسكري من قبل أي طرف، إلى جانب تشابك وتداخل الوضع السوري، مع تجاذبات ومصالح إقليمية ودولية متصارعة. هذا التموضع الإقليمي / الدولي إزاء المسألة السورية يقابله تموضع آخر أشد خطورة وتأثيرا ليس على مجريات الأوضاع في داخل سوريا فقط، بل طالت تداعياته المجتمعات والدول المجاورة، وعموم المنطقة، وذلك من خلال تحفيز الانقسامات والتناحرات الطائفية والمذهبية .. الإبراهيمي تحدث عن وجود 40 ألف أجنبي يقاتلون في سوريا إلى جانب المعارضة، كما بات مؤكدا مشاركة مقاتلي حزب الله إلى جانب النظام، وبالتالي لا يمكن تجاهل تداعيات ما يجري في سوريا على الأوضاع الراهنة في بلدان مجاورة مثل لبنان والعراق، ووصلت تأثيراتها إلى بلدان ومجتمعات عربية وإسلامية أخرى مثل الأردن وتركيا وغيرهما، وهذه التداعيات لا تشمل الجانب الإنساني من خلال وجود مئات الألوف من اللاجئين السورين فقط، وإنما لها انعكاساتها الاجتماعية والأمنية الخطيرة على عموم المنطقة والعالم..
من هنا نفهم تحذير كل من المفتي العام في المملكة والمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية من مغبة السفر للقتال في سوريا، حيث النموذج الأفغاني لايزال ماثلا للعيان.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!
- تونس / مصر .. للصبر حدود
- مصر .. معركة الدستور
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - سوريا بين خيارين